الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تعافي».. عوالم من التجريد الهندسي

زينب بشرى مع عدد من لوحاتها بالمعرض (من المصدر)
17 مارس 2024 02:40

محمد نجيم (الرباط)

من خلال إدماج عدد من المدارس التعبيرية: التكعيبية، السوريالية، الانطباعية، المفاهيمية، تأخذنا الفنانة المغربية زينب بشرى، في معرضها الجديد المقام في مدينة طنجة تحت عنوان «تعافي»، لتذكير المتلقي بكارثة زلزال كبير ضرب مدينة أغادير سنة 1960، وكان الأكثر فتكاً في تاريخ المغرب.
الفنانة زينب بشرى، حاولت في المعرض أخذ المتلقّي إلى عوالم من التجريد الهندسي واستحضار مشاهد من ذلك الزلزال بنصوص بصرية وجمالية تدفع المتلقي إلى طرح أكثر من سؤال بلغةٍ مبتكرة ومثقلة بالرسائل الفنية اعتماداً على عناصر اللوحة التنصيب الفني والرؤى المعتمدة على المفاهيمية المعاصرة، وكلها سرديات جمالية تجمع بين الفكر الفلسفي والإبداع الجمالي، فكل لوحة هي صرخة مُعبرة لأرواح فُقِدت في ذلك الزلزال، بلغة مبتكرة وعلامات دالة تستحضر عناصر المكان، وترتبط بها لتبدو اللوحة مرثية تتخذ من اللوحة والخطاب البصري وعاء جمالياً لها، والملأى بالدلالات والرموز والإيحاءات المتنوعة التي تسهل على المتلقي قراءة اللوحة أو المنحوتة.
لغة مُعبرة
وقالت الفنانة زينب بشرى، خلال افتتاح المعرض، «إنها تحاول استعادة وتذكير الأجيال الشابة، بذلك الزلزال المدمر واستحضار الألم الذي تسبب فيه خلال إبداعات بصرية ورمزية تكشف عن سعي شخصي لفهم مخلفات ذلك الزلزال والتعبير عن ذلك جمالياً»، أما الناقد الفني شرف الدين ماجدولين فوصف معرض الفنانة زينب بشرى بقوله: «يندرج اشتغال الفنانة التشكيلية زينب بشرى على «تراث الكارثة»، وهي المنتمية إلى الجيل الأحدث من الفنانين المغاربة، ممن زاوجوا بين مهارات فن القواعد (في اللوحة أساساً)، والولع بالعمق المفهومي للموضوعات بما تقتضيه المزاوجة من عمل بحثي، تتقاطع امتداداته عبر معارف شتى. من هذا المنطلق يبدو عملها، مع الكثير من فناني جيلها، منحازاً في ظاهره للتاريخ وللذاكرة، وللسرديات المتصلة بها، الموزعة بين أنوية مجتمعية صغرى، بقدر ما يتجلى في هواجس الذات الفردية المتشظية في مواجهتها للتحولات المتسارعة للعالم، وللهويات والجغرافيات والقيم».
 ويقول شرف الدين ماجدولين: «هل ما يرى الآن بكثافته الفجائية وجدته وطغيان تفاصيله، يفكك السردية الشفوية القادمة من أرشيف عائلي؟ أيفقدها طزاجتها، وقدرتها على الاستثارة الفنية للغامض الثاوي في الذاكرة عن العطب القديم؟ لا يمكن الركون إلى قناعة نهائية بصدد وضع شديد الإلغاز من هذا النوع، بيد أن الشيء الأكيد أن الزمن مرة أخرى، سيضع النوازل الكارثية المستحدثة، في تجاور مع سابقاتها، في أثناء الاسترسال في الاشتغال الفني، كما أن المتلقي لن يكون في معزل عن إيحاءات الماضي القريب والبعيد معاً، لحظة تمثل تحولات التجاور والجدل والانمحاء في الكتل اللونية المطروحة للنظر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©