عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
مع استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية بالبقاء في المنزل، في سبيل الوقاية من عدوى فيروس (كوفيد- 19)، يشعر الكثير من الأفراد من مختلف الفئات العمرية بالملل والرتابة والقلق، حيث يصبح إشغال وقت الفراغ والبحث عن وسائل جديدة للترفيه والتسلية وكسر الروتين المعتاد أمراً مهماً لرفع المعنويات وتفعيل الطاقة الإيجابية في محيط الأسرة، سواء من خلال تعلم مهارات إبداعية جديدة تثري عالمك، أو عبر ممارسة هوايات فنيّة تضفي مزيداً من الألوان والمرح على فعالياتك اليومية.
يجمع الخبراء على أن تحسين الحالة النفسية وبث الروح التفاؤل، يمكن تعزيزه عن طريق تنمية المواهب والفنون الجميلة التي تلون عالمك وترتقي بذائقتك الفنيّة، وليس بالضرورة أن تكون فناناً أو رساماً محتّرفاً لتحقيق هذا الهدف، فعالم الرسم والتلوين وكافة المهارات اليدوية فضاء واسع، لا يخضع لحدود أو يصنّف تحت أطر معيّنة، بل هي وسائل تعبيرية تعكس أفكار وتأملات وخيال أصحابها، يمكن ممارستها بحرية وانطلاق حسب الرغبة وقوة الشغف والحالة النفسية، وهناك العديد من الروافد الفنيّة التي يمكن استثمارها للشعور بالاسترخاء والسكينة والتحرر من مشاعر التوتر والقلق، ومنها، مجال الرسم والتلوين والتشكيل الفني.
تجارب إبداعية
تقول الفنانة نهلة الطباع، المقيمة في «آرت دبي»: يتميز عالم الرسم والتلوين والحرف المهارية بقدرته الكبيرة على إثراء حياة الفرد وتأثيره المحسّن للصحة النفسية، فهو يسهم في تخفيف التوتر والقلق، كما أنه يشجع على اتباع طرق تفكير إيجابية وصحية نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى خلال فترة «البقاء في المنزل»، وللتخلص من المشاعر السلبية يمكن القيام بالعديد من التجارب الفنيّة والإبداعية التي تساعد على اكتشاف الذات وتنمية المواهب والملكات والهوايات، منها على سبيل المثال اتباع خطوات تسهم في شحذ طاقتك الفنية وتلوين روتين يومك المعتاد بألوان التفاؤل والمرح.
هوايات مفضّلة
وتنصح الطباع بالحرص على ممارسة الهوايات المفضّلة، ليصل الشخص إلى مرحلة التأمل وإثراء مخيّلته، مع اغتنام فرصة العزل المنزلي في اكتشاف المواهب الفنيّة وصقل المهارات والقدرات، من خلال التدريب على رسم أشياء يفضلها المرء مثل رسم الزهور وأوراق الشجر والطبيعة، أو رسم الأشياء الأخرى المحيطة بك مثل الأكواب والمزهريات أو إعادة تلوين أصيص الزرع وتصميم المباخر، أو رسم الصور الشخصية والنمط الكاريكاتيري، وغيره. كما يمكن الاستعانة بالإنترنت والبرامج التقنية التي تساعد في رسم لوحات خط ونصوص وعبارات بمختلف الأحجام والأشكال والخيارات، أو استخدام خامات وأقمشة ولصقها بقطع من الأكسسورارت والأزرار والكريستال.
طرق مبتكرة
وتشير الطباع، قائلة: إذا لم تتوفر لديك كل الألوان الكافية، فهنالك طرق مبتكرة لخلط الألوان التي تمنحك درجات لونية جديدة، مثل خلط الأصفر والأزرق لينتج عنهما اللون الأخضر، وخلط الأحمر والأصفر لينتجا البرتقالي، والأحمر مع الأزرق لينتجا البنفسجي، كما يمكن التمتع بخلق تدرجات لونية غامقة بتطعيمها بالأسود أو فاتحة بتخفيفها الأبيض، أو ابتكار ألوان براقة بخلطها بلون معدني مثل الذهبي والفضي، وهي تقنيات يمكن استعمالها مع مختلف أنواع الألوان المائية والزيتية والأكليريك، ويمكنك انتهاز الفرصة لتحسين خطك وإبداع الحروف والكلمات العربية وانحناءاتها الجميلة بأساليب فنيّة تشعرك بالبهجة.
التفكير خارج الصندوق
تطالب نهلة الطباع بالتفكير خارج الصندوق، والإيمان بأن الابتعاد الجسدي لا يمكن أن يحجم الإبداع، عبر استغلال هذه الفترة بالتعبير الإيجابي عن طاقاتنا الكامنة، واختبار إمكانياتنا وتجاربنا الفنيّة، لعكس صورة تفاؤلية جميلة عن الحياة.
