الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح النسخة الـ7 من «إكسبوجر»

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح النسخة الـ7 من «إكسبوجر»
9 فبراير 2023 19:45

الشارقة (الاتحاد) 
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أمس، افتتاح النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في الفترة من 9 ولغاية 15 فبراير الجاري، وذلك في مركز إكسبو الشارقة.

100 مصور
يضم المهرجان أكثر من 100 مصور عالمي، يعرضون على مدار 7 أيام 1794 صورة في 68 معرضاً فردياً وجماعياً، متيحاً الفرصة أمام الجمهور من شرائح المجتمع من عشاق التصوير، سواء المحترفين أو الهواة، للاطلاع والتعرف على تجارب مبدعين وفنانين ومتخصصين في الفنون المرئية، ويفتح المجال أمام العاملين في الصناعات الإبداعية من مصممين وصناع أفلام ومخرجين للتواصل مع نخبة من العاملين في مجال إنتاج المحتوى المصوّر، إلى جانب لقاء قادة فكر وصنّاع رأي من المتخصصين بقضايا حماية البيئة والمناصرين لقضايا إنسانية على مستوى العالم.

فيلم قصير
استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات، تلاه عرض فيلم قصير، يروي قصة الشغف بالتصوير التي رافقت أحد الأطفال منذ صغره، وكيف يقود الإصرار من يعشقون الكاميرا إلى الإخلاص لشغفهم حتى النهاية، حيث يُظهر الفيلم في مشهده الأخير نجاح المصوّر في تحقيق حلمه والوصول إلى منصة «إكسبوجر» التي تتوج مشاهير المصورين بجوائز المهرجان.
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الجلسات الافتتاحية من المهرجان التي تحدث فيها 3 من كبار المصورين العالميين من الضيوف، وهم المصور دان وينتر، والمصورة كارن زوسمان، والمصوّر جيمس بالوغ.

تصحيح الأفكار
وفي كلمة له خلال حفل افتتاح المهرجان، أشار طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى قوة الصورة في تصحيح الأفكار النمطية التي يكرسها الجمهور عن البلدان والأشخاص والأحداث، حيث عرض صورة ساحرة لفارس يستلقي على ظهر خيل على شاطئ البحر، موضحاً أن هذه الصورة في فلسطين، وأنه لم يكن لأحد أن يتوقع ذلك لأن الصورة الراسخة عن فلسطين تتجسد في الظروف الصعبة والقاسية، لكن الحقيقة غير ذلك والصورة قادرة على إكمالها.

وتطرق طارق سعيد علاي إلى الرسالة التي تحملها الصورة، وقال: «إن تأمُّلنا للصور يعين على استكمال تصورنا للأمكنة والحقائق، ويؤكد لنا أن للحياة مكاناً وسط الظروف القاسية، وأن الجمال في كل مكان من حولنا، ومهمتنا أن نراه ونعيشه. وتتمثل رسالة فن التصوير التي يرسخها المهرجان، بأن الصورة قادرة على إعادة إيجاد الوقائع في الذهن والمخيلة، وعلى ترتيب الأولويات الإنسانية».
وكشف مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة عن أهداف المهرجان منذ النسخة الأولى، قائلاً: «مع الأحداث المتغيرة التي يمر بها العالم، نأتي إلى (إكسبوجر) لنستذكر حقيقة أن الجمال لا يزال موجوداً على الرغم من الفوضى، وهذا هو هدفنا منذ اليوم الأول. وما يجعل هذه المسيرة دائمة ومستدامة هي رؤية الشارقة ورسالتها الراسخة التي رسمت لنا الطريق، وما يقرب منا هذه الأهداف هو موقفنا من الإبداع الذي يحمل القيم النبيلة والمعاني السامية، فنحن ندعم الإبداع المسؤول الذي يلتزم بواجبه تجاه البشرية، فيحمي قدرتنا على الدهشة، ويزرع في القلوب الشعور بالأمن والأمل».

رحلة «أبولو 11»
من جانبه، قال المصور دان وينترز: «لقد بدأت بالتصوير في مجال الصحف والمجلات التي كنت أحبها، وهذا ما قادني للاحتراف ولتوثيق وتسجيل أحداث كبيرة من مسيرة الإنجازات، فقد صورت مشروع هبوط مركبة أبولو 11، وواجهنا في ذلك المشروع تحدياً كبيراً، حيث تجاوزنا الميزانية المخصصة، وأخبرني رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوفراغيك أمراً بقي صداه معي، حين قال: كيف يمكننا أن نتوقع من القارئ القيام برحلة إذا لم نقم بها بأنفسنا أولاً؟». 
وأضاف: «بعد 3 أعوام سيحتفي فن التصوير بمئويته الثانية، وأشعر بالقلق من ضياع أرشيف العالم من الصور، بعدما أصبح الجميع يحتفظون بما لديهم من صور فوتوغرافية في أجهزة الحاسوب، ما يجعل نحو 50 مليار صورة يتم التقاطها سنوياً في عصرنا الحالي، معرضة للضياع بفعل الاقتصار على تداولها افتراضياً عبر الوسائط الحديثة، بدلاً من طباعتها كما كان يحدث في السابق، فإلى أين سيفضي بنا هذا الطريق، وهل سيؤثر على الدور الرئيس للتصوير في عملية التوثيق».
وقال المصّور الذي يعرض لجمهور «إكسبوجر» صوراً لشخصيات سياسية ورياضية وفنية معروفة ومؤثرة: «على الرغم من محبتي لمشاريع تصوير البورتريه، إلا أن شغفي كان دائماً تصوير الرحلات إلى الفضاء منذ انطلاق رحلة أبولو لاستكشاف سطح القمر في ستينيات القرن الماضي، لذا أنا ممتن للتصوير لأنه أخذني إلى أماكن بعيدة، ولم أكن أتخيل أن أكون جزءاً من مهمة أبولو عندما كنت في السابعة من عمري».

