الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المكتبة البريطانية تدير 14 ألف مخطوطة عربية وإسلامية

المكتبة البريطانية تدير 14 ألف مخطوطة عربية وإسلامية
14 مايو 2020 00:31

إعداد: شاكر نوري

مخطوطاتنا العربية والإسلامية، بكل ما تحمل من علوم ومعارف وجماليات، هي كنوزنا الروحية، وذاكرة الأمة، لكن الآلاف منها متناثرة في المكتبات الأجنبية في العالم، حيث اقتناها الغرب، عاشقاً وطامعاً، واستولى عليها بعد أن كانت محفوظة في خزائن الكتب في المساجد والمدارس ودور العلم وقصور الخلفاء والأعيان.. وقد استنار الغرب بحضارتنا العربية الإسلامية العريقة، واستفاد منها في علومه ومعارفه، لذا نسلط الضوء على المخطوطات العربية والإسلامية الموجودة في عدد من مكتبات العالم حالياً.

تعتبر المكتبة البريطانية من أُوّل المكتبات في العالم التي اقتنت المخطوطات العربية والإسلامية، فقد بلغت محتوياتها نحو 23500 مخطوط، من ضمنها 15 ألف مخطوطة عربية وإسلامية، باعتبارها أكبر خزين للكنوز العربية النفيسة في أوروبا وأميركا الشمالية، وضعت جميعها في مجلدات خاصة. تغطي هذه المخطوطات ما هو موجود في مكتبة المتحف البريطاني القديم، وما تزخر به مكتبة مكتب الهند العريقة، الأخيرة كانت تابعة إلى وزارة الخارجية في الكومنولث، لكنها جُمعت كلها في المكتبة البريطانية وتوحدت فهارسها وصُنفت. وأصبحت مُتاحة للباحثين والدارسين بعد أن كانت مبعثرة في مكانين، كما أشرنا. وتغطي هذه المخطوطات الفترة الزمنية من أوائل القرن الثامن الميلادي إلى القرن التاسع عشر. تمكنت بريطانيا من الاستحواذ عليها من البلدان العربية والهند والصين وإندونيسيا وماليزيا وغرب أفريقيا، وخاصة من بين طوائفها المسلمة. يمكن ذكر المخطوطات التي تقع ضمن مجموعات مؤسسة المتحف البريطاني لعام 1753، وأبرزها مجموعة الطبيب السير هانز سلون (1660-1753)، والتي تحتوي على ما يقرب من 120 مخطوطة عربية، ومجموعة كلوديوس جيمس ريتش (1786- 1821) التي اشتراها المتحف البريطاني عام 1825، ومجموعة متحف ريتشارد جونسون (1753-1807) الذي اشترته شركة الهند الشرقية عام 1807. هكذا تجمعت المخطوطات في المكتبة البريطانية بطرق عدة، عن طريق الهدايا أو الشراء. على سبيل المثال، اشتهرت بعثة المستر تاتام الإنجليزية التي ابتاعت عام 1842 أثمن ما حوته مصر، وكان بينها 300 مخطوطة على رق غزال. وللمبشرين البروتستانت الإنجليز دور كبير في تأسيس مجموعة المكتبة البريطانية من المخطوطات العربية والإسلامية. ومجموعة كلوديوس جيمس ريتش لوحدها تتألف من 390 مخطوطة.

