عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
يُعد المخرج نور الدمرداش المولود عام 1925، من أهم وأبرز مخرجي الدراما منذ بداية التلفزيون المصري، وصاحب مدرسة إخراجية فريدة، ولم يقتصر نشاطه على إخراج عشرات المسلسلات الناجحة التي تنوعت بين الدينية والاجتماعية والبوليسية والرومانسية والاستخباراتية والسير الذاتية، ولكنه امتد إلى التأليف والإنتاج والتمثيل.
من القلائل الذين أخرجوا للإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، كما ساهم في تقديم العديد من الفنانين والمؤلفين والفنيين للساحة الفنية، إلى جانب العديد من مساعدي الإخراج الذين تعلموا الكثير من فنه، وأصبحوا فيما بعد يشار إليهم بالبنان.
وبدأ الدمرداش رحلته مع الدراما التلفزيونية عام 1962 من خلال مسلسل «هارب من الأيام» لعبدالله غيث، وهو من المسلسلات الناجحة التي ارتبط بها الجمهور، وكان من أوائل الأعمال التلفزيونية الطويلة التي عرضت بعد تأسيس التلفزيون بعامين فقط.
ثم قدم الثلاثية الشهيرة للكاتب عبدالمنعم الصاوي، والتي جاءت في ثلاثة مسلسلات شهيرة حملت عناوين «الساقية»، و«الضحية»، و«الرحيل».
وفي 1973 قدم مسلسل «الدوامة» الذي أحدث ثورة في الدراما التلفزيونية التي عرضت في رمضان، سواءً على صعيد مضمونه المختلف عن السائد وقتئذ، أو التصوير بكاميرا وأسلوب السينما، بعيداً عن كاميرات الفيديو محدودة الإمكانيات، وكان حديث الناس حول ترقب مصير أبطاله، ومنهم محمود ياسين ونيللي ونادية الجندي وحسن عابدين ويوسف فخر الدين.
وكان من أوائل المخرجين الذين يقدمون عملاً عن الصعيد من خلال «مارد الجبل»، الذي حقق جماهيرية لافتة، وتفاعلاً كبيراً من الجمهور خلال عرضه 1977 وحقق لأبطاله قفزة مهمة في مشاويرهم الفنية، وكان واحداً من المسلسلات التي رسخت أقدام نور الشريف في الدراما، وساهم في شهرة إبراهيم نصر ورجاء حسين.
كان الدمرداش وراء اكتشاف عدد كبير من الفنانين، في مقدمتهم عبدالله غيث الذي أسند إليه بطولة «هارب من الأيام» بعد اعتذار فريد شوقي لانشغاله بعدد من الأفلام، ومديحة سالم في «خيال المآتة»، وكرم مطاوع، وصلاح السعدني «لا تطفئ الشمس»، ومحمود عبدالعزيز «الدوامة»، وممدوح عبدالعليم «الجنة العذراء».
ومثلما تفوق الدمرداش في إخراج المسلسلات الاجتماعية والدرامية والتراجيدية، ومنها «الكنز»، و«بعد العذاب»، و«أبداً لن أموت»، و«بنت الأيام»، و«لا يا ابنتي العزيزة»، تميز في مسلسلات التشويق والإثارة، كما في «الرحلة» لمحمود المليجي، وصلاح قابيل، و«البحث عن فردوس» لصفية العمري، ومحمد صبحي، و«سيدة الفندق» لأحمد مظهر، وكمال الشناوي، ويسرا، و«عاشت مرتين» لنور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، ونيللي، و«صرخة برئ» و«الانتقام».
وأجاد في الدراما التاريخية والسير الذاتية، ومنها: «على باب زويلة» و«رفاعة الطهطاوي» و«فتى الأندلس» والجزء الخامس من «محمد رسول الله»، واختتم رحلته الفنية بمسلسل من ملف المخابرات المصرية «السقوط في بئر سبع» لسعيد صالح، وإسعاد يونس عام 1994، وهو العام الذي توفي فيه.
