السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد قنيبو.. لوحات مثقلة بالإشارات والتساؤلات

محمد قنيبو.. ولوحته (من المصدر)
4 يونيو 2023 01:16

محمد نجيم (الرباط)

في معرضه التشكيلي الحديث والمنظم في مدينة الدار البيضاء، يجسد الفنان التشكيلي محمد قنيبو عالمه الجمالي وسرده البصري، حيث اللوحة تحمل رؤيته المثقلة بالدلالات والإشارات والأبعاد العلامتية والأيقونية المصاغة بلمسة حداثية، مع التركيز على ملامح الوجوه المثقلة بالأسئلة وقلق الذات، وبطبقات سميكة من الأصباغ والألوان الترابية التي يتسيَّد فيها اللون الأسود إحالة إلى الغموض والتشظي. ما يفصح عن رؤية الفنان وفلسفته الجمالية، وبحثاً عن تلك الوجوه المتطلعة بعيونها في اتجاه المتلقي أو الفراغ الشاسع.
يطوع الفنان محمد قنيبو الفضاء، ويؤسس فيه علاماته البصرية التي ينتج عنها العالم المعيش، عالم يأخذه الفنان من الواقع ويضعه داخل الإطار، لكنه ينزاح عن التمثيل والنقل الجاف والموضوعي. لهذا فهذا الفنان، كما يقول الناقد الجمالي عز الدين بوركة، «سليل هنري ماتيس وفرانسيس بيكون»، من حيث تطويع المادة/اللون كما هو الحال عند الأول، وتطويع التصوير وفضائه كما الحال عند الثاني، أي الذهاب إلى تبني تصوير سيمولاكري. إلا أن قنيبو يختلف عن بيكون من حيث الاشتغال على البورتريهات، فالفنان المغربي لا يعمد إلى المسخ الكلي لشخوصه، أو التشويه التام للوجوه، بل إنه يذهب بذكاء إلى الاشتغال على ما يمكن تسميته بـ«الانمحاء الملامحي»، أي إزالة عن وجوه شخوصه أيَّ ملمح نفساني وجسماني، وجعلها باردة وشاردة، لا تعيش أي حالة مأساة وتراجيدية وقسوة، عكس ما يفعله بيكون بشخوصه، لهذا إن كنا نتحدث عن أي تشابه فهو تشابه بدئي لا نهائي، وظاهري لا أسلوبي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©