الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف نحمي الطواقم الطبية  من الإنهاك النفسي ؟

كيف نحمي الطواقم الطبية  من الإنهاك النفسي ؟
5 يونيو 2020 00:07

شريف عرفة

في ظل الظروف الحالية، يواجه كثير من العاملين في المجال الصحي هذه الأيام خطر الوقوع في براثن الاحتراق النفسي burnout والإجهاد العاطفي بسبب ضغوط العمل، وهو ما يعرضهم لأضرار صحية ونفسية، ويجعلهم أكثر عرضة للوقوع في أخطاء مهنية.. فما الذي يمكن القيام به حيال ذلك؟
أشهر أساليب الاسترخاء التي يمكن ممارستها أثناء فترات الراحة في جدول مزدحم، هو تدريب التأمل المسمى اليقظة الذهنية mindfulness لما له من تأثير فعال.. التركيز في اللحظة الراهنة هنا والآن وعدم الشرود في شيء آخر.. لكن مشكلته أن كثيراً من الناس لا يعتبرونه ممارسة مألوفة، وقد يحتاجون بعض التدريب لفهمها وإتقانها، ولا وقت لذلك في الوضع الراهن.. لذا قام باحثون من مستشفى جامعة ديوك (كاثرين آدير وزملاؤها) بتجربة طريقة جديدة توفر الوقت والجهد... إذ طلبوا من 1575 شخصاً من مقدمي الخدمات الصحية أن يمارسوا تدريباً ذهنياً معيناً يعتمد على الكتابة.. ليعلنوا في دراستهم المنشورة في (جورنال أوف مديكال إنترنت ريسيرش) أن ممارسة هذا التدريب البسيط لمدة 7 دقائق فقط، زادت من شعور المشاركين بالسعادة وخففت من شعورهم بالإجهاد العاطفي، كما تحسنت قدرتهم على إحداث التوازن بين الحياة والعمل.. حتى بعد أسبوع من ممارسة هذا التدريب!
فما هو بالضبط؟ وكيف يمكن ممارسته؟ 

تدريب ذهني
احضر ورقة وقلماً.. فكر في شخص صاحب فضل عليك، قام بشيء رائع من أجلك.. يمكن أن يكون هذا الشخص على قيد الحياة أو لم يعد معنا. وقد ساهم هذا الشخص في سلامتك بشكل كبير. اقضِ الدقائق السبع التالية في كتابة خطاب تتخيل أنك ستقوم بإرساله لهذا الشخص..
أخبر هذا الشخص بالشيء الرائع الذي فعله لك وكيف أثر فيك والفوائد التي تحققت لك بسببه.. أخبره عن شعورك تجاهه وعن سبب أهميته بالنسبة لك.

التفسير
بالإضافة لضرورة الراحة الجسدية، فإن هذا التدريب البسيط يساعد في إراحة الذهن وزيادة القدرة على التعافي من أثر الضغوط حتى إنْ لم تقم بإرسال هذا الخطاب لصاحب الشأن.. ويفسر الباحثون ذلك بأن الإجهاد النفسي يزداد ويتراكم بسبب تركيز الإنسان وانغماسه في مشاكل العمل، فيفكر فيها باستمرار وتسيطر على ذهنه وحالته الشعورية.. وما تقوم به مثل هذه التدريبات -ببساطة- هو تغيير بؤرة التركيز إلى أمور شخصية تثير في النفس حالة وجدانية تزيد من الشعور بتقدير الحياة، وتحفز التفكير في الأشياء الجيدة التي تسير على ما يرام.. وهو ما يزيد من المشاعر الإيجابية (كالمودّة والتقدير..) التي تقاوم الإنهاك العاطفي والاحتراق النفسي.
يصنف هذا التدريب في علم النفس الإيجابي كواحد من تدريبات «الامتنان» التي تساعد في تقدير قيمة ما ننعم به في الحياة، ومن ثم تشتيت الذهن عن المشاكل، ومن ثم المساعدة على التعافي من الضغوط النفسية.. 
وهو -كما ترى- تدريب بسيط يمكن ممارسته في أي مكان وفي أي وقت!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©