عدد اليوم
أحمد القاضي (القاهرة)
خلفت إجراءات الحظر المنزلي المفروضة في أغلب بلدان العالم بسبب «كوفيد- 19» الكثير من أوقات الفراغ، واستغل الشاب المصري أحمد شعبان أوقات الحظر في تحويل شارعه من مكان مهمل إلى مناطق ملونة تدخل البهجة على سكانها.
الشاب الذي تخرج في كلية الهندسة، قرر الاستعانة بجيرانه وبمجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة، الذين يعيشون معه في نفس منطقته حلوان، الواقعة بمحافظة القاهرة، في إعادة تلوين شوارع حارتهم الصغيرة، وإضافة بعض الحياة والبهجة لنفوس أهالي الحارة الشعبية البسيطة.
تلقى أهالي الحارة الخبر بالكثير من الترحاب، حيث ساهموا في جمع الأموال لشراء الطلاء والألوان والخامات اللازمة لإعادة البهجة إلى منطقتهم البسيطة، وتم الأمر بالجهود الذاتية، حيث بدأ طلاب الفنون الجميلة في طلاء واجهات المنازل، ورسم بعض الورود والعصافير على جدران الشوارع الضيقة.
شارك أطفال الحارة في هذه العملية التجميلية، وحرص الشباب على إعطائهم بعض الحرية، ليرسموا ما يتمنون كي يغرسوا في نفوسهم حب الجمال، وحتى يحافظوا على الشوارع نظيفة وجميلة، فهم قد شاركوا في تجميلها.
شعبان صاحب الفكرة استغل دراسته في كلية الهندسة، وشارك في طلاء أرضيات الحارة وزينها بأشكال هندسية مثل المثلثات والمربعات المتداخلة، واقترح على بعض المتطوعين من أهالي الحارة المشاركة في رسم علم مصر على بعض واجهات الحارة، حتى يعرف الأطفال ألوان علمهم وينتمون إليه دائماً، إلى جانب الاهتمام بمسافات التباعد الجسدي وأدوات النظافة الشخصية، حتى يمنع أي خطورة لانتشار فيروس «كوفيد- 19».
عندما يمر زائر من خارج المنطقة، ويرى ما فعله أهالي الحارة البسيطة بشوارعهم، وكيف حولوها من اللون الرمادي إلى هذه الألوان المبهجة يعجب بها كثيراً، ويحرص على التقاط الصور معها، ويسأل أهلها كيف فعلوا هذا، حتى يعود إلى منطقته ويعرض الفكرة على أهالي حارته هو الآخر.
وهذا ما أراده أحمد شعبان، عندما اقترح الفكرة في البداية، حيث حرص على نقل الفكرة إلى كل سكان المناطق المجاورة، حتى تصبح كل شوارع مصر ملونة، وتتزين بالورود والأشكال المبهجة، فتلوين المنطقة ساعد أهلها كثيراً في تحمل أوقات الحظر الطويلة، وأضاف الكثير من البهجة لحياة الأطفال.
