الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الفيلم الإماراتي.. نجم «نتفليكس»

مشهد من العم ناجي في الإمارات
25 ابريل 2020 00:09

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

وضع عدد من صناع السينما الإماراتيين على عاتقهم مسؤولية الإنتاج السينمائي المحلي، ووجود الفيلم الإماراتي في المهرجانات المحلية والدولية، والمنافسة في صالات العرض السينمائية، مؤمنين بأن لديهم كل الإمكانات الفنية التي تؤهلهم للوصول إلى عرش شباك التذاكر وجذب الجمهور، وبالفعل حققت بعض الأعمال «المعادلة الصعبة» في كسب ثقة الجمهور، والوصول إلى المنصات السينمائية الذكية، واحتلال بعضها قائمة TOP10 عبر «نتفليكس».

انطلق أول فيلم إماراتي روائي طويل «عابر سبيل»، للمخرج السينمائي علي العبدول، إلى العروض المحلية والخارجية في موسكو والقاهرة في أواخر عام 1988، وتطورت فكرة الفيلم على يد مجموعة من الشباب الهواة بصناعة السينما آنذاك، هم المخرج علي العبدول، وشقيقه المنتج سهيل العبدول، والكاتب عارف إسماعيل، والأديبة رشا المالح، وشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين منهم: سعيد بوميان، وعبدالله المناعي، ومحمد سعيد، وبلال عبدالله، وعائشة عبدالرحمن، وسعيد عبدالعزيز، ورشا المالح، وحسن محمد، وإسماعيل النوبي، وسيف الغانم، وعيد الفرج، وعبدالله صالح، وهدى الخطيب، وتولت إنتاجه «المجموعة الفنية». وساهم «عابر سبيل» في ظهور محاولات سينمائية أخرى، قدمها كل من المخرجين جاسم جابر في فيلمه «الطين الأخير» عام 1990، ومحمد نجيب في فيلم «مكان في القلب» عام 1996، وهذه المحاولات الجادة رغم ضعف الإمكانات الإنتاجية المتاحة حينها، إلا أنها تعتبر «جذور البدايات» للسينما المحلية التي لا تزال مرجعاً وأرشيفاً فنياً للأجيال الجديدة من صناع السينما، وهو ما خلق شرارة الإبداع لمن لديهم الشغف السينمائي، في تقديم تجارب سينمائية أخرى.
وفي عام 2000، بدأت السينما المحلية بالازدهار والتطور، بعد ظهور عدد من صناع السينما الإماراتيين الذين تخرج أغلبهم في مسابقة «أفلام من الإمارات»، وكانت أفلام «دار الحي» لعلي مصطفى 2009، و«ثوب الشمس» لسعيد سالمين المري 2010، و«ظل البحر» لنواف الجناحي 2011، و«ضوء دامس» لياسر الياسري 2012، و«مزرعة يدو» 2013 لأحمد زين، و«حب ملكي 2014» لجمال سالم، النواة الفاعلة لظهور الفيلم الإماراتي وخروجه من قفص المهرجانات إلى صالات العرض السينمائية، وتحقيقه الصدى الكبير والانتشار الجيد محلياً وخارجياً، وذلك بحكم التقنيات التي استخدمت في هذه الأعمال، والمعايير الفنية عالية المستوى التي عكست طبيعة الثقافة والتراث الإماراتي وصورة المجتمع المحلي، إلى جانب قضاياه المجتمعية التي لامست هموم الناس بشكل عام والشباب على وجه الخصوص، إلى أن انطلقت الأفلام الإماراتية إلى العالمية بعد فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتي علي مصطفى الذي افتتح مهرجان «أبوظبي السينمائي الدولي» دورته الثامنة عام 2014، وعرض في العديد من المهرجانات الخليجية والعالمية الأخرى، كما تمكن من دخول صالات سينما غير محلية، مثل السينما المصرية، خصوصاً بعد مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي.

  • فيلم ظل البحر

طفرة سينمائية
أتت الطفرة التي تحققت في السينما الإماراتية، بدعم من المؤسسات المختصة بعالم الفن السابع وصناعه، مثل «توفور 54»، و«إيمج نيشن»، و«لجنة أبوظبي للأفلام»، لتتوالى بعدها النجاحات السينمائية التي حققها صناع الأفلام الإماراتيون، فمع بداية عام 2015، أصبح هناك رواج حقيقي في إنتاج الأفلام، وانتعاش الحركة السينمائية بأعمال متعددة الأفكار مختلفة القصص، بين الرعب والأكشن والجريمة والتراجيديا والتراث، فكان للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، أن يصدر أكثر من أربعة أفلام إماراتية روائية طويلة في عام واحد، إلى جانب الأعمال الوثائقية والتسجيلية الأخرى، من بينها «زنزانة» للمخرج ماجد الأنصاري، و«عبد الله» للمخرج حميد السويدي، و«ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين المري، و«مزرعة يدو 2» للمخرج أحمد زين، و«عبود كنديشن» للمخرج فاضل المهيري، و«دلافين» للمخرج وليد الشحي، لتستمر زيادة عدد الإنتاجات في السنوات الأربعة الماضية، ووصل عددها في العامين الماضيين إلى أكثر من 15 فيلماً، منها «عاشق عموري» لعامر سالمين المري الذي نال صدى كبيراً محلياً ودولياً، و«ضحي في أبوظبي» الذي وصل إلى مراكز متقدمة في شباك التذاكر، وفيلم «راشد ورجب» الذي تم عرضه على شبكة OSN، و«مسك» الذي شارك في عدد من المهرجانات داخلياً وخارجياً.

