عدد اليوم
محمد قناوي (القاهرة)
يرحل الفنان ويترك خلفه إبداعاً يسكن قلوب محبيه، يعيشون معه أحلى الذكريات، كما يترك مقتنيات يحلم الجمهور برؤيتها ولمسها والاحتفاظ بها، لأنها تعد تراثاً وكنزاً فنياً يؤرخ لمراحل تاريخية واجتماعية، ويكون شاهداً على عصور مهمة في تاريخ الفن المصري والعربي؛ وهذه المقتنيات يمكن أن تسبب أزمات بين ورثة، منهم من لا يقدرون قيمتها، وبعضهم يبحث عمن يصونها ويحفظها، بإقامة متاحف لها بمعرفة الدولة.
أحمد زكي للبيع
لم يكن يتوقع أحد أن تُبدد مقتنيات النجم المصري الراحل أحمد زكي بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من وفاة نجله الوحيد هيثم، حيث باع رامي عز الدين، الأخ غير الشقيق للفنان الراحل هيثم زكي من والدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، شقة الفنان الراحل أحمد زكي، والتي تضم بعض المقتنيات التي ورثها عن هيثم، بصفته الوريث الوحيد من الدرجة الأولى.
وقال محمد وطني مدير أعمال الفنان أحمد زكي: تراث أحمد زكي ليس من حق أحد بيعه، فهو ملك الشعب المصري، وتضم المقتنيات التي تتضمن «أصل النيجاتيف الخاص بفيلمي السادات وناصر 56، بالإضافة لملابس وخطابات معجبين وأصدقاء، وخطابات من أشخاص عاديين، وخطابات من السيدة جيهان السادات، وجميع سيناريوهات الأفلام التي قام ببطولتها، وكذلك سيناريوهات عُرضت عليه ولم يشارك فيها، إلى جانب ملابس لأدوار قدمها في بعض الأفلام، مثل «البيه البواب»، و«البيضة والحجر»، و«مستر كاراتيه»، و«استاكوز»، والأوسمة والنياشين الخاصة به، وشهادات تقدير وجوائز حصل عليها أحمد زكي عن أفلامه وأعماله الفنية، ورغم أن تدخل وزارة الثقافة في هذه الأزمة لم يكن قانونياً لأن منع الوريث الوحيد من البيع يعتبر أمراً غير منطقي، فإن وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، دخلت على خط الأزمة وأجرت اتصالات بمالك الشقة الجديد وطالبته بعدم التصرف في مقتنيات الفنان الراحل.
وصية.. نور الشريف
مقتنيات الراحل نور الشريف، لم يحدث فيها أي أزمة بسبب الوصية التي تركها الفنان الراحل لابنتيه «مي وسارة» وزوجته الفنانة بوسي، بأن يقمن بإهداء بعض هذه المقتنيات لمكتبة الإسكندرية، وتضم مكتبة بها 6 آلاف كتاب تشمل مجالات الفلسفة، والفن، والماكياج، والطب، والعلوم الإنسانية، وفنون الأدب، والمسرح، أما باقي المقتنيات، فما زالت في حوزة أسرته التي أقامت معرضاً لها في بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية، أبريل العام الماضي، وضم المكتب الخاص من «الأرابيسك» ذي الطراز الإسلامي، كما يوجد بين المقتنيات آلات تصوير فوتوغرافي مختلفة الأشكال والأحجام وسنوات الإنتاج، وصوراً تجسد مختلف مراحل حياته منذ طفولته، مروراً بشبابه، وأفيشات أفلامه الخالدة و«برس بوك» لأهم أفلامه، ومجلات عربية وأجنبية تتحدث عن أعماله، فضلاً عن تكريمات وصور له منذ عام 1977 مع شخصيات مرموقة، منها: صور تكريم الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وشهادات تقدير من مهرجانات مصرية وعربية، وأوراق تحضير فيلم «ناجي العلي»، وأماكن التصوير، حيث كان نور الشريف منتج الفيلم، وكذلك أوراق فيلم «العاشقان».
السندريلا
حول مقتنيات السندريلا سعاد حسني، قالت: «جانجاه» شقيقتها: المقتنيات عبارة عن الفستان المزين بسلاسل مدلاة، الذي يتخذ طابعاً غجرياً والذي يصنع حالة حضور خاص لروحها ونغمة الأسى في صوتها خلال تقديمها الأغنية الشهيرة «بانوا.. بانو» من فيلم «شفيقة ومتولي»، وفستان آخر من الدانتيل الأبيض مزين بورد أحمر صغير، وإكسسوارات عقود متنوعة الشكل والطول، أحدها قامت سعاد بتقشير اللون الأسود منه، وأقراط محلاة بالألماس، بالإضافة إلى عدد من الأحذية، منها حذاء أسود اللون منقط بالأبيض، وقبعات متنوعة الأشكال والألوان، ومجفف كهربائي للشعر، ربما ما زال محتفظاً ببعض شعيراتها، وحقيبة سوداء، تحمل أوراقها المهمة، منها وثيقة زواج من الفنان عبدالحليم حافظ، وهديته المكونة من سلسلة وخاتم مرصع بفصوص حمراء. وقالت: إنها أعطت الماكيير محمد عشوب مكياجات و«رموش»، و«بواريك» السندريلا، لتصبح صدقة جارية على روح شقيقتها أما عن الملابس، فأكدت أنها تم توزيعها على شقيقاتها من ناحية الأم، فهن 5 شقيقات.
