عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
رغم ارتباط المخرج أحمد بدر الدين المولود عام 1940 بروائع المسلسلات الكوميدية التي تولى إخراجها، وكان لمحمد صبحي نصيب الأسد منها، إلا أنه برع أيضاً في تقديم العديد من المسلسلات الدرامية والاجتماعية والإنسانية والتاريخية، وتعاون مع نجوم كوميديا كبار آخرين غير صبحي.
وكان بدر الدين عمل بالبرامج التعليمية بالإذاعة المصرية عقب تخرجه من كلية التجارة عام 1961، ثم انتقل إلى التلفزيون وأخرج في بدايته العديد من البرامج والقصص التعليمية، ومنها: «حروف وضيوف»، و«نداء البحيرة»، و«نداء المجهول»، و«يوميات مدرسة»، الذي كان يعرض أسبوعياً عام 1968، ولعبت بطولته زيزي البدراوي، كما عمل مساعداً للإخراج مع محمد سالم لمدة 12 عاماً في فوازير «ثلاثي أضواء المسرح» التي قدمت بالأبيض والأسود، مع العلم أنه انفرد بإخراج آخر ثلاث سنوات من هذه الفوازير، وأعلن عن نفسه بقوة في أول مسلسل درامي كوميدي متكامل يخرجه عام 1976 «فرصة العمر» لمحمد صبحي، ونسرين، وحسن عابدين، وتعرض العمل للعديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي تعاني منها الأسر المصرية، وارتبط بصبحي بعده ارتباطاً وثيقاً وأخرج له العديد من المسلسلات الكوميدية والتوعوية الناجحة، ومنها: «رحلة المليون» الذي قدم فيه عدداً من الوجوه الجديدة عام 1984، ومنهم هالة صدقي وشريف منير، وعرف باسم «سنبل»، وهو شخصية الشاب الريفي التي جسدها صبحي في الأحداث، وحقق المسلسل نجاحاً لافتاً، كان سبباً في إخراجه عام 1987 جزءاً ثانياً بعنوان «سنبل بعد المليون»، وتناول بداية «سنبل» في استثمار المليون جنيه التي كونها في الجزء الأول، وتجدد تعاونه مع صبحي عام 1994 من خلال الجزء الأول من مسلسل «يوميات ونيس»، وتناول قيام «ونيس» وزوجته «مايسة» بتربية أبنائهما الأربعة على الأخلاق والقيم الصحيحة، ثم أخرج الأجزاء الخمسة التالية من المسلسل نفسه، وشهد عام 2002 آخر تعاون له مع صبحي في مسلسل «فارس بلا جواد»، وهو من المسلسلات الدرامية والتاريخية المهمة التي كشفت بأسلوب غير قابل للبس مقاومة المصريين للاحتلال الأجنبي، وطبيعة الإنسان المصري في مواجهة المحتلين والغزاة.
وبعيداً عن صبحي أخرج العديد من المسلسلات الاجتماعية والكوميدية الناجحة، ومنها: «الكابتن جودة» لسمير غانم، و«خمسة خسمة»، و«بيت أبو الفرج» لعبدالمنعم مدبولي، و«عمو عزيز» لصلاح السعدني، وهالة صدقي، و«أحلام العصافير» لفؤاد المهندس وشيرين، والمسلسل الكوميدي الناجح «بكيزة وزغلول» لسهير البابلي، وإسعاد يونس، وهو عبارة عن النسخة النسائية من قصة «الأيدي الناعمة» التي قدمت في فيلم شهير لأحمد مظهر، كما أخرج أطول مسلسل في التلفزيون المصري وهو «سر الأرض»، حيث أخرجه على مدار عشر سنوات متتالية، وكان يعرض عقب صلاة ظهر يوم الجمعة منذ عام 1994 وحتى رحيله في 8 فبراير 2004.
