الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلسة تناقش تحولات البنى الثقافية الإعلامية والتقنيات الحديثة

علي عبيد وأحمد المنصوري وغسان طهبوب خلال الجلسة (من المصدر)
14 يونيو 2023 01:11

نوف الموسى (دبي)

لعل أكثر ما يُمكن التفكير فيه، حول «الصحافة الورقية وتقنيات الإعلام الحديث»، هي البنى الثقافية المجتمعية وتأثيرها في صياغة الأشكال الإبداعية للمحتوى الإعلامي، خاصةً مع تنوع المسارات الوظيفية للمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، والتي تتجاوز بالضرورة فعل صناعة الخبر، وفن إيصاله للجمهور، إلى القدرة على دراسة الحركة التفاعلية للمحاكاة الفكرية والأنماط السلوكية ومنظومة التقنية وتأثيرها في التجربة الإنسانية ككل، وجميعها تستدعي دراسات بحثية وعلمية كما أوضح الإعلامي غسان طهبوب، في إشارة له حول فقدان المؤسسات الإعلامية العربية لمؤشرات واضحة حول مقروئية فئة الشباب تحديداً للصحافة ببعديها الورقي والإلكتروني، وذلك في جلسة نقاشية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أدارها علي عبيد نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، لبناء وجهات نظر جديدة تدعم الصياغات الإعلامية الحديثة وممارستها الرقمية المتعددة، توثيقاً للعلاقة الممتدة بين الصحافة الرصينة كونها مرجعية مهنية دقيقة، أمام كم المنصات والتطبيقات الرقمية، وبين مستهلك المعلومة والمعرفة الآنية «الجمهور». 
جمهور جديد
ومن جهته اعتبر د. أحمد المنصوري، رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمارات، أنه مع ظهور مفهوم الصحافي المواطن أو المؤثر، تكشف الإخفاق الأبرز لبعض المؤسسات الإعلامية، حيث إنها لم تستطع أن تواكب وترتقي بمحتواها للمحافظة على جمهورها، أو حتى استقطاب جمهور جديد عبر المنصات الرقمية الحديثة، والأسباب عديدة أبرزها جمود المحتوى، ونقله بنفس الآلية من الورقي إلى الفضاءات الرقمية، دونما دراسة لطبيعة الجمهور واستخداماته للتقنيات الرقمية من خلال طرح التساؤلات التالية: أين يوجد هذا الجمهور، وكيف نقدم له المحتوى بطريقة تمتاز بالسرعة والآنية، وماهية الأشكال الحديثة لطرح التحليل والقراءة المتأنية لما بعد الخبر. 
ذلك أن الاشتغال على الأساليب في بناء المحتوى الإعلامي، يختلف من منصة إلى أخرى، ويكاد يتضح كما أشار الإعلامي غسان طهبوب، أن هناك انحساراً وتراجعاً للمدخول السنوي لـ«فيسبوك» و«توتير» أمام «تيك توك» و«انستغرام»، ما يعني تحولات في منهجية المستخدمين في التعاطي مع التطبيقات الرقمية، والذي جاء كما لفت طهبوب، لحالة من عزوف القراء عن الأخبار المحبطة، وهو ما يدعو كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، بما فيها الصحف المرموقة، لأن تعتمد في حلولها على مقاربات لا يكون أساسها النسخة الورقية، بل مقاربة شاملة تأخذ في عين الاعتبار النفاذ عبر مختلف المنصات، حيث نجحت العديد من المؤسسات الإعلامية في إجبار المنصات مثل «جوجل» على دفع مقابل لما تستخدمه من أخبار وعناوين، ما شكل مصدر دخل إضافي لتلك الوسائل الإعلامية في أميركا وأستراليا وكندا. وطرح طهبوب تساؤلاً حول مدى استعداد المديرين التنفيذيين وإدارات التحرير في المؤسسات الإعلامية العربية، لاستيعاب أثر حضور تقنية «ChatGPT»، متوقعاً أنه بعد أن يُدعم التطبيق بصيغة متطوره تمكنه من تدقيق المعلومة وتحريرها، فهو بالتأكيد سيكون حاضراً في كبرى صالات التحرير في المؤسسات الإعلامية العالمية، فماذا سنفعل وقتها وكيف نستعد لهذه المرحلة؟!
المرجعية الثقافية
ولا يزال الحديث عن المحتوى الإعلامي، وارتباطه بالنموذج الاقتصادي للمجتمعات في العالم، يحمل بين طياته جوانب من المرجعية الثقافية للمكونات التنموية للبلدان، ومن أبرزها التعليم، باعتباره المساحة القابلة لإحداث تجربة فعلية للأفكار وممارستها عملياً في ميدان مشترك ومتنوع، ولكن للأسف الشديد بحسب تعبير د.أحمد المنصوري، أن اللوم مضاعف على بعض المؤسسات الأكاديمية، التي تتحمل مسؤولية تطوير برامجها الدراسية، بما يلائم التطور الحاصل، قائلاً: «أحياناً لاعتماد برنامج أكاديمي واحد، قد يأخذ الأمر مسيرة سنوات، حتى تأتي الموافقات لاعتماد تطوير برنامج مقترح لتوصيف دراسي، وتكون حينها مضت تقريباً 4 سنوات، ما يعني أن التوصيف أصبح قديماً، مع السرعة المعرفية والمستجدات اليومية».
الدقة والموضوعية
أوضح د. أحمد المنصوري أن علينا التفريق بين ما نعنيه باندثار الصحافة الورقية، وبين مهنة الصحافة، فالمهنة أبدية وباقية فطالما هناك إنسان يبحث عن معلومة فلابد أن يكون هناك شخص مؤهل لتقديم المعلومة بالطرق الصحيحة من خلال الالتزام بالدقة والموضوعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©