السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«متفائلون».. رسائل توعوية وأفكار إيجابية

المبادرة تشجع أفراد المجتمع على التطوع (من المصدر)
19 مايو 2020 01:41

أحمد السعداوي (أبوظبي)

«متفائلون» تجربة توعوية متميزة، قدمتها جمعية «كلنا الإمارات»، وتهدف إلى تعزيز الإيجابية والتفاؤل في المجتمع الإماراتي، وتشجيع الأفراد على ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي، مع الالتزام بتعليمات التباعد الجسدي، وإبراز الإمارات كأنموذج للعمل المجتمعي، الذي يساهم في دعم مواجهة تداعيات أزمة كورونا، وذلك عبر عدد من المحاضرات، يتم بثها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، شارك في تقديمها عدد من الخبراء والاختصاصين، منهم الإعلامي والمستشار الأكاديمي أنس الحميري، ومنى حماد اختصاصية التنظيم المؤسسي وشؤون أصحاب الهمم، ونادية المهيري خبيرة تطوير الذات، واستفاد من هذه المبادرة نحو 1300 مشارك، منهم 17 من أصحاب الهمم.

«كشتتنا في بيتنا»
وقالت منى حماد: إن المبادرة اشتملت على تقديم محاضرات بثلاثة عناوين مختلفة، أولها «كشتتنا في بيتنا»، وتناولت الالتزام والتفاؤل، وكيفية استثمار أوقات وجودنا في البيت، وحث المتابعين على العطاء المستمر، ورفع إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية والفردية ومسؤوليتهم تجاه المجتمع والدولة.. وثاني العناوين هو «عجباً لها من جائحة إلى مانحة»، ومن خلاله تم تسليط الضوء على ما بعد أزمة فيروس كورونا، وتأثير الجائحة على المستوى الشخصي والاجتماعي، كالصحة وإدارة الوقت والمال والمصروفات وترتيب الأولويات، وضرورة إعادة هندسة أنفسنا ووقتنا، ومدى استفادة الفرد من الخدمات الإلكترونية.
وأشارت إلى أن هذا المحور تناول ما بعد كورونا على المستوى الوظيفي والمؤسسي، من حيث التحول الرقمي وبناء القدرات والثقافة المؤسسية وإدارة المخاطر واستمرارية الأعمال ودراسة الخدمات المؤسسية ومدى مرونتها للعمل عن بعد، ومدى إمكانية استفادة المجتمع من الخدمات الحكومية الرقمية، فضلاً عن التطرق إلى معنى السعادة والإيجابية، والعوامل التي تساعد الشخص على رفع مؤشر السعادة لديه كالعلاقات الجيدة، والابتعاد عن أسباب عدم السعادة واسترجاع الذكريات المؤلمة، ومدى أهمية العمل المجتمعي والتطوع في رفع مستوى السعادة لدى الشخص.
وأضافت: ثالث العناوين هو «بعيدون عن بعض... قريبون من الوطن»، وتحدث عن الأوضاع الراهنة بالدولة والعالم، الخاصة بتداعيات انتشار فيروس كورونا، وأمثلة عن المواطنة والولاء في الوضع الراهن، وروح العطاء والتطوع والمسؤولية المجتمعية والمسؤولية الوطنية، ونماذج لجهود دولة الإمارات تجاه مواجهة جانحة كورونا.

نصائح وتوجيهات
وأشار الإعلامي أنس الحميري، إلى أنهم عملوا على أن تكون المحاضرات بسيطة، وتستخدم مصطلحات ومفاهيم وأفكاراً تناسب جميع الأعمار، علاوة على توفير أسئلة للجمهور من خلال رابط التسجيل لمعرفة آراء الجمهور لمشاركتنا بأفكار ومواضيع وعناوين جديدة أو عناوين يحتاجونها في المستقبل.
وأوضح أنه من خلال المحاضرة، تم استعراض العديد من النصائح والتوجيهات التي تعين الفرد على التغلب على الوضع الراهن والأفكار الملائمة للتطوع من المنزل، وأبرزها النظر للجوانب الإيجابية التي ظهرت لنا في البيت، نتيجة زيادة العلاقات الأسرية الناجمة من الالتزام في البقاء بالمنزل، والقيام بممارسة هواياتنا وتطويرها، ومشاركة أفراد الأسرة لأعمالهم المنزلية، ومشاركة الأبناء أحاديثهم وألعابهم، وحث أفراد الأسرة على الالتزام بالتوجيهات والتقيد بإجراءات العمل في العزل الصحي، وتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية والوطنية لدى أفراد الأسرة، وبث رسائل لأفراد الأسرة بتثمين الدور الذي تقدمه الحكومة للحفاظ على المواطنين والمقيمين وكذلك مبادراتها ومساعداتها خارج الدولة، والقيام بالعديد من ممارسات التطوع التي تبث لنا السعادة والتفاؤل بين أفراد الأسرة والدعم النفسي لهم جميعاً، مع التركيز على التطوع المهاري والتطوع الاحترافي، وتوثيق هذا التطوع من خلال قنوات التطوع الرسمية المعتمدة بالدولة.

