عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية بعنوان «مقام الحب أسمى»، أحياها الشاعر الدكتور محمد سعيد محمد العتيق والشاعرة منى حسن، وأدارها الشاعر محمد إدريس.
وفي تقديمه، قال محمد إدريس إن محمد سعيد العتيق شاعر سوري، له ست مجموعات شعرية منشورة، وعضو لعدد من اتحادات الكتاب والجمعيات الأدبية العربية وحاصل على جوائز أدبية عدة، أما منى فهي شاعرة سودانية وعضو أيضاً لجمعيات أدبية عدة، وحاصلة على تكريمات عدة، وشاركت في مهرجانات عربية متعددة.
وافتتح القراءات الشعرية في الأمسية الشاعر محمد العتيق الذي قرأ قصائد عدة من دواوين شعرية عدة لخصت مجمل تجربته الشعرية، وبدا فيها شاعراً متمكناً من ناصية القول الشعري الأصيل، وصاحب إيقاع شعري جميل، يراوح فيه بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، وأظهر بشكل خاص قدرة على اقتناص الصورة الشعرية البديعة، يقول من قصيدة «فاتحةُ الغيابِ»:
وأنا أودِّعُ/ صحبَةَ الفجرِ الرقيقِ/ دونَ اهتمامٍ/ للمسافةِ والطريقِ/ دونَ انتباهِ العابرينَ/ لأدمعي/ وتدافعِ الأمواجِ/ في الصخرِ العتيق/ِ يمَّمتُ أشرعتي/ ومائي مُتعبٌ/ يمَّ السماءِ/ أدورُ/ أبحثُ عنْ رفيق!/ وأنا أسلِّمُ/ رايةَ الأقدامِ للغُصنِ/ المحاصرِ بالرياحِ وبالحريقِ !/ لأطيرَ خلفَ فراشةٍ/ تسعى لغفوتها/ لعلَّ البابَ يُفتحُ بعدَ ضيقِ.
ذوق صوفي
الشاعرة منى حسن تبدو في أشعارها كأنما سكنت «مقام الحب» ولم تخرج منه يؤازرها في ذلك ذوق صوفي أصيل أنجدها به تراث الخلاوي والتكيات السودانية فعرفت ألواناً من التصوف الذي لا تنتهي معانيه ودلالاته، ففي ذلك البحر الهائل تسبح الشاعرة يميناً وشمالاً مع تفريعات معنوية على الحب وحكايات عاشقين تجاذبت روحاهما في عالم الأسرار وائتلفتا قبل أن يلتقيا في عالم الشهادة التي أصبحا فيها كوناً واحداً متحداً بعد أن التقيا، تقول منى حسن من قصيدة «كان درويشاً»:
ليس يشكو جورَ ما آلمهُ/ أو أنا أشكوه ما يؤلمني/ إنما سرٌ سرى في روحهِ/ صادفَ السرَّ الذي يسكنني/ كانسكابِ الضوءِ في وجهِ الدُّنا/ جاء وحياً بالجوى يسكبني/ وتجلى في يقيني مبصراً/ جمرةَ المعنى التي تُوقدني.
