عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
قدم الفنان التشكيلي المغربي، محمد الهاني، أعماله الفنية في معرض نظم بمدينة الجديدة، لوحات تعود لسنوات طويلة صبّ فيها الفنان عصارة تجربته، التي تمتد لعقود من الزمن، وسافر بنا في لوحاته إلى عوالم غابرة ومتخيلة صاغها الفنان بريشته وقوة الألوان، مانحاً المتلقي شحنة من الجمال واللذة البصرية، التي تسبح خارج المألوف، وتطرح أسئلة وجودية تقارب بين قوة حضور المكان وتجليات الأساطير.
وفي معرضه الذي حمل عنوان «ظلال مضيئة» يقدم لنا الفنان محمد الهاني (1952) 25 لوحة مرسومة على القماش وبأحجام مختلفة، استمد موضوعاتها من ذاكرته ومتخيله الشخصي، وقال خلال افتتاح المعرض إن لوحاته تنضح بأسلوب شخصي وفريد للغاية يمزج العناصر الكلاسيكية مع عناصر أكثر معاصرة، كما أن سمة «الظلال المضيئة» تمنح تأويلاً وبعداً آخر للوحاته الجميلة، وأضاف: «إنها توضح تأثير الضوء لتفسير الجانب الخفي من العالم البديع الذي يقع خلف ظلال أعماله». فيما وصفه الناقد الجمالي منصف عبد الحق قائلاً «إنه يرسم متعة العيش، وإن نبوغ هذا الفنان الفريد من نوعه، يظهر من خلال أعماله».
ويظل الفنان محمد الهاني منصتاً بعمق وروية لدواخله ومخلصاً لأسئلته القلقة حول المجتمع والوجود. وهو منذ طفولته الحالمة مولع بالتقاط ما ينطبع في مخيلته البصرية المبكرة بحس تلقائي، متأثراً بكبار الفنانين الحالمين والعجائبيين حسب الناقد الفني عبدالله الشيخ، الذي اعتبر أن الهاني «ارتاد مغامرة نحت لغة تشكيلية خاصة به تزاوج بسلاسة وبلاغة بين الواقعية التشخيصية والغرائبية الرمزية خارج دوائر التعبير المباشر ودروب الاستشراق الفني المسدودة. لقد تمكن محمد الهاني، المقل في معارضه، من تأثيث فضاء تشكيلي وحكائي، مقدماً إياه كحساسية ذاتية منفتحة باستمرار على غرائبية الشكل وانزياح الصورة عن المعطيات البصرية المألوفة (الخط، الزخرفة، الالتقاط الفوتوغرافي، التسجيل السردي).
