الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف قهر العرب الألم؟

كيف قهر العرب الألم؟
9 مايو 2020 01:04

حسونة الطيب (أبوظبي)

هل فكر أي منا كيف سيكون الحال لو خضع لعملية جراحية من دون تخدير أو «بنج»؟ تاريخ الطب يؤكد أن العمليات الجراحية كانت قبل اكتشاف التخدير، بمثابة الملاذ الأخير الذي يلجأ إليه المرضى، رغم أن العديد منهم، كان يفضل الموت، بدلاً من مواجهة آلام غير محتملة، وخطوة بعد خطوة في طريق النصر على الألم، بدأت بأكسيد النيتروز والكلوروفورم والإثير، ثم الكوكايين والنوفاكيين والأثيلين ومركباته ثم السيكلوبروبين، ثم الإنترافال وغيرها، حتى أصبح التخدير علماً قائماً بذاته، يخفف آلام البشر ويسهل إجراء أخطر الجراحات وأكثرها تعقيداً. 
ويدين العالم بالفضل للعرب لأنهم أول من استخدم التخدير الطبيعي في الجراحة، باكتشافهم نباتات تتميز بقوة التخدير مثل، الشيلم والسيكران. كما استخدموا الإسفنجة المخدرة، التي يقوم مساعد الجراح بوضعها على أنف المريض، وبدأت أولى محاولات التخدير العام، في عصر ما قبل التاريخ عن طريق العلاج بالأعشاب. كما تعتبر الكحوليات، واحدة من أقدم المهدئات التي كانت تستخدم في بلاد الرافدين منذ آلاف السنين.
وكان الجراحون قبل اكتشاف التخدير الكلي، يضطرون لضرب المريض بآلة صلبة على مؤخرة رأسه، بغرض فقدان الوعي للانتهاء من إجراء العملية الجراحية، وفي بعض الروايات، يعود تاريخ اكتشاف التخدير، لطبيب أسنان شاب يدعى ويليام مورتون، الذي ظل يبحث بإصرار عن طريقة لتخفيف الألم، حيث لاقت جهوده صدى عندما اكتشف فقدانه للوعي، حين يستنشق سائل الإيثر. وتمكن مورتون، بعد مرور بضعة شهور في 16 أكتوبر 1846، من تخدير مريض شاب في مستشفى ماساشوستس العام، ثم قام كبير جراحي المستشفى بإزالة ورم من جانب الفك الأيسر دون أن يتحرك المريض أو يشتكي، مما أدهش الجراحين والجمهور، وهنا بدأت قصة التخدير العام الذي يعد أحد أعظم الاكتشافات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©