الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

استحضار بصري عبر «ترددات مفقودة»

من أعمال المعرض (من المصدر)
5 يونيو 2023 00:58

ساسي جبيل (تونس)

انطلقت مؤخراً برواق يحيى بالعاصمة التونسية فعاليات معرض الفنانة التشكيلية والباحثة الجمالية دلال صماري، حيث أكدت لـ«الاتحاد»، أنها تخوض من خلاله تجربة جديدة في الفن التشكيلي المعاصر. أخذت دلال خاماتها من فوضى ركامات مهملة «صحون هوائية».. من أجل أن تحيي ما يعرف في لغة معاصرة بـ «الفن البيئي»، وذلك في معالجة إشكالية راهنة أفرزتها العولمة، حيث وجدت أن الصحن الهوائي هو الأنسب لخصوصية المضمون الفني، بكل ما فيه من تشوهات تعمدت إظهارها في بناء تشكيلي، وأعادت استخدامها أوتدويرها من جديد.

ووجدت صماري في الإشكالية الراهنة أن «الترددات مفقودة».. حيث حاولت إيجادها من جديد عبر صحن هوائي مهمل، دونت فيه نصاً بصرياً مثقلاً بالمعنى والمضمون والإشارات، ومن خلال هذه الفلسفة الفنية أرادت أن تصل الترددات إلى المتلقى بأثر إيجابي، تخرجه من سلبية العزلة، وتفجر قدرته كعنصر فاعل «منتج» لا «مستهلك» لكل ما يتلقى.
بدأت دلال صماري خوض تجربتها الجمالية في الفن التشكيلي، دراسة وبحثاً وتجريباً، واستغرقت زمناً طويلاً قبل بلوغ القدرة على إحياء المهمل في كيان بصري له تأثير حسي في ذات المتلقي.
وتنبع خصوصية تجربة الفنانة التونسية في معرضها الشخصي الممهور بـ «ترددات مفقودة»، باختيار المعدن المُصنع كـ «صحن هوائي» كخامة تتآلف بسياقات تقنية مع عناصر بناء تشكيلي له أبعاد جمالية ورمزية.
وقدمت صماري 15 عملاً فنياً في هذا المعرض، رسم زيتي وكولاج على خامة معدنية، وأخذ منها ثلاث سنوات للإنجاز، بغية تجسيد فكرة «العلاقة بين الذات وواقعها المعاش» في ظل متغير كوني معاصر غير قوانين الحياة، من خلال أدوات جديدة في عصر اتصالي أربك الذات في صراعها الراهن مع الواقع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©