الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أفلام التحريك في «الشارقة القرائي».. صناعة الوعي عبر التذوق  الفني والإنتاج الجمالي

مصمم فنون التحريك الإيطالي برونو بوزيتو (من المصدر)
15 مايو 2023 01:52

إبراهيم الملا (الشارقة)

يعود تاريخ فنون التحريك إلى فترات بعيدة زمنياً، بدءاً من النقوش الهزلية على أواني الإغريق الفخارية، وصولاً إلى الخدع والألعاب البصرية المرافقة لعروض خيال الظل في القرن السابع عشر، وحتى ظهور الصور التفاعلية التي تم إنشاؤها بوساطة الكمبيوتر، أو ما يعرف بـ (CGI) في القرن الحادي والعشرين، وصارت الرسوم المتحركة موجودة في العديد من الأشكال التعبيرية، وتطورت إلى الإنجاز التكنولوجي الذي نراه اليوم.
وشهد مهرجان «الشارقة القرائي للطفل 14» حضوراً مكثفاً ونوعياً لهذا الفن الخاص والديناميكي الجاذب للصغار والكبار معاً، حيث تم تخصيص قاعة كبرى للتعرف على تاريخ فن التحريك، واستعراض العديد من التجارب العالمية والأسماء الرائدة والمؤثرة في هذا السياق، إضافة لتنظيم ندوات وورش عملية ومحاضرات تدريبية للشغوفين بهذا الفن البصري المتنوع شكلاً ومضموناً، إضافة ما يقدمه من رسائل اجتماعية، وأنماط تعليمية تجمع بين التثقيف وصناعة الوعي والتشويق والإنتاج الجمالي والتذوّق الفني.
منصات تفاعلية
وجدنا في قاعة فنون التحريك بمهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل، مجموعة متنوعة من المنصات التعريفية والأخرى التفاعلية المعنية بتسليط الضوء على أهم النماذج الأوربية التي انبثق منها هذا الفن وتطور لاحقاً نحو آفاق مبهرة ليؤسس لمرحلة ثورية في أفلام الرسوم المتحركة، جعلت المهرجانات والمحافل السينمائية الكبرى تهتم بها، وتخصص جوائز لمنتجيها والقائمين عليها من شركات ورسامين ومصممين وكتّاب ساهموا في ولادة أفلام تحريك ذات قوة تعبيرية قادرة على تنمية المدارك الإبداعية لدى الأطفال، وتمتلك في ذات الوقت قيمة معنوية إيجابية وتحفيزية.
ورأينا في المنصة التعريفية بالقاعة استعادة للسيرة الملهمة التي يختزنها الرسام الإيطالي الشهير ورائد فنون التحريك (برونو بوزيتو) الذي يعد من أكثر مصممي الرسوم المتحركة والمخرجين الإيطاليين انتقائية وتأثيراً على الإطلاق بخبرته التي تتجاوز 60 عاماً، وبأسلوبه البسيط الذي يركّز – كما تشير مدوّنة العرض – على المحتوى أكثر من تركيزه على الجماليات، وهو يتناول موضوعات عالمية شاملة، من خلال نهج تعليمي يتميّز بالمفارقات الظريفة والذكية، ما يجعلها مناسبة لكافة الفئات العمرية، وصف النقّاد أعمال الفنان (بوزيتو) بأنها ساحرة واحترافية تجمع بين الرمزية اللاذعة، وبين التهكّم المرّ الذي يصف الأشياء كما هي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©