الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إشراقات الألوان في لوحات مصطفى الفقير

مصطفى الفقير في معرضه (من المصدر)
11 فبراير 2023 01:53

محمد نجيم (الرباط)

تنبني الرؤية الجمالية للفنان المغربي مصطفى الفقير، على استدعاء أيقونات وصور من ذخيرة التراث البصري المغربي، كالرموز والعلامات والدوائر والأوشام، وكل ما تختزنه ذاكرته من أشكال وصور وألوان سكنت خياله في مرحلة الطفولة، التي عاشها في مدينة مراكش الزاخرة بكثير من العناصر التي تحث على الإبداع. في معرضه المقام بمدينة مراكش، لاحظنا لوحات الفنان مصطفى الفقير التي تلتصق أعماله وألوان لوحاته بالمعيش الشعبي المغربي، وهو الذي يقول إنه تأثر بأعمال الرسام العالمي بيكاسو، كما تأثر بلوحات الفنان المغربي العالمي الشهير عباس صلادي، المثقلة بروحانياتها وغرائبيتها، قبل أن يحفر تجربته الخاصة التي ميزته عن غيره من الفنانين، سواء داخل المغرب وخارجه، لأنه يستقي مفرداته الجمالية من واقع الحال، ومن ما تراكم في ذاكرته من أشكال ورموز مغربية أصيلة.
تجربة الفنان مصطفى الفقير، كما وصفها الناقد الجمالي شفيق الزكاري، خلال افتتاح المعرض، تعيد النظر في مفهوم العصامية، لأنها عصامية عالمة، تِقنيًا ومرجعيا، بمقتضيات العناصر المُكونة للأيقونة الفنية، لأنها من الذاكرة الجماعية التي ينتمي إليها من جهة، ولأن الذاكرة الجماعية في حد ذاتها تعتبر خلاصة لتسجيل تراكمات ثقافية وتراثية وفنية… في الزمان والمكان «فإذا كان الرمز والعلامة هما العنصران المهيمنان بصرياً على سند اللوحة، فإن اكتساحهما لفضاء الاشتغال على شكل فسيفساء هو جزء من اهتمام الفنان مصطفى الفقير، بصيغة مختلفة لما تم طرحه كقضية هويَّة في بدايات الستينيات على يد الفنانين المغربيين الجيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي، في اتجاه البحث عن الذات والهوية ولأجل الانسلاخ عن الهيمنة الغربية على الموروث الثقافي والفني المغربي الأصيل، لكن المفارقة التي يطرحها الفنان مصطفى الفقير في تجربته حالياً، هو أن اهتمامه بهذه العلامات والرموز هي من باب ما هو تشخيصي وليس ما هو تجريدي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©