عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
يستلهم الفنان المغربي بشير الدمناتي (82 سنة) أعماله الفنية من مفردات بصرية ذات بعد حداثي معاصر، وله فلسفته الخاصة في صياغة أعماله الفنية برؤى وأسلوب فني يقوم على إظهار الشكل الهندسي بكتل لونية بألوانٍ فاتحة، ليعطي العمل الفني ما يستحق من العمق التجريدي بدلالات ومعانٍ تغرف جماليتها من المدرسة الحداثية في التشكيل المغربي المعاصر.
في معرضه الأحدث والمقام في رواق دولاكروى التابع للمعهد الفرنسي بمدينة طنجة، يعرض بشير الدمناتي أحدث أعماله الفنية تحت عنوان «ولادة متجددة»، وهو معرض يقدم فيه الفنان 41 لوحة من أعماله إلى جانب بعض منحوتاته ذات الأحجام والمواضيع الفنية المختلفة. تتميز أعمال الفنان البشير الدمناتي بدقتها الفنية وبمسحة الشاعرية الدالة على علو كعب هذا الفنان والتي تخاطب وتستفز مختلف الحواس، حيث إن قوة الألوان تسهم في إرسال رسالة الفنان إلى المتلقي وتجعله يطرح الكثير من الأسئلة.
وخلال افتتاح المعرض، قال الناقد الجمالي الفرنسي المعروف بيير باسكال: إن أعمال الفنان تحضنا على إعادة ابتكار نظرتنا في الفن وفي أعمال هذا الفنان، أعمال تتلاعب بتوجهات الأبعاد ومعانيها، ذهاباً نحو خلخلة كل الحواس، حسب العبارة الأثيرة لدى رامبو، في دعوة إلى معانقة المادة – العالم، وصولاً إلى مفهوم «الكل هو الكل» للفنانين الذين لا حدود لهم سوى خيالهم. مشيراً إلى أن المقاربة الإبداعية للفنان بشير الدمناتي هي أيضاً لقاء بين الحواس والعقل.
وأشار الفنان بشير الدمناتي إلى أنه ما زال يرسم ويبدع أعماله في سن الـ 82 من العمر، وأنه واحد من أربعة فنانين مغاربة كبار لهم التوجه نفسه والرؤية الجمالية نفسها، وهم رواد الفن التشكيلي في المغرب: محمد المليحي، محمد أطاع الله، محمد شبعة، مؤكداً أن أعماله التي يرسمها اليوم تولدت أفكارها في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وأضاف أن أعماله تنتمي إلى مدرسة الفن التجريدي الهندسي التي يعتبرها بعضهم من أسهل المدارس، لكن هي، على العكس من ذلك، تعتبر من أصعب التوجهات الفنية، وأكد الفنان بشير الدمناتي أمام زوار معرضه أن أعماله تنتمي إلى ما يسمى الفن التجريدي الهندسي وفن النحت التجريدي، وهي قادرة على عبور الزمن.