وجمع توماس هوارد (1568 - 1646) نحو 550 مخطوطة موجودة الآن في المكتبة البريطانية، منها 43 مخطوطة عربية. وقام جورج الرابع (1820 - 1830) بنقل مجموعة مخطوطات الملك جورج الثالث التي تتضمن 7 مخطوطات عربية، إلى المتحف البريطاني في 1823.
على أية حال، يمكن القول إن المكتبة البريطانية تضّم نحو 14 مليون كتاب، لا تفوقها في العالم سوى مكتبة الكونغرس الأميركي، ومن ناحية القدم، ففيها مخطوطات تعود إلى قبل ألفي عام قبل الميلاد.
ومن المعروف أن بريطانيا تنفق الكثير من أجل الاستحواذ على كنوز المخطوطات من مختلف أرجاء العالم، وقد أنفقت نحو ستة ملايين جنيه إسترليني من أجل بناء المكتبة البريطانية الزاخرة بأمهات الكتب والمخطوطات من شتى أنحاء العالم. وتوجد فيها نسخ مخطوطة من القرآن الكريم بالخط الكوفي، إحداها منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه، وأخرى مكتوبة على رُقوق جلد الغزال. إضافة إلى مجموعة من مخطوطات التصوف للغزالي وعبد القادر الجيلاني والنفري، وغيرهم. وكذلك ديوان أبي تمام، ويقع في 212 ورقة، وديوان المتنبي، ويقع في 155 ورقة، وكتاب الدرّة المكللة في فتوح مكة المبجلة لأبي الحسن البكري، ويقع في 98 ورقة، وكتاب ألف ليلة وليلة، ويقع في 128 ورقة، وغيرها الكثير من المخطوطات حول علم العروض والبلاغة والنحو العربي والمعاجم. وإلى جانب مخطوطات الكتب الدينية، توجد مخطوطات التاريخ والطبقات؛ مثل العقود اللؤلؤية في أخبار الدولة الرسولية لعلي الخزرجي، وكتاب تحفة المجاهدين، وهو يؤرخ لظهور الإسلام في مليبار، ومخطوطة عجائب المقدور في نوائب تيمور لابن عربشاه (1450م)، ويقع في 99 ورقة، وكتاب «الترغيب في كشف رموز التهذيب» تأليف محيي الدين الكافيجي الحنفي (1474م) ونسخ من «الإشارات والتنبيهات» لفخر الدين الرازي.
ويمكن القول، إن بريطانيا تحتوي على أهم الكتب التراثية التي تعود إلى القرون الأولى لتاريخ الإسلام، وهي تتواجد في كل من المتحف البريطاني وجامعة برمنجهام التي تضّم أهم وأقدم نسخة من القرآن الكريم، على الإطلاق حتى الآن، ويعود تاريخها إلى عهد الخلفاء الراشدين، ويبلغ عمرها نحو 1370 عاماً، ما يجعلها أقدم نسخة للقرآن الكريم في العالم، وهي مكتوبة على قطعة من جلد الغنم أو الماعز. وكذلك متحف «اشمولين» في مدينة أكسفورد التي تحتوي على أربعة آلاف قطعة آثار إسلامية، أبرزها أول عملة نقدية أصدرها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، والاسطرلاب لمحمد بن أحمد المزي 1334.
وتقدم مكتبة المتحف البريطاني فهرس المخطوطات التي اقتنتها المكتبة لغاية سنة 1825، ومن ثم تم إصدار فهارس أخرى في أربعة مجلدات وكشاف من سنة 1877 حتى سنة 1991. وتعتني مجلة المتحف البريطاني بنشر معلومات عن المخطوطات غير المفهرسة، وتتضمن فهارس غير مطبوعة أيضاً، وهي متوفرة على شبكات الإنترنت. وهناك فهرس متخصص في المخطوطات العربية حول الطب والصيدلة المحفوظة في المكتبة البريطانية، وعددها 380 مخطوطة، ونشرته دار النشر للجامعات في القاهرة في الثمانينيات من القرن الماضي.

ويوجد في المتحف البريطاني عشرات آلاف الرّقم الفخارية والطينية باللغات المسمارية، بعضها معروض، وبعضها الآخر مودع في المخازن. وهكذا تتعدد مصادر المخطوطات العربية، منها مخطوطات جاءت من البلاد العربية أثناء الاستعمار البريطاني، وأخرى من البلدان الإسلامية من الأندلس غرباً حتى إندونيسيا شرقاً، والجامع المشترك بين تلك المخطوطات هو العلوم الإسلامية والفنون العربية واللغة العربية أو الخط العربي.
واهتم البريطانيون بفهرسة هذه المخطوطات. وقام كلوديوس جيمس ريتش بإعداد فهرس للمخطوطات التي اقتنتها المكتبة لغاية سنة 1825، التي طُبعت فهارسها ما بين سنتي 1846 و 1871، ولم تتوقف عمليات الفهرسة
حيث أصدرت مكتبة المتحف البريطاني أربعة مجلدات، وكشافاً يغطي الفترة الزمنية من 1877 إلى 1991. وتواصل مجلة المتحف البريطاني بنشر معلومات حول المخطوطات التي لم تُفهرس، والتي يتّم اقتناؤها، وتوجد في المكتبة البريطانية الوطنية فهارس لم تتم طباعتها، وهي عبارة عن مسودات أو نسخ فريدة مكتوبة على الآلة الكاتبة. كما أن بطاقات الأرشيف الورقية والإلكترونية أصبحت متوافرة على شبكة الإنترنت، وتصدر المكتبة البريطانية تقريراً سنوياً يتضمن معلومات عن جديد المحتويات والمخطوطات التي يتم اقتناؤها أو الحصول عليها، لكي تكون في خدمة الباحثين والدارسين.

*المصادر:
https:/‏‏‏/‏‏‏www.bl.uk/‏‏‏collection-guides/‏‏‏arabic-manuscriptsThe British library homepage
موسوعة المعرفة

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©