عدد اليوم
سيؤول (الاتحاد)
«السرد عالم واسع ومتنوع، يتغير مع تغير الزمان والمكان والثقافة»، هذا ما أكده أكاديميان متخصصان في النقد الأدبي خلال جلسة حوارية بعنوان «خصائص تقنيات السرد الإماراتي والكوري» أُقيمت ضمن فعاليات مشاركة الشارقة ضيف شرف معرض سيؤول الدولي للكتاب 2023، وتحدث خلالها كل من الكاتبة والناقدة الدكتورة بديعة الهاشمي، والناقد والباحث الدكتور هونجي هون، وأدارتها سانغ سون.
وفي حديثها عن الأنماط والتقنيات السردية، أكدت الدكتورة بديعة الهاشمي أن الرواية العربية شهدت تجديداً فنياً وجمالياً يتناسب مع تحولات العصر وتحدياته، فقد ابتعدت عن النمط الكلاسيكي الذي يتبع البنية السردية التقليدية والخط الزمني المتسلسل، وسعت إلى كسر هذه القواعد وابتكار أشكال جديدة تجذب القارئ وتثير اهتمامه، مشيرة إلى أن الأدباء الإماراتيين لهم تجارب رائدة في هذا النمط من السرد، كتجربة الروائية زينب الياسي في روايتها «أجراس»، التي استخدمت فيها التداعي الحر لإبراز تجارب ومشكلات شخصياتها. وأوضحت الهاشمي أن التجديد لم يقتصر في الرواية العربية على البنية السردية والزمنية فحسب، بل شمل أيضاً تقنية البناء الفني للرواية، والتي تتعلق بكيفية تصوير الشخصيات والزمان والمكان، ففي الرواية الكلاسيكية.
تجربة الجبل والصحراء
بدوره، أكد الدكتور هونجي هون أن كوريا دولة متطورة في المجال الثقافي، ولها تجربة ثرية ومتنوعة في الأدب، ومن بين مظاهر هذا التطور، تقنية السرد في الرواية الكورية، التي شهدت تحولات وتجديدات على مدى التاريخ، ففي الرواية التقليدية، كان السرد يتبع نمطاً كلاسيكياً، يشبه درب الجبل الذي يصعده الإنسان حتى يصل إلى القمة، ثم يهبط منه، أما النمط الحديث فيشبه الصحراء، التي تمتد في فضاء واسع. وأشار هون إلى أن التغيرات في تقنيات وأنماط السرد الروائي تعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية التي مر بها المجتمع الكوري.
