عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
بلوحات رسمها قبل عقد من الزمن، يعود الكاتب والروائي والرسام المغربي الفرنسي الشهير الطاهر بن جلون إلى مدينة طنجة ليقدم لوحاته في رواق بالمعهد الفرنسي. الطاهر بن جلون اسم بارز في الساحة الأدبية المغربية الفرنسية، وهو أول مغربي يفوز بجائزة الغونكور الفرنسية العريقة عن روايته ذائعة الصيت «ليلة القدر»، يجد متعته، إلى جانب الكتابة، في رسم لوحات تُعبر عن أحاسيسه ومشاعره. وفي تلك اللوحات، يستعيد طفولته في أزقة مدينة فاس وحاراتها وبيوتها القديمة وجوامعها، تلك المدينة الساحرة بما تحمله من رموز وعلامات، المدينة التي رأى فيها الطاهر بن جلون النور قبل أن يرحل إلى مدينة طنجة، التي قضى فيها سنوات عدة مدرساً لمادة الفلسفة، طنجة التي بدأ فيها مسيرته الأدبية، حيث كتب رواياته الأولى وترجم فيها «الخبز الحافي» لصديقه محمد شكري.
تستوقفنا لوحات الطاهر بن جلون بألوانها الفاتحة مُعبرة عن عالم الإبداعي مغاير، حيث تتبدى الخطوط والأشكال والفراغات والرموز لتنطق بتعابير جمالية تأخذ المتلقي إلى أمكنة سرية داخل اللوحة، وإلى أشكال تستدعي ثقافة جمالية، وتتخذ بعدها التأملي من اللون والتقبيع وضربات ريشة الطاهر بن جلون، وتستوقف المتلقي بإنسانيتها وتلقائيتها وعمقها لتنسج مادة تعبيرية محملة بمقومات الكثافة التعبيرية والجمالية.
يمنح معرض «الألوان المبهجة»، كما ورد في كتيب المعرض، لزواره الانغماس في عالم فني فريد لطاهر بن جلون، الذي يقوم من خلال لوحاته وكتاباته باستكشاف أهمية الرسم باعتباره تعبيراً عن رؤيته الشاعرية والوجدانية، حيث تشد أعماله الأنظار بألوانها الغنية، محاولة استحضار ذلك الإحساس بالبهجة الذي غالباً ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه.
ظل الطاهر بن جلون، الكاتب الشهير والحائز على جائزة غونكور سنة 1987 عن رواية «طفل الرمال» التي سبقت روايته الشهيرة «الليلة المقدسة»، منذ طفولته شغوفا بالرسم، وقد عرضت أعماله في العديد من المعارض المرموقة في جميع أنحاء العالم، نذكر منها على وجه الخصوص: متحف سان سالفاتور في لاورو في روما، ورواق تندوف في طنجة ومراكش، وعدد من أروقة الفن في باريس، والمتحف الوطني بنانسي، ومتحف فيش في اجاكسيو، ومعهد العالم العربي، والرواق الوطني بدبي. ألف الطاهر بن جلون العديد من الكتب التي قارب فيها أعمال كبار التشكيليين المغاربة أمثال: محمد المليحي، فريد بلكاهية، محمد القاسمي، الجيلالي الغرباوي وآخرين.
