عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
عرف الجمهور المخرج الكبير إبراهيم الصحن المولود عام 1932، من خلال ملحمته الدرامية «بوابة الحلواني» التي عرضت خلال رمضان، وجاءت في أربعة أجزاء من 1992 وحتى 2001.
تناول المسلسل الذي كتبه المؤلف محفوظ عبدالرحمن، وشارك في بطولته عشرات النجوم من مختلف الأجيال، جوانب الحياة المصرية في عهد الأسرة الخديوية، من خلال إلقاء الضوء على رحلة أسرة «الحلواني».
وكذلك حفر قناة السويس، وانتقال العمال والأسر للعيش بالقرب منها، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على المواطنين نتيجة هذا الحدث الكبير، والتركيز على عهد الخديو «إسماعيل» والصراعات القائمة من أجل الانفراد بالسلطة.
ويتذكر المشاهدون له العديد من المسلسلات الناجحة التي تنوعت بين التاريخية والاجتماعية والبوليسية والسير الذاتية، ويصنفه العاملون في الوسط الفني، بأنه واحد من أبرز أعمدة مخرجي الدراما الذين عملوا بها مع بداية إرسال التلفزيون عام 1960.
ولا يزال مسلسله الذي وقع في ثماني حلقات وقدمه عام 1969 «الرجل ذو الخمسة وجوه» ماثلاً في الأذهان، خصوصاً دور صلاح ذو الفقار الذي قدم فيه خمس شخصيات، بسبب فقدانه للذاكرة إثر حادث سيارة.
ومسلسله الذي قدمه في العام التالي «العصابة» لعبدالله غيث، وعزت العلايلي، ومحمود المليجي، وتقاسم مع نور الدمرداش إخراج مسلسل «النصيب» الذي ضم عدداً كبيراً من النجوم، منهم عبدالله غيث، وسميحة أيوب، وسناء جميل، وعادل إمام، وصلاح السعدني.
والصحن من أكثر المخرجين الذين قدموا مسلسلات مأخوذة عن قصص أدبية قدمت في أفلام، ومع ذلك حققت مسلسلاته نجاحاً لافتاً، ومنها: «أم العروسة» لعماد حمدي، وزهرة العلا، و«اللص والكلاب» لعزت العلايلي، ورجاء حسين، وحمدي أحمد، ومحسنة توفيق.
وفي 1979 قدم واحداً من أفضل المسلسلات الدرامية «غريب في المدينة»، عن رائعة الأديب الروسي جوجول «المفتش العام»، وشارك فيه محمد رضا وصلاح السعدني.
وخاض عام 1993 تجربته الأولى مع الدراما التاريخية من خلال مسلسله «الطريق إلى سمرقند» لأحمد مظهر، وعمر الحريري، ويوسف شعبان، ويحيى الفخراني، ثم «أحمد باشا الجزار» لمحمد وفيق، ونسرين، وقدم عام 1986 رائعة فتحي غانم «الأفيال» في مسلسل حمل نفس الاسم، وشارك في بطولته محمود ياسين، وسمية الألفي، وليلى طاهر، وهالة صدقي.
وحقق جماهيرية واسعة من خلال مسلسل «لا يا جدو العزيز» لفريد شوقي، وصفية العمري، ثم في «أحزان نوح» لعبدالله غيث، و«قابيل وقابيل» لفاروق الفيشاوي، وآثار الحكيم، وأحمد مظهر.
ومن مسلسلاته الشهيرة أيضاً «حلم نصف الليل» لعزت العلايلي، و«الفلاح» لإبراهيم الشامي، وشفيق نور الدين، و«جراح عميقة» لصلاح منصور، وسهير البابلي، و«الذين يحترقون» لصلاح ذو الفقار، و«زيارة ودية» لمحمد رضا، وأمين الهنيدي، و«بين السرايات» لصلاح السعدني، وإيمان الطوخي، وليلى علوي، وأخرج آخر مسلسلاته «بلد المحبوب» عام 2002، قبل وفاته بعام.
