عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
ضمن مواكبته للظروف الاستثنائية التي فرضها التباعد الجسدي في زمن «كورونا»، أطلق متحف اللوفر - أبوظبي، أول سلسلة من القوائم الموسيقية الخاصة به في إطار شراكته مع «أنغامي»، التطبيق الموسيقي الأشهر في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتأتي هذه المبادرة تعبيراً عن الترحيب بجمهوره على طريقة الدمج بين أوجه الثقافة في أكثر من مشهدية فنية جاذبة، وتشمل القوائم المتفردة مقاطع موسيقية تلامس مواضيع وأذواق مختلفة مستوحاة كلها من مجموعة «اللوفر - أبوظبي»، وتعد بمثابة رحلة عبر الحضارات ونسيج من الحكايات الفلكلورية التي تجمع بين الفنون والتاريخ والثقافات.
عن أهمية تقديم هذا النوع من الأعمال الموسيقية الحصرية إلى الذائقة الفنية تحدثت لـ«الاتحاد» كاثرين مونلوي فيليسيته، مديرة إدارة التعليم والتواصل الثقافي في «اللوفر»، موضحة أن المتحف يلتزم بدعم الصناعات الإبداعية في المنطقة، وتعتبر الشراكة مع «أنغامي» خير شاهد على ذلك. وقالت «نحن نعمل دوماً على إطلاق مبادرات تمكّن الجمهور من البقاء على تواصل معنا في الوقت الذي لا يستطيع فيه زيارة المتحف»، حيث تتيح القوائم الموسيقية السبع التي تم إطلاقها إمكانية اكتشاف مجموعة المتحف الفنية بطريقة مبتكرة من خلال الموسيقى، التي تعد لغة عالمية تجمع الشعوب.
وأضافت فيليستيه أنه سيتم طرح المزيد من التجارب السمعية والبصرية خلال الأسابيع المقبلة، لحث الجميع على ضرورة التفاعل والتعرف إلى أنماط جديدة تسهم في التقاء الثقافات.
مغامرة عبر النغمات
وأوضح فادي فرّايه، كبير الموسيقيين في «أنغامي»، أن عملية تنسيق الأغاني واختيارها بحسب كل قائمة جاءت نتيجة عمل دؤوب، حيث أجرى فريق العمل أبحاثاً دقيقة للتمكن من اختيار الموسيقى التي تتناسب مع مجموعة الأعمال الفنية المعروضة في المتحف، إذ إن الهدف هو تقديم تجربة مميزة للجمهور قائمة على أطر غير اعتيادية، وقد توصل الفريق بعد بحث موسع إلى باقة متنوعة من النغمات تعمل على إبراز الأعمال الفنية وتضيء على كيفية تطوّر الموسيقى عبر السنين، إذ تضم كل قائمة من القوائم السبع مقاطع من ألحان تم اختيارها بدقة، وتشمل مجموعة من الأنماط الموسيقية التي تعكس أجواء قاعات العرض في «اللوفر - أبوظبي»، مع التأكيد على انسجامها الكلي مع التحف المعروضة مما يتيح للمهتمين بهذا النوع من الفنون، زيارة المتحف من خلال الموسيقى.
وتحدث فرّايه عن تفاعل الجمهور مع هذه المبادرة الموسيقية ضمن أجواء المتحف، وذكر أن النغمات الحالمة والانسيابية كمياه النهر تأخذ المستمع في مغامرة استكشافية ممتعة، وتدعوه للمزيد من الجولات على أمل الزيارة الفعلية قريباً.
«رحلة عبر الزمن»
ولفت إيلي أبو صالح، نائب رئيس «أنغامي» في المنطقة إلى تركيز الاهتمام على تعزيز القيم الفنية وإخراجها في صيغة متكاملة، مؤكداً أن الشراكة مع «اللوفر أبوظبي» جاءت ضمن تعاون وثيق لاستخدام قوة الصوت واصطحاب المستمعين في رحلة عبر الزمن، يتم تقسيمها إلى عدة عصور بما يتشابه مع تصنيف قاعات العرض في المتحف. ويمكن للجمهور الاستماع إلى قوائم متحف اللوفر - أبوظبي الموسيقية مجاناً، بمجرد تسجيل الدخول عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف و«أنغامي».
منظور جديد
قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «نحن سعيدون بتوسيع نطاق الموارد الرقمية التي نقدمها لتشمل إلى جانب الفنون المرئية، جوانب ثقافية أخرى تسمح للجمهور بتأمل إبداعات الإنسان من منظور جديد يمدّه بالإلهام».
قوائم موسيقية
تضم كل قائمة من القوائم السبع من 20 إلى 30 مقطعاً موسيقياً. وقد سجلت قوائم «رحلة عبر الحضارات»، «تأمَّل واسترخِ»، «كلاسيكيات أبديّة»، «إيقاعات ملوّنة» و«نبض إلكتروني» أعلى نسبة استماع، ولا سيما أنها تجذب المستخدم بشكلها ومضمونها الموسيقي.