العندليب الأسمر
محمد شبانة نجل شقيق العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، قال، إن أبرز المقتنيات التي يحتفظ بها في «متحف عبدالحليم»، الذي أقيم على هامش مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في فبراير الماضي بدلته التي ارتداها في حفل «قارئة الفنجان» بنادي الجزيرة بالقاهرة، وبدلته في حفل «فاتت جنبنا»، وبدلة حفل «حاول تفتكرني»، والبدلة التي شارك بها في حفل عقد قران ابنة الرئيس الراحل أنور السادات، وميكروفون كان يسجل به بروفات أغانيه في منزله، وخطابات شخصية كان يرسلها لأخيه؛ وساعتان، إحداهما «بياجيه»، وهي عبارة عن حجر كريم وذهب خالص، وساعة أخرى «ماتيك» من الذهب الخالص أيضاً، فضلاً عن البالطو الذي ارتداه في حفلته الأخيرة في لندن، والجاكيت الذي ارتداه في فيلم «يوم من عمري» وأغنية «بأمر الحب» الشهيرة، والملوديكا الخاصة به التي اشتراها، وكان يحب العزف عليها كثيراً في أوقات خلوته، وسترة بنية اللون كان يحضر بها البروفات في الخمسينيات داخل استوديوهات الإذاعة المصرية، وتمتلك أسرة عبد الحليم حافظ 170 قطعة من مقتنيات العندليب، وتتمنى إقامة متحف دائم في مصر لهذه المقتنيات، يكون على قدر وقيمة العندليب.
قلادة «كوكب الشرق»
مقتنيات أم كلثوم، يضمها متحفها الذي يحمل اسمها وأقامته وزارة الثقافة المصرية بقصر المانسترلي الذي بُني عام 1851، على ضفاف النيل في منطقة الروضة بالعاصمة المصرية القاهرة، إذ يشغل أحد المباني الملحقة بقصر المانسترلي، وتبلغ مساحته 250 متراً ويضم المتحف مقتنيات شخصية لأم كلثوم، منها: ملابس، وإكسسوارات، وحقائب وأحذية، إضافة إلى مقتنيات فنيّة مثل العود والنوت الموسيقية والتسجيلات النادرة والأفلام، ومقتنيات شخصية وأوسمة ونياشين، و5 جداريات لصور نادرة لكوكب الشرق بطريقة «الكولاج»، ونوت موسيقية، وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنيات أم كلثوم، وخطابات متبادلة بين سيدة الغناء العربي وسياسيين وقادة وشخصيات عامة، وأوراق ومذكرات خاصة ومجموعة من الصور لمراحل أم كلثوم العمرية المختلفة ولأفلامها ومع الفنانين والمطربين ورؤساء الدول العربية، ومؤخراً قامت بعض حفيدات أم كلثوم بعرض قلادة ذهبية تحمل نقشاً باسم وصورة «كوكب الشرق أم كلثوم» وصورة أخرى لها مصنوعة من الخرز للبيع.
حسن كامي.. مكتبة نادرة
تحولت أزمة مكتبة الفنان حسن كامي التي تحتوي على كتب نادرة، والتي تنازع عليها أسرة الفنان الراحل ومحاميه الخاص، الذي ادعى شراءها، إلى قضية رأي عام، مما دفع وزارة الثقافة للتدخل لحمايتها، وقامت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، بتشكيل لجنة لفحص وجرد كافة محتويات المكتبة، وإعداد تقرير مفصل عنها على الفور، لما تحتويه المكتبة من مقتنيات تراثية، ولم يقف الأمر عند هذا، وخاطبت النيابة العامة، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من أجل الحفاظ على المقتنيات التراثية الموجودة بها، وعدم تمكين الورثة أو محامي الراحل، من التصرف فيها؛ إلا بعد انتهاء اللجنة بعملها.
«وحش» الشاشة
مقتنيات «وحش» الشاشة فريد شوقي، ظهرت لأول مرة في معرض أقيم بمناسبة مئويته، على هامش مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الأخيرة مارس الماضي، وكانت في حوزة ابنته الفنانة رانيا فريد شوقي، من ضمنها نظارة خاصة بالقراءة، وجلاليب ارتداها «فريد شوقي» في منزله، حيث لفتت إلى أن والدها كان يعشق ارتداء الجلباب الحرير، وكان يشتري معظمها من المملكة العربية السعودية، وأكدت رانيا أنها تمتلك الكثير من مقتنياته مثل نظارته ومكتبه ودولاب جوائزه؛ وناشدت الدولة إنشاء متحف لمقتنيات والدها للحفاظ عليها، ولديها الاستعداد لتسليم هذه المقتنيات إذا أقيم هذا المتحف.
توفيق الدقن
مقتنيات الفنان الراحل توفيق الدقن، قام ابنه «ماضي» بإهدائها لمكتبة الإسكندرية، وتوثق سيرته الفنية، وتضمنت مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية الخاصة مع العديد من الفنانين وخلال بعض أدواره المختلفة، وأثناء تكريماته المختلفة، وصور عائلية له هو وأسرته، وأيضاً يضم العديد من الجوائز الحاصل عليها، ومنها جائزة الرئيس السادات في عيد الفن، وملف صحفي كبير كان الفنان يجمعه بنفسه؛ وقامت إدارة مكتبة الإسكندرية، بتوثيق كل ما قدمته أسرة الفنان والذي يدخل ضمن أعمال مشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق رواد الفن السابع والحفاظ على تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
