الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سياسة الشركة.. تسعد البيت!

سياسة الشركة.. تسعد البيت!
5 يونيو 2020 00:07

شريف عرفة

كثيراً ما تفصل أدبيات التنمية الذاتية بين الوظيفة والحياة الشخصية، بمفاهيم مثل التوازن بين الحياة والعمل، إلا أن توجهاً جديداً بدأ يطرح نفسه بين الباحثين في العلوم السلوكية، يسلط الضوء على مدى التداخل بين هذين الجانبين من الحياة وصعوبة الفصل التام بينهما. 

«انسكاب» المشاعر! 
حين يتعرض الإنسان لموقف سلبي شديد في عمله، فإنه قد يعود لمنزله في حالة مزاجية سلبية تؤثر في علاقته بشريك حياته وأطفاله.. والعكس صحيح أيضاً، في بيئة منزلية مضطربة قد يذهب الإنسان لعمله مهموماً وهو ما يؤثر في جودة عمله وإنتاجيته.. هذه الظاهرة أسماها الباحثون الفيض أو الانسكاب spillover وكأن المشاعر تنسكب من وعاء العمل لتشمل وعاء المنزل.. وينطبق هذا على المشاعر الإيجابية والسلبية على السواء. 
إلا أن دراسة حديثة كشفت جانباً آخر أكثر تفصيلاً في طبيعة هذه العلاقة المعقدة بين العمل والمنزل.. إذ إن السياسات الداخلية للشركة لها تأثير واضح في جودة العلاقة الزوجية بين الموظفين وشركاء حياتهم في المنزل. 

أثر التمكين
بعض الشركات تتبع سياسات تتيح تمكين موظفيها، أي أنها لا تتعامل معهم كمجرد أدوات عليها تنفيذ الأوامر فقط، بل تطور مهاراتهم القيادية وتشجعهم على المشاركة في القرار والتعبير عن آرائهم، وتحمل مسؤوليات جديدة توسع من نطاق مهامهم الوظيفية للحصول على نتائج أفضل.. دراسة جديدة تتبعت حياة هؤلاء الموظفين ليعرفوا تأثير سياسات شركاتهم على حياتهم الشخصية في العمل وخارجه.. فماذا وجدوا؟ 
يجيب الباحثون (كيم وزملاؤه) في هذه الدراسة التي أجريت على 289 موظفاً بدوام كامل على مدار تسعة شهور، بأن الموظف الذي يعمل في شركة تتبع سياسة التمكين، يكون أكثر سعادة في منزله.. ويفسرون الأمر في دراستهم المنشورة مؤخراً في (جورنال أوف أوكيوبيشونال هيلث سايكولوجي) بأن التمكين يعزز مشاعر المرؤوسين بالاستقلالية والانتماء والقدرة على التحكم في بيئتهم، وهي احتياجات نفسية أساسية، ما يجعلهم أكثر مشاركة وإخلاصاً في العمل.. كما يمكن لخبرات العمل الإيجابية هذه أن تزيد من الإحساس بالقيمة الذاتية، وهو ما يساهم في نهاية المطاف في إثراء حياة الموظف في المنزل أيضاً.. لأن سعادته قد زادت وتم إشباع احتياجاته النفسية الأساسية بشكل عام. 
حين تكون ظروف العمل غير مثالية، يجيد البعض مهارة الفصل بين العمل والمنزل، بأن يتركوا عقلية الوظيفة خلفهم ولا يأخذون هموم العمل معهم حين يدخلون المنزل.. إلا أن كثيراً من الناس لا يستطيع ذلك!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©