عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
ضمن فعالياته الثقافية الساعية إلى ترسيخ الثقافة، والاحتفاء بجديد الإصدارات الأدبية، نظم النادي الثقافي العربي بالشارقة، مساء أمس الأول، ندوة نقاشية حول رواية «نقوش مسوفية» للكاتب الموريتاني يبَّ بن باب حسن، قدم فيها الناقدان عبدالفتاح صبري وإسلام بوشكير رؤى نقدية حول الرواية، كما تحدث فيها الكاتب عن أجواء روايته، وأدار الجلسة الإعلامي محمد ولد محمد سالم، وذلك بحضور الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي.
الناقد عبدالفتاح صبري في نقاشه للرواية، ثمّن جرأة الكاتب في اقتحام عوالم روائية واجتماعية بهذا التوسع والكم وقدرته على إمساك الخيط حتى النهاية، ولكنه أخذ على الكاتب كثرة الشخصيات في الرواية، والتي كان يمكن اختزال بعضها، وكذلك طغيان السارد العليم، إضافة إلى ملاحظات أخرى حول طريقة البناء السردي، مشيراً إلى اعتماد الكاتب على أسلوب جزل أعاق السرد في بعض الأحيان.
أما الناقد إسلام بوشكير فقد توقف عند قدرة الكاتب على استخدام اللغة العربية الأصيلة وسعيه وراء الوصف والاستعارة والترادف الجملي، وقال إن هذا كله جميل، ويدل على براعة الكاتب الأسلوبية، ولكنه في الرواية يصبح عائقاً أمام حركة السرد وسلاسة الأحداث التي تتطلب في العادة لغة حية سريعة وجملاً وصفية قصيرة تلاحق سرعة الحدