السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي سعيد الكعبي لـ«الاتحاد»: «كنز الجيل» جائزة شعرية ملهمة للإبداع

علي سعيد الكعبي
16 مارس 2024 02:06

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

حققت جائزة كنز الجيل في نسختيها الماضيتين نجاحات كبيرة في الداخل والخارج، حيث تستلهم أهدافها من أشعار الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتهدف الجائزة، التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية عام 2022، إلى تعزيز مكانة الشعر وخاصة منه الشعر النبطي، وإبراز دوره كمرآة للمجتمع. وتتألف الجائزة من ستة فروع هي: المجاراة الشعرية، والفنون، والدراسات والبحوث، والإصدارات الشعرية، والترجمة، والشخصية الإبداعية. وقد أصبحت الجائزة محطة ثقافية متميزة ينتظرها مبدعو الشعر النبطي، والدراسات والبحوث الفلكلورية والترجمة والفنون التشكيلية، لإبراز مساهماتهم الرائدة في إحياء التراث الثقافي الغني، والمتنوع، وعرض إبداعاتهم الأدبية التراثية. 
«الاتحاد» حاورت الدكتور علي سعيد الكعبي، رئيس اللجنة العليا للجائزة، للتعرف إلى الجديد الذي ستشهده في النسخة الحالية.

• تستعدون للنسخة الثالثة من جائزة «كنز الجيل»، فما هي أهم الإنجازات التي حققتها الجائزة خلال العامين الماضيين؟
- لا شك أن جائزة «كنز الجيل» على رغم قصر الفترة الزمنية منذ انطلاقها قد حققت نجاحاً كبيراً في تعزيز ثقافة الانتماء لدى الأجيال الجديدة، واكتسبت خصوصية فريدة بفضل الإرث والمخزون الأدبي والثقافي الغني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تستلهم الجائزة من فكره وشعره أهدافها سعياً نحو إعلاء مكانة الشعر بوصفه مرآة للمجتمع. وقد شهدت الدورة الأخيرة من الجائزة تنوّعاً كبيراً وثراءً في المشاركات، إذ تلقت 264 ترشيحاً في فروعها الستة من 27 دولة، من بينها 17 دولة عربية و10 دول أخرى. كما شهدت الجائزة في دوراتها السابقة أيضاً فوز أسماء لامعة في عالم الأدب والثقافة على المستويات المحلية والعالمية مثل الشاعر سالم سيف الخالدي والدكتورة عائشة علي الغيص وأيضاً المستشرق والدبلوماسي مارسيل كوربرشوك، والدكتور عبدالله بلحيف النعيمي والشاعر سيف السعدي والفنان عبدالقادر داودي وغيرهم الكثير.

• بماذا تميزت الأعمال الفائزة بالدورة الأخيرة من جائزة كنز الجيل؟ 
- نفخر بجميع الأعمال التي استقبلتها الجائزة بنسختها الأخيرة من مختلف دول العالم، والتي أظهرت إبداعاً نوعياً وخبرات عالية يمتلكها الفائزون في مجال الشعر النبطي واللغة العربية وآدابها، ففي فرع «الفنون» الذي حصد جائزته الفنان الأردني منتصر فتحي عبرت لوحته الفنية التي حملت عنوان «فيها زهت الأنوار» عن رؤية جمالية مبدعة للخط والحروفية والتجريد، وكانت هناك حالة هرمونية ما بين التصميم والحرف والكتلة اللونية. أما العمل الفائز عن فرع «الدراسات والبحوث» للكاتب الكويتي د. عبدالله مانع غليس وهو كتابه «المرجع الوافي في الأوزان والقوافي للشعر الفصيح والنبطي»، فقد تميز بالمنهجية العلمية الدقيقة التي شكلت مرجعاً مهماً للدارسين والباحثين في أوزان الشعر النبطي والفصيح. وبالنسبة للعمل الفائز بفرع «الإصدارات الشعرية» وهو ديوان «عشق يتجدّد» للشاعر الإماراتي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، فقد قدم رؤية متجددة للقصيدة النبطية، وحافظ في ذات الوقت على أصالتها بكل مميزاتها وتفردها. 
ونجح الشاعر والإعلامي السعودي علي عسيري المعروف بـ«علي السبعان» الفائز عن فرع «المجاراة الشعرية»، من خلال قصيدته «قدوة الشعّار» في تقديم نص شعري جزل وثري مفعم بالشاعرية العالية والمعاني المكثفة، ليُقدم مجاراةً متميزةً حافظت على تسلسل الأفكار وعمق المعاني وجوهر الفكرة الأصيلة. وكذلك قدم الشاعر الإماراتي سيف السعدي الحاصل على لقب «الشخصية الإبداعية»، تاريخاً أدبياً حافلاً يمتد لنحو ثلاثين عاماً على الساحة الشعرية الخليجية بفضل قصائده المتميزة بعمق المعاني والتركيز على إبراز المفردة المحلية.

• ماذا عن الدورة الثالثة من جائزة كنز الجيل التي يتم العمل عليها حالياً؟ 
- تعمل اللجنة المنظمة للجائزة في مركز أبوظبي للغة العربية حالياً على مرحلة استقبال الأعمال المرشحة للمشاركة في نسخة كنز الجيل لعام 2024 من جميع دول العالم وذلك حتى تاريخ 31 مارس الجاري، لتبدأ بعدها مباشرة مرحلة عقد اجتماعات الفرز والقراءة ويليها بدء فترة التحكيم تمهيداً للإعلان عن الفائزين ضمن فعاليات «مهرجان العين للكتاب 2024».

• ما هي الأهداف التي تتطلع الجائزة إلى تحقيقها خلال المرحلة المقبلة؟ 
- تسعى الجائزة بشكل عام إلى تحفيز الاهتمام بالشعر النبطي وتكريم التجارب الشعرية المتميزة، ونشرها والتعريف بأصحابها، وحماية فنون التراث الشعبي لتعزيز هوية الأجيال عن طريق ربطها بشعرها وثقافتها وتراثها. وكذلك يهدف المركز بشكل رئيس من خلال «كنز الجيل» إلى ترسيخ شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما فيه من قيم جمالية وإنسانية في الوجدان الإماراتي والعربي، وذلك من خلال ترجمة هذا الإرث إلى اللغات الحية والتعريف النقدي بقيمته الرفيعة، بالإضافة إلى ترجمة النصوص الشعرية النبطية المؤثرة والملهمة. 
ونوجه الدعوة لجميع المبدعين بمختلف مجالات الشعر النبطي ومن كافة دول العالم للمشاركة بأعمالهم في الجائزة، والمساهمة بشكل فعال في إبراز الإبداعات الإنسانية في هذا الفن الأصيل والمتجذر في الثقافة العربية، ونحن على ثقة كبيرة بأن عالمنا العربي ثري بالمبدعين وبالأعمال الأدبية المتميزة التي تستحق تسليط الضوء عليها وتكريم أصحابها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©