الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سينمائيون: منصات العرض الرقمية حل مؤقت

المنصات الرقمية تحصل على حقوق العرض والتأجير والشراء (الصور من المصدر)
5 يونيو 2020 00:07

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

شهدت الآونة الأخيرة إنتاج وتصوير أفلام سينمائية محلية كان من المقرر أن تعرض في الصيف المقبل، إلا أن أزمة «كورونا» غيرت خريطة العرض السينمائي، خصوصاً مع إغلاق صالات السينما مع بداية انتشار «كورونا»، وإعادة فتح بعضها مؤخراً مع اتخاذ الإجراءات الوقائية، ما سيؤثر على الأرباح التي تعتمد على الحضور الجماهيري، ما جعل منتجين ومخرجين يبحثون عن منافذ أخرى لتوزيع أفلامهم وعرضها، وكانت المنصات السينمائية الرقمية السبيل الأمثل لوقف نزف الخسائر.

أكد المنتج والمخرج والكاتب عامر سالمين المري، أن المنصات السينمائية الإلكترونية هي مستقبل السينما المؤقت، خصوصاً مع أزمة «كورونا» التي يعيشها العالم. وقال: «رغم تعدد المنصات وحضورها القوي في السنوات السابقة، إلا أن الحضور الجماهيري لصالات العرض لم يتأثر كثيراً، خصوصاً أن الذهاب للسينما له طابع خاص، فالتقنيات الخاصة بالشاشات والصوت والإضاءة، إلى جانب الخدمات الأخرى التي توفرها صالات العرض تجعل المشاهدة ممتعة لكل أفراد العائلة، لكن مع أزمة الفيروس الخفي (كوفيدـ 19)، وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الجسدي تم إغلاق صالات السينما حول العالم، وبالتالي أصبحت التطبيقات الإلكترونية المنصة الأنسب لكل صناع السينما لعرض أفلامهم عبرها».
وأوضح المري أن عملية «دوران الفيلم» أو انتشاره في كل من السينما والتطبيقات الأخرى، هي المتحكم الرئيس في إيراداته وعائداته لشركات الإنتاج ومسؤولي الخدمات الترفيهية الأخرى. وقال: «في السابق، كان المنتج وخصوصاً الإماراتي يعاني حصد أرباح أفلامه المعروضة في السينما بسبب نسب الفوائد والعائدات التي يقدمها المنتج والمقسمة كالتالي، 50% لدور العرض السينمائي قبل عرض الفيلم كاتفاق متعارف عليه، و15% ضرائب، و35% تذهب لمنتج العمل، الذي ينفق منها على الإنتاج والتصوير والتسويق، وأجور الفنانين»، موضحاً أنه إذا لم يحقق العمل الحضور المطلوب ويحصد إيرادات في شباك التذاكر، سيتعرض لخسارة فادحة.
وتابع: «مع أزمة (كورونا) والاتجاه نحو التطبيقات الإلكترونية، فقد أصبح للمنتج أن يعرض فيلمه بعرض مادي يتم الاتفاق عليه مع موزعي الأفلام لدى التطبيقات، ولا يشاركه أحد في الأرباح، وفي الوقت نفسه فإن عرض الأفلام (أون لاين) يخرج المنتج عن مسألة توقيت العروض التي تواجهه في السينما، إلى جانب المنافسة الكبرى بين الأفلام العالمية والعربية الأخرى».
وأشار المري إلى أن فتح بعض دور السينما في الدولة، خطوة إيجابية، ولكن لن تكون بالطاقة الاستيعابية السابقة؛ لذلك فالأمر لا يزال معقداً، خصوصاً أنه يعلم أن عرض الفيلم في صالات السينما مع عدم انتهاء أزمة (كورونا) سيعرضه لخسائر، لا سيما أن ربح الأفلام يعتمد على عدد التذاكر المباعة».
أوضح المخرج هاني الشيباني الذي لم ينهِ تصوير مشاهد فيلمه «سوشال مان» بسبب الجائحة «لا أحد ينكر أن التطبيقات السينمائية الرقمية هي الحل الأنسب في الوقت الحالي، لكن السؤال هل ستغطي هذه المنصات تكلفة إنتاج الأفلام؟». وأضاف «أعتقد أن الاتجاه سيكون إلى هذه المنصات في الوقت الحالي، حتى لا يتكبد المنتجون الخسائر، وبالفعل هناك إنتاجات عالمية لجأت إلى عرض أفلامها (أون لاين)، وستعتمد في إيراداتها على الشراء والتأجير».
وأوضح أن منتجين توجهوا إلى المنصات الرقمية، مع وجود حلول لتغطية التكاليف، لافتاً إلى أن إعادة فتح دور السينما خطوة مبدئية لاستعادة النشاط السينمائي من جديد و«التعايش» مع «الفيروس الخفي» باتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة. وقال «طالما أن (كورونا) لا يزال يحوم حولنا، فإنه من الصعب أن تعود السينما كما كانت سابقاً، وستظل التطبيقات الرقمية هي المسيطرة».
المخرج والمنتج أحمد زين الذي قرر تأجيل تصوير الجزء الثاني من فيلمه «العم ناجي»، بسبب «كورونا»، أكد أن التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة وما تقدمه من خدمات سينمائية وترفيهية أخرى، مكملة لنجاح العمل الفني، وتحقيقه نسبة مشاهدة وانتشار أكبر، خصوصاً أن هذه المنصات رسمية، تحصل على حقوق عرض الأفلام باتفاقات مسبقة مع جهات التوزيع وشركات الإنتاج إلى جانب منصات العرض، حتى لا تؤثر إحداها على الأخرى، مشيراً إلى أن المنصات الرقمية مكنت المشاهدين من متابعة العمل الفني في أي مكان ووقت.
واعتبر أن السينما لا منافس لها، مؤكداً أنها ستعود بقوة بعد انتهاء أزمة «كوفيدـ 19»، لا سيما أنها تتمتع برونق خاص. وقال: «مهما كثرت المنصات الرقمية، فعادة الذهاب إلى السينما لن تختفي، خصوصاً أنها الأساس في خلق تجربة ترفيهية فنية متكاملة للمشاهد، أما بالنسبة للمنتج، فعرض الفيلم في السينما يعود عليه بالربح ما يعوضه عما أنفقه في الإنتاج عن عرضه في (الديجيتال) بكثير؛ لذلك فإن أساس العرض لأي منتج تبدأ بدور العرض السينمائي، ومن ثم يبحث عن منصات أخرى لتحقيق أرباح وانتشار أكبر».