قضايا ورؤى
يقول المخرج أحمد زين الذي يعرض له فيلمان على «نتفليكس» حالياً هما «بتاع كله» و«العم ناجي في الإمارات»: «قطعنا أشواطاً مهمة كسينمائيين في الإمارات، وقدم صناعها العديد من الأفلام البارزة التي حققت نجاحاً وتابعها الناس بشغف، لا سيما أنها لامست بشفافية تقدم وارتقاء الذائقة والثقافة الفنية السينمائية لدى الناس في المجتمع، وبات الجمهور يتابع جديد الأفلام الإماراتية، وما تقدمه من قضايا ورؤى مختلفة».
وتابع: «حققت السينما الإماراتية في السنوات الخمس الماضية إنجازاً كبيراً، سواء في عدد الإنتاجات التي قدمت في الفترة الأخيرة، أو توجه الجهات المعنية بالإنتاجات والمتخصصة بالسينما نحو دعم الأفلام المحلية، وكذلك عرضها في أهم المهرجانات السينمائية المحلية والخليجية والعربية والدولية، الأمر الذي يعد دليلاً واضحاً على أن السينما الإماراتية تعيش عصرها الذهبي».

  • فيلم «من ألف إلى باء»

 

إيجابيات «كورونا»
يرى المخرج أحمد زين، أنه كان من إيجابيات أزمة «كورونا» التي يعيشها العالم بأسره، وضرورة الالتزام بالبقاء في المنزل، رفع أسهم التطبيقات الإلكترونية السينمائية، خصوصاً مع إغلاق صالات السينما تماشياً مع اتباع تعليمات الإجراءات الاحترازية والوقائية، الأمر الذي أسهم في دخول الفيلم الإماراتي إلى المنصات السينمائية الإلكترونية وتحقيقه نسب مشاهدة عالية، أبرزها «نتفليكس»، ما يحقق انتشاره عالمياً وخليجياً وعربياً، على عكس الصعوبة التي كان يواجهها معظم صناع السينما، في الترويج للأفلام وتوزيعها في العديد من البلدان الأخرى.

أفلام زمان
المنتج علي المرزوقي الذي وصل فيلمه «هجوله» إلى قائمة الأفلام الستة الأعلى مشاهدة على «نتفليكس» ضمن أفلام السيارات والسرعة، يقول: «إنه لا شك أن الفيلم الإماراتي استفاد من العصر الحديث في التقنيات المتاحة حالياً في الإنتاجات السينمائية، خصوصاً أن أفلام زمان كان تعتمد في إنتاجها على جهود فردية، واهتمام ورغبة صناعها في وجود الفيلم الإماراتي، فكانت أجواء العمل قديماً فيها نوع من الترابط ومحبة العمل الفني نفسه، وهذا كان يؤدي إلى نجاح العمل على المستوى المحلي والخليجي، لكن مع هذه الطفرة السينمائية التي نعيشها، كان من الضروري سعي صناع الفيلم الإماراتي ليكون الفيلم المحلي في مصاف المنافسة مع الأفلام الأخرى عبر منصات السينما المختلفة».

مواكبة التطور
يلفت المخرج راكان الذي تصدر فيلمه «أزمة مالية» قائمة أعلى المشاهدات في «نتفليكس»، محققاً في قائمة TOP10، المركز الثالث في الإمارات والثاني في سلطنة عُمان، إلى أن السينما في الإمارات أصبحت مواكبة للتطور المتسارع في وسائل التكنولوجيا والاتصال، وتعرض معالجات وتطورات أضفت طابعاً حيوياً على مضمون العمل ورسالته، ويقول: «بعد كل الجهود المبذولة من صناع السينما في الإمارات، من أجل إظهار أفلام سينمائية ذات مستوى عال على الشاشة الذهبية، وبعد تأسيس شركات وتكاتف صناع السينما، كان ولا بد أن تتحول السينما الإماراتية بشكل جذري، وتكون في الصدارة بين الأعمال العربية الأخرى، فالسينما في الإمارات حققت نقلة نوعية لافتة للنظر، وكان سر النجاح يكمن في صناعها الذين قرروا تقديم شيء مختلف للسينما، والارتقاء بالفيلم الإماراتي عالياً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©