عدد اليوم
أحمد السعداوي (أبوظبي)
تجربة جديدة في عالم الإبداع السينمائي، قام بها مجموعة من فناني الإمارات، عبر إنجاز أول فيلم سينمائي قصير يتم تصويره عن بُعد، تماشياً مع الظروف التي يواجهها العالم الآن في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي، كواحد من أهم أساليب مواجهة الفيروس، وهو ما طبقه الفنانون حرفياً في هذا العمل الفريد من نوعه، والذي يحمل رسائل توعية مفعمة بالأمل والروح الإيجابية، يكشف عنها اسم الفيلم «الأمل»، الذي تم تصويره في يوم واحد فقط، بحسب المخرج محمد بو هارون.
يقول بو هارون: إن فكرة إنتاج هذا العمل الفني جاءت بعد اجتياح وباء فيروس كورونا العالم أجمع، فكان علينا كفنانين أن نزرع الأمل في نفوس الناس، والذي ساعدنا في إنتاج هذا العمل هو التربية التي تربينا عليها، فكل من يعيش على أرض الإمارات يمتلك ثقافة التعليم عن بُعد والعمل عن بُعد، وهذه عوامل أعطتنا دافعاً قوياً لإنجاز وإنتاج فيلم عن بُعد، ومع توافر المقومات والإرادة تأكدنا أن النتيجة ستكون مميزة، وهو ما لمسناه بعد الانتهاء من تصوير الفيلم.
ترحيب بالفكرة
وعن طريقة العمل في إنجاز الفيلم عن بُعد، يشرح بو هارون أن تصوير الفيلم بدأ باختيار مجموعة من زملائه الفنانين بنيته عمل فيلم عن بُعد، الذين رحبوا بالفكرة وأبدوا استعدادهم للبدء في تنفيذها، وبالفعل انتقل إلى مرحلة الإنجاز، وتم وضع محددات العمل وأهمها الضوابط التي صدرت مؤخراً مثل منع الاجتماعات، و«خلك في بيتك»، حيث جاءت فكرة فيلم «الأمل»، وبدأ بالاتصال مع فريق العمل، وطلب من كل ممثل وممثلة القيام بتصوير أنفسهم في بيوتهم، بعد أن قام بتوزيع الأدوار التي أدوها ببراعة، خاصة أن الفريق محترف ويعشق الفن، حتى تم إنجاز العمل.
توزيع الأدوار
وبخصوص الصعوبات التي واجهته وكيف تغلب عليها، قال بو هارون: «في البداية كان الباب مغلقاً في وجهي، وتساءلت كيف سنصور فيلماً عن بُعد، ويكون في مستوى طيب ومقبول لمن يشاهده؟ ولكن نجحنا في التغلب على كل الصعوبات، والتي تمثلت في عقد اجتماع تحضيري للفيلم لشرح الفكرة وتوزيع الأدوار واختيار طاقم العمل، ولكن استطعنا التغلب على كل التحديات، بهدف تقديم رسائل هادفة يستفيد منها الجميع».
وانتقالاً إلى الرسائل والأهداف من وراء إنجاز هذا العمل، أورد المخرج الإماراتي بو هارون، أنه بعد اجتياح فيروس «كورونا» للعالم، أردنا أن نصل برسالة إلى العالم، مفادها أن نتمسك بالأمل حتى انتهاء هذا الوباء الذي غزا جميع البلدان، فما علينا سوى التمسك بالتفاؤل الذي لا يمكن أن نعيش بدونه في كل وقت، مشيراً إلى أن الفيلم قد شارك في بطولته فنانون صاعدون وموهوبون، على رأسهم أحمد علي وميرة علي ووعد ومسرة ومريم القيواني، ومخرج منفذ مهدي عباس.
«المبروكة»
حول تطلعاته في المرحلة المقبلة، قال المخرج محمد بو هارون: «نعكف حالياً على تصوير فيلم «المبروكة»، وهو يدور حول إنجازات المرأة الإماراتية، وتم تصوير أغلب مشاهده، حتى توقفنا عن التصوير منذ فترة نتيجة تفشي وباء «كورونا»، ونتمنى العودة قريباً لاستكمال الفيلم والخروج به في أبهى صورة، بما يتناسب وقيمة المرأة الإماراتية، ودورها المحوري في عمليات البناء والتقدم التي تعيشها الدولة».
