الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمة» يصدر «الأدب الكلاسيكي» لوليم آلان

غلاف الكتاب (من المصدر)
10 أغسطس 2023 01:07

أبوظبي (الاتحاد)

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الترجمة العربية لكتاب «الأدب الكلاسيكي» ضمن سلسلة مقدّمات موجزة لمشروع «كلمة» للترجمة، من تأليف وليم آلان، ونقله إلى اللغة العربية الدكتور أحمد العدوي.

تحليل عميق
ويُسلط كتاب «الأدب الكلاسيكي» الضوء على تاريخ هذا الأدب للفترة الزمنية الممتدة من (750ق.م إلى 500م). وعلى الرغم من صعوبة مهمّة المؤلّف المتمثّلة في تغطية موضوع واسع ومتشعّب مثل الأدب الكلاسيكي في دراسة موجزة، فقد استطاع على مدار 125 صفحة فحسب معالجة هذا الموضوع معالجة وافية، حيث جمع بمهارة طرفاً من كل فن، وألقى ضوءاً -كثيفاً- على تطوّر الأجناس الأدبية الرئيسة في الأدب الكلاسيكي، مع تحليل عميق لخصائص كل جنس أدبي منها، وبشكل خاص أصول المأساة اليونانية. كما وُفِّق آلان -إلى حدٍّ كبير- في انتقاء أمثلة كاشفة عن محتوى الجنس الأدبي الذي تناوله بالتحليل. وعبر تسعة فصول للكتاب، ناقش الكاتب مختلف جوانب الأدب الكلاسيكي، مستهلّاً مناقشته بعرض لتاريخ الأدب الكلاسيكي، ومفهوم الجنس الأدبي عند المؤلّفين القدامى، ومتون الأدب الكلاسيكي والكيفية التي وصلتنا بها. ثم قدّم عرضاً لكل جنس أدبي بدءاً من: الملحمة، ثم الشعر الغنائي والذاتي والدراما بشقّيها: المأساة والكوميديا، ثم التأريخ، ثم الخطابة، تليها الرعويات فالهجاء وانتهاءً بالرواية.

منظور تاريخي
وقد عالج آلان الأدب الكلاسيكي من منظور تاريخي، بادئاً بمناقشة أصوله اليونانية، ثم الكيفية التي تطوّر بها عبر العصور: القديمة، والكلاسيكية، والهلِّينستية، والإمبراطورية في الأدب اليوناني. ثم عرض للطريقة التي «رَوْمَن» بها الأدباء والكتاب الرومان هذا الجنس الأدبي، وكيّفوه ليتناسب مع ظروف عصرهم، ويخدم أغراضهم، سواءً في العصرين الجمهوري أو الإمبراطوري، وخصائصه الجديدة التي اكتسبها في ثوبه اللاتيني.
وسعى آلان -في ثنايا كتابه- إلى إثبات أن الأدب الكلاسيكي لم يزل وثيق الصلة بالأدب الغربي اليوم. وأنه لا يزال مستمراً في تشكيل المفاهيم الغربية عن الأدب حتى اليوم. كما حاول أيضاً أن يثبت أن الأدب الكلاسيكي أبعد ما يكون عن الإملال، وأن أفضل أعماله كانت -وستظل كذلك على الدوام- مستفزّة للعقول بقدر ما هي مسليّة.
والكتاب رحلة ممتعة عبر الزمان، يصحبنا فيها المؤلّف إلى عصر كُتاب الملاحم الكبار، وفحول الشعراء والخطباء والمؤرّخين والروائيين والمسرحيين، لنرى كيف تشكلت مفاهيمنا عن الفن والمسرح في وقت أبكر مما قد نظن. وكيف كانت الخطابة والقدرة على الإقناع جزءاً لا يتجزأ من الممارسات السياسية قديماً وحديثاً. وكيف ارتبط الأدب -كما هي حاله دائماً- بسياقاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكيف كانت مباراة الأسلاف والحوار مع منجزاتهم العظيمة، محرّكاً دائماً للتغيير، ناهيك عن التمرّد على التقاليد الأدبية الموروثة.

المؤلف والمترجم
يُذكر أن وليم آلان نشأ في بوهيل، وهي قرية أسكتلندية، وكان أول من التحق بالجامعة من عائلته. دَرَس الكلاسيكيات في جامعة أدنبره، ودرَّس في جامعتي هارفارد وأكسفورد. عمل أستاذاً زائراً في ألمانيا ونيوزيلندا. وله عدة كتب، مثل: «الدليل إلى ميديا يوربيديس»، و«الدليل إلى إلياذة هوميروس»، و«استراتيجيات الوعظ في الشعر اليوناني المبكر».
أما المترجم أحمد العدوي فهو مؤرّخ ومترجم مصري. تخرّج في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة. حصل على الدكتوراه في عام 2010. ودرَّس في جامعتي القاهرة والأزهر، ويعمل حالياً أستاذاً مساعداً بقسم العلوم الإسلامية بكلية الإلهيات بجامعة تشاناكالي بتركيا. نشر عدداً من الكتب والدراسات والبحوث والتحقيقات في مجالي التاريخ الإسلامي والتراث العربي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©