الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شما بنت محمد بن خالد: رمضان رافد للمخزون الفكري والإنتاج الإبداعي

شما بنت محمد بن خالد تعتبر رمضان شهراً للمطالعة والقراءة (من المصدر)
2 ابريل 2023 02:45

هويدا الحسن (العين)

رمضان شهر الخير والعبادات يحتل مكاناً خاصاً في قلب كل مسلم، لما يحمله من روحانيات تميزه عن باقي أوقات السنة، ولارتباطه بطقوس خاصة وذكريات نحملها معنا منذ أيام طفولتنا الأولى، «الاتحاد» التقت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان التعليمية والثقافية، وسألتها عن طقوسها خلال الشهر الكريم وذكرياتها معه.
وكان السؤال في البداية عن ذكريات طفولتها خلال شهر رمضان المبارك، وهل اختلفت أجواء الشهر الفضيل قديماً عن أجوائه في وقتنا الحالي، وما أبرز تلك الاختلافات بين رمضان قديماً والآن؟
وقالت الشيخة الدكتورة شما، إن شهر رمضان له نصيب كبير من ذكريات الطفولة لما لهذا الشهر من قيم روحانية وإنسانية عالية، فقيمة هذا الشهر تكمن في العلاقة الروحية الخاصة بين الإنسان وخالقه سبحانه وتعالى، كما يرتبط أيضاً بالكثير من العادات الخاصة التي يرتبط أغلبها بالعائلة والجيران والأصدقاء، وهو ما يعطي لذكرياتنا خلال شهر رمضان قيمة كبرى تحفر في ذاكراتنا وقلوبنا. ومرحلة الطفولة مفعمة دائماً بالتجارب الأكثر زخماً في شهر رمضان، فما زلت أحمل الحنين لتلك الأيام التي كنا نشارك فيها الأصدقاء والجيران طقوس الشهر الفضيل، وخاصة ما قبل الإفطار من توزيع الهريس وغيرها من عاداتنا التراثية الجميلة المرتبطة برمضان.
وعن الفرق بين رمضان قديماً والآن، أكدت أن التغير حتمي والتطور يحمل معه تغييراً في العديد من العادات والطقوس التي اختلفت عما كانت عليه قديماً، والكثير من العادات الرمضانية التي كنا نعيشها ونحن أطفال تغيرت تفاصيلها أو انتهت وذلك طبيعي، فالحياة تتطور وتتغير معطياتها ولكن تبقى القيمة والسلوك الأهم الذي مهما تطورت الحياة أرى أنه لن يتغير ولن يعوضه شيء وهو اجتماع العائلة خلال أيام الشهر الفضيل، فلا يمكن مهما تطورت وسائل التواصل والاتصال أن تغنينا عن دفء الاجتماع مع العائلة خلال رمضان.

بين الماضي والحاضر
وأضافت الشيخة الدكتورة شما: إذا ما تحدثنا عن الفروق بين الماضي والحاضر، فلابد أن نضع في يقيننا أن كل مرحلة عمرية لها معطياتها التي تعطينا السعادة وما كان يسعدنا أطفالاً يتبدل بأشياء أخرى تسعدنا ونحن في مرحلة عمرية مختلفة ومتقدمة، ومما لاشك فيه أن الأجواء اختلفت عما كانت عليه سابقاً، فحالياً أصبح لقنوات التلفزيون والإنتاج الدرامي مساحة كبيرة في طقوس رمضان، وأيضاً شبكات التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول صار لهما مكان في مفردات الحياة اليومية خلال الشهر الفضيل، وهو ما زاد أحياناً العزلة الفردية، وأثر على التواصل الاجتماعي الواقعي بين الناس.

فرصة للتأمل والقراءة
وعن أبرز طقوسها خلال شهر رمضان، قالت: رمضان يمثل بالنسبة لي فرصة تأملية كبيرة ومساحة أكبر من الوقت للقراءة، فأنا لا أنظر لشهر رمضان على أنه وحده فرصة للتعبد وزيادة التقرب لله، فعلاقتنا بالله وإيماننا به ليست علاقة زمانية ووقتية، بل هي علاقة دائمة، ولابد وأن تكون على نفس القدر والقيمة طوال أيام السنة.
وأكدت أنها تجد في رمضان فرصتين مهمتين، الفرصة الأولى التجمعات العائلية والإنسانية، والفرصة الثانية هي الانفراد بالذات للتأمل والتحاور معها وإعادة ترتيب الذات داخلياً بعد مشاغل أحداث عام طويل. وعن ممارستها الكتابة خلال رمضان، قالت: كما أشرت أن مساحة التأمل تزداد مما يساهم في انفتاح العقل على المزيد من الأفكار المجردة التي تتم ترجمتها بعد ذلك إلى مقالات وأطروحات أو محاضرات تقدم، ولذلك يمثل رمضان رصيداً من المخزون الفكري ويعتبر رافداً للإنتاج الإبداعي فيما بعد. وعن الأعمال الدرامية التي تحرص على متابعتها خلال شهر رمضان، قالت: أتابع ما يسمح الوقت بمتابعته وما قد يضيف لي قيمة معرفية وفكرية جديدة، وهناك الكثير من الأعمال التلفزيونية القديمة ما زالت عالقة في الذاكرة لما كانت تمثله من قيم إنسانية أثرت فينا، ولكن للأسف في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالكم سابقاً على الاهتمام بالمحتوى مما أثر في الجودة الفكرية والتمثيلية للأعمال الدرامية.

رمضان أجمل في الإمارات
وعن المكان الذي تفضل قضاء شهر رمضان فيه، أكدت أنه لا يوجد مكان يمكن أن يغنيها عن الوجود في الوطن الحبيب خلال رمضان، فنحن نبت هذه الأرض الطيبة ولا يمكن أن نجد روعة هذه الأجواء الرمضانية الجميلة بعيداً عن أرض الوطن. وعن الكتب التي تناولت أجواء شهر رمضان ومازالت عالقة بالذاكرة، قالت: هناك الكثير من الكتب التي تعلق بالذاكرة، وكل كتاب قرأته خلال شهر رمضان ارتبط في ذاكرتي بأجواء الشهر الكريم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©