الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنور الخطيب يقدم أمسية شعرية في أبوظبي

أنور الخطيب يقدم أمسية شعرية في أبوظبي
2 يونيو 2023 23:46


فاطمة عطفة (أبوظبي)
كان الشعر ديوان العرب ولا يزال يتمتع بهذه المكانة الثقافية التاريخية، وإن رأى بعض النقاد أن الرواية صارت ديوان العصر في الشرق والغرب. وقد جاءت أمسية الشاعر أنور الخطيب أول أمس في «أتيليه لانتانا للثقافة والفنون بأبوظبي» للفنانة التشكيلية فرح البستكي، لتؤكد جدداً أن جمهور الشعر ومحبيه ما زالوا حريصين على الاحتفاء بهذا الفن الجميل الذي يتردد في مناسبات الحب والسفر وليالي الشجن والفرح، وهو مسكون بالحكمة والمتعة والجمال. وأدار الأمسية الشاعر ياسر دحي مرحباً بالشاعر والحضور، مقتطفاً نفحات من مدونة الشاعر الذي «يكلم الناس من شرفةِ الضوء/ ويفتح باب الحديقة كي تمر الخيول نحو ساحةِ العطر. لا شيء يعلو إلا كان الماء فتنته/ وكانت النار أنثى الخفاء في داخله».
وفي ختام الأمسية، جرت مناقشة مع الشاعر، عن التجديد في القصيدة ومدى تأثير المكان بتهيئة البيئة المشجعة على الإبداع، وقال الشاعر الخطيب: ليس المكان بالتحديد. ولكن ربما الوقت جاء لصالحي بعد التقاعد صار عندي متسع من الوقت في القراءة والكتابة والتجريب أكثر، والتأمل أكثر، والسهر أكثر وأنا أحب الليل كثيراً، مشيراً إلى أن الاستماع إلى ثقافات أخرى والاطلاع على الآداب العالمية مفيد جداً، وإن كنت لا أجيد لا الفرنسية ولا الإسبانية ولكني أستمع إلى شعراء أجانب من فرنسيين وإسبان وغيرهم، عندهم تجربة مختلفة كلياً عن تجربتنا، ولهذا ربما صار ثمة تجديد جديد في النص عندي.
ولأن الشاعر كتب النثر والشعر ولديه تجربة غنية فأين يجد نفسه؟ قال: أجد نفسي حيث الفكرة والموضوع، هناك قضايا ممكن التعبير عنها بالشعر، وهناك قضايا لا أستطيع التعبير عنها من خلال نص شعري، فألجأ إلى السرد في الرواية. وأكد الخطيب أن النص الإبداعي يعتمد على أهمية الفكرة، وأهمية القضية، والمحور الذي تجب مناقشته، أما القصيدة فهي ترافق الشاعر في كل لحظة من حياته. وأوضح أنه أحياناً يكتب قصة قصيرة، أو يكتب قصيدة أو يبدأ بكتابة رواية، لكنه يتركها ويكتب قصيدة، مبينًا أنها عبارة عن إلهامات متعددة في جسد واحد، وهذه الإلهامات منسجمة مع هدوء الجسد وتشكل في النهاية المنتج الإبداعي.
وللشاعر تجربة إبداعية واسعة بين الرواية والقصيدة، وقد أمضى في الإمارات سنوات قبل أن يعود إلى لبنان، وعن هذه التجربة الثقافية الغنية وتأثيرها على نتاجه شعراً ونثراً قال: طبعاً أنتجت معظم كتبي في الإمارات، لأن الكاتب يحتاج بيئة مستقرة ونفسية هادئة وعدم قلق، لقد تسنى لي في الإمارات أن أكتسب ثقافات متعددة، وهذا ما يميز البيئة الثقافية في الإمارات، وهذه انعكست على أعمالي الأدبية، على نصي الشعري والرواية، مثل رواية «فتنة كامليان» التي كتبتها في الإمارات والبطل فيها إماراتي أيضاً، وكنت أسمي الأشياء والأماكن في أبوظبي، وهذا تجسيد وترجمة للثقافة التي اكتسبتها هنا.
وعن التفرغ إن كان ضرورياً للمبدع، أكد الشاعر الخطيب أن المبدع في البداية لا يستطيع أن يتفرغ للأدب، ربما هو في حاجة إلى تجربة حياتية، والتفرغ يجعله منطوياً، بينما حين يعمل يزداد خبرة في الحياة. لكن فيما بعد يحتاج المبدع إلى تفرغ ويحتاج إلى تنفيذ مشاريعه الأدبية، لأن التفرغ يعطيه الوقت لينجز تلك المشاريع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©