عدد اليوم
بمناسبة مرور مائة عام على ولادة رائدة الشعر الحديث في عالمنا العربي الشاعرة نازك الملائكة، شارك الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، في الاحتفال الذي أقيم بالعاصمة العراقية بغداد، مع كوكبة من الشعراء والنقاد والمثقفين والأدباء، كما شرف حفل الافتتاح دولة رئيس الوزراء العراقي المهندس محمد شياع السوداني، ولفيف من الشخصيات والمؤسسات الأدبية والثقافية في العراق، وضمن مراسيم حفل الافتتاح في اليوم الأول، ألقى البريكي قصيدة «نخلة النهرين»، التي كتبها خصيصاً لهذه المناسبة، ولقيت حفاوة بالغة من قبل الحضور والمشهد الثقافي في العراق، ويقول في جزء منها:
فإنْ ذُكِرَتْ في الشعرِ أنثى فإنَّها
فتاةٌ من الفردوسِ تُشْفيكَ بالقُبَلْ
هُنا سَبّحَتْ في دفتري ألفُ نخلةٍ
كما سبَّحَتْ من قبلُ في الخافقِ الجُمَلْ
فإنَّ عراقاً تُكْرِمُ النخلَ أرضُهُ
على حبِّهِ للنَّخْلِ تَحْسِدُهُ الدُّوَلْ
وَمَنْ لَمْ تكُنْ بغدادُ أمّاً لشعرِهِ
فكيفَ على هذي البسيطةِ قَدْ نَزَلْ؟!
وهنا نلمس أسلوب الشاعر التخييلي، فقد استوعب الموقف وجسده من خلال ركائزه البلاغية ومهاراته في التأثير المباشر في المتلقي، كونه وظف مجازاته واستعاراته ولغته الفائقة في التماهي مع الحدث وتجلياته وأهميته في الوجدان الشعري العربي، كون نازك الملائكة رائدة الحداثة، وصاحبة النقلة الأولى في وضع إطار آخر لتطور القصيدة العربية.
وقال البريكي: «سعدت بهذه المشاركة المهمة في هذه الاحتفالية، فالعراق بلد الشعر في صياغاته وتراكيبه وملكاته التعبيرية في الصورة والخيال، مشيراً إلى أنه ألقى هذه القصيدة ووضع لها اسم «نخلة النهرين» كناية عن عذوبة شعر نازك ومدى تأثيره في كل بيئات الشعر منذ أن أطلقت سراحه في محيطنا العربي، موضحاً أن استقبال قصيدته بهذا الشكل من قبل الحضور ووسائل الإعلام في العراق يضعه أمام مسؤولية كبيرة، وأضاف أن مثل هذه الاحتفالات الكبرى برموز الشعر العربي إنما تدل على الوفاء لمن ملؤوا حياتنا بالجمال، وأضافوا للمشهد الشعري بصدق وإخلاص.