متنفس وحيد
المنتج علي المرزوقي أكد أن التطبيقات السينمائية الرقمية مرحلة مؤقتة لـ«الفن السابع». وقال: «نجم التطبيقات الإلكترونية سطع في ظل تداعيات «كوفيدـ 19»، فأصبحت المتنفس الوحيد لصناع السينما والجمهور، لكنني أعتقد أنها ستكون فترة مؤقتة، ولن تحل هذه التطبيقات مكان السينما بعد الانتهاء من الأزمة التي نعيشها، خصوصاً أن المنتجين أصحاب الميزانية المتوسطة للأفلام من الممكن أن يغامروا بعرض فيلمهم «أون لاين» وإعادة ما أنفقوه على الإنتاج، أما الأفلام ذات الميزانية الضخمة، فمن الصعب على منتجيها عرضها عبر التطبيقات الرقمية ذات الاشتراك الشهري المحدود؛ لأنها لن تحقق الربح المطلوب، إلا في حالة إذا عرض الفيلم في خانة (التأجير)». وتابع: «حتى (تأجير الأفلام) لن يحقق أرباحاً موازية لربح شراء تذاكر السينما، خصوصاً أن الجمهور لم يعتد بعد شراء أو تأجير فيلم في المنزل، ومن يخوض التجربة، سيفعلها فقط في الأفلام العالمية التي لديها شهرة واسعة».
وأكد أن فتح دور العرض السينمائي في الدولة، مهم جداً. وقال: «الخطوة ستكون أكثر فعالية للأفلام العالمية التي لا تحتاج إلى تسويق، ورغم ذلك بعض الأفلام التي عرضت مؤخراً في السينما لم تحقق النجاح المطلوب في شباك التذاكر، خصوصاً مع تحديد أوقات معينة للعرض بسبب الحظر، والتباعد الجسدي بوضع مقعد شاغر بين كل شخص، الأمر الذي أثر على عدد التذاكر المباعة»، متوقعاً أن الفيلم المحلي لن يستطع خوض التجربة في الوقت الحالي، وسينتظر أن تفتح دور العرض السينمائي بشكل كامل بعد انتهاء «كورونا».

أين «شبح»؟
المنتج والمخرج والكاتب عامر سالمين المري الذي أجّل عرض فيلمه الجديد «شبح» الذي يجمع بين الرعب والكوميديا، ويشارك بطولته مريم سلطان وعبد الله الجنيبي وآلاء شاكر وحميد العوضي، وخالد النعيمي، ومايد البلوشي، بسبب تداعيات «كورونا»، كشف أنه لا يمانع عرض الفيلم حصرياً على شبكة «نتلفيكس» في حال إذا كان العرض مغرياً لكلا الطرفين، خصوصاً بعد أن خاض التجربة وعرض فيلمه «عاشق العموري» عبر هذه المنصة العالمية التي أكسبت الفيلم انتشاراً كبيراً، ولا سيما بعد أن حقق صدى محلياً في صالات السينما.

مصير مجهول
قال المنتج علي المزوقي، إن الجزء الثاني من فيلمه «خلك شنب» لم يتم تصويره حتى الآن؛ لذلك فهو خارج حسابات العرض في 2020، أما بالنسبة لفيلمه الثاني «سوشال مان»، فهو سيفكر مع باقي طاقم العمل في استهداف الوسائط الإلكترونية وعرضه «أون لاين» في حال كان العرض مغرياً، خصوصاً أن الفيلم لم يتبق منه إلا بعض المشاهد القليلة لتصويرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©