«قوتي الخارقة»
بدورها، تحدثت المصورة العالمية كارن زوسمان خلال عرضها لأعمالها في حفل الافتتاح، وقالت: «دخلت إلى عالم التصوير في وقت متأخر من حياتي، وقادتني تمارين التأمل إلى ميانمار، حيث شهدت حوادث مريعة لتهريب الأطفال وإدخالهم إلى سوق العمل بشكل غير قانوني. وخلال بحثها عن طريقة لجذب الانتباه العالمي نحو هذه القضية، أدركت حاجتها لتوثيق ما يحدث بصرياً، واتخذت لنفسها مبدأ (لتكون راوي قصص مؤثرة يجب أن تكون مصوراً)، حيث أسهمت صورها القوية بتسليط الضوء على قضايا الأطفال، ثم اختارت دولة كوبا للعمل على مشروعها التالي».
أما مشروعها «قوتي الخارقة»، فقد لاقى استحساناً عالمياً، حيث عملت على تصوير وتوثيق لوجوه الأطفال في أماكن مختلفة في الحدائق والشواطئ، ونجحت في نسج صداقة معهم وسمحوا لها بتصويرهم ونقل تعابير وجوههم أثناء الفرح والحزن، وفي أوقات اللعب والتأمل. عرفت أن احتراف التصوير كان نقطة تحول في حياتها، ودفعتها بعض الصور التي التقطتها حول قضايا الطفولة إلى إنشاء مؤسسة غير ربحية تساعد الأطفال على الالتحاق بالدراسة، والتعرف على مواهبهم التي تؤهلهم للمستقبل.

«التكتونيكس البشري»
وأكد المصوّر العالمي جيمس بالوغ أن عالمنا يشهد فائضاً من المعلومات، وقصوراً في الانتباه، وشدد على أن المصورين قادرون على استخدام العمليات العقلية والإدراكية لمساعدة الناس على الانتباه إلى ما يدور من حولهم من خلال السرد القصصي البصري.
وتحدث عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة خلال عرضه لأرشيف الصور المستوحاة من الطبيعة، وأشار إلى أن الخلفية العملية التي جاء منها حفزته على استكشاف ظاهرة «التكتونيكس البشري». وقال: «يمتلك البشر القدرة في التأثير على سطح الأرض وطبقتها الخارجية، فكما تؤثر البراكين والزلازل على طبوغرافيا الأرض، يتسبب الإنسان بشكل مباشر بظواهر مثل التصحر والجفاف والتهديد بانقراض المزيد من الحيوانات التي لم تعد قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية». وعرض المصور مجموعة صور لحرائق الغابات وذوبان الجليد، بفعل تأثيرات الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض وتأثر طبقة الأوزون بالانبعاثات الكربونية، وهو المشروع الذي يعمل على تصويره بكاميرات وأجهزة خاصة منذ 17 عاماً.

فنون التصوير
وبعد حفل الافتتاح، تجوَّل سمو نائب حاكم الشارقة في أروقة وأجنحة المهرجان، واطلع على المشاركات المعروضة، وملتقياً المصورين المشاركين في المهرجان، حيث استمع سموه إلى شرحٍ مفصل عن مختلف الصور المشاركة والأعمال المعروضة منهم، كما تعرف سموه على الجوانب الفنية والتقنيات المستخدمة في الصور. وزار سموه أجنحة الجهات المشاركة والراعية التي تقدم مشاركات متنوعة تحاكي فنون التصوير ورسالته، وتدعم المصورين الشباب في مختلف المناسبات والمبادرات.
وشهد حفل الافتتاح بجانب سمو نائب حاكم الشارقة، كل من الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية، وجمع من المصورين العالميين وهواة التصوير والإعلاميين.

برنامج الفعاليات
يشتمل برنامج المهرجان على 41 ندوة وجلسة نقاشية يشارك فيها كبار مصوري العالم، وفعاليات تعليمية وترفيهية تستضيفها «المنصة X» لتعزيز تفاعل الجمهور مع المهرجان، و63 ورشة عمل تفتح أمام هواة ومحترفي التصوير فرص اكتساب مهارات وخبرات إضافية في التقاط الصور في مختلف الظروف والأماكن باستخدام أحدث التقنيات والاستفادة من تجارب محترفي التصوير الفوتوغرافي ورحلاتهم وتجاربهم التي أثروا من خلالها فن التصوير.
ومن الفعاليات الرئيسة التي ينظمها المهرجان «القمة البيئية» التي تركز في هذه الدورة على التغير المناخي ودور التصوير الفوتوغرافي في توثيق تحولات المناخ على كوكبنا، فيما تتاح الفرصة لهواة اقتناء الصور من خلال قسم «سوق الصور» في المهرجان. كما يشهد عدداً من حفلات توقيع الكتب، وحفل توزيع الجوائز، و«المعرض التجاري» الذي يسلط الضوء على مجموعة من أحدث معدات التصوير التي تساعد المغامرين والهواة والمحترفين على تطوير مشاريع تصوير بتقنيات جديدة تناسب مختلف أغراض التصوير الفوتوغرافي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©