أصحاب الهمم
ومن ناحيتها، قالت نادية المهيري: إن «متفائلون» تهدف إلى نشر الإيجابية بين أفراد المجتمع، وخصوصاً في ظل جائحة كورونا، «لا تشلون هم» قالوها شيوخنا، وواجب علينا المساهمة في عيش وتطبيق هذه المقولة، كل من مكانه، ومبادرة «متفائلون» ساهمت في ترسيخ المشاعر الإيجابية، ورسم ابتسامة الأمل على وجوه أفراد المجتمع، حيث وجهت أنظارهم نحو الجانب المضيء، فنحن نعيش في وطن أمن وأمان، يوفر للمواطنين والمقيمين كافة مقومات الحياة الكريمة، وما زلنا نستمتع بالعمل والدراسة ولقاء الأحبة، ورغم أن ذلك عن بعد، ولكن هذا سيجعلنا أكثر تقديراً لهذه النعم حين تعود الحياة كما كانت.
ومن الجمهور الذي تابع المبادرة، أثنى محمد خميس خلف، لاعب رفع أثقال من أصحاب الهمم، على مبادرة «متفائلون»، وما حملته من طاقة وأفكار إيجابية للجميع من خلال التواصل الاجتماعي.

روح العطاء
أما حصة الجابر، متابعة للمبادرة من المجتمع من أصحاب الهمم فئة الإعاقة السمعية، فقالت من جانبها إنها تابعت المبادرة عبر برنامج «زووم»، واستفادت من المعلومات الجديدة وبث روح العطاء وتحمل المسؤولية، مقدمة الشكر لجمعية «كلنا الإمارات»، على حرصها وجهدها في تقديم هذا النوع من المبادرات، واهتمامها بأصحاب الهمم من خلال توفير ترجمة بلغة الإشارة.
وقال خالد الحدادي، أحد المتابعين: «نحن متفائلون بطبيعتنا كشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن مبادرة متفائلون قدمت لنا شيئاً جميلاً، ولامست خواطرنا وعرفتنا بنمط جديد يرتقي بنا فكرياً، مما ساعدنا على التعايش مع مختلف الأوضاع والظروف الحالية، وأنارت لنا دروب السعادة برؤية مبشرة بالخير، فالتفاؤل حقاً جدد فينا روح العطاء، وصنع فينا الأمل، وعزز لنا روح العمل الإيجابي، الذي يخدم دولتنا وأعطانا مساحة إبداعية لإتقان عملنا عن بعد».

ثقافة مجتمعية
‎قال عبدالله العلي، عضو مجلس إدارة الجمعية: وظفت اللجنة المنظمة لمبادرة «متفائلون» طاقاتها وإمكاناتها في إيصال رسالتها في زيادة رفع الوعي والثقافة المجتمعية، حيال أزمة فيروس كورونا «كوفيد- 19»، علاوة على تعزيزها لمفهوم المواطنة والولاء المجتمعي، وأهمية روح العطاء والتطوع والمسؤولية المجتمعية والوطنية في المجتمع ككل في كافة الظروف.
وبلغ عدد المشاركين بالمحاضرات 28 مشاركاً على المستوى المحلي والإقليمي، وتنوعت المشاركات بين مشاهد فيديو توعوية، وملصقات تبث روح التفاؤل والحياة الإيجابية.
وبلغ إجمالي عدد المشاركين في المبادرة نحو 1300 شخص، عبر قنوات التواصل الاجتماعي، منهم 17 من أصحاب الهمم، مستخدمين لغة الإشارة في التواصل مع فئة الصم.
وحول آلية تنفيذ المبادرة قال: إنه تم إطلاق المبادرة، من خلال إطلاق بوستات ومشاهد فيديو باللغة العربية وبلغة الإشارة الإماراتية لأصحاب الهمم من فئة الإعاقة السمعية، توضح معنى المبادرة وتهدف للتفاؤل وتعزز جانب المسؤولية الفردية والمجتمعية، والسماح لأفراد المجتمع بتداول هذه النشرات، وإدراج المشاركات المتميزة من الجمهور ضمن حساب الجمعية في إطار الحملة، وتفعيل وسم #متفائلون، كما أن المبادرة تضمنت تقديم محاضرات توعوية تنقل مباشرة للجمهور، من خلال قناة انستجرام، وبرنامج «زووم» لأصحاب الهمم من فئة الإعاقات السمعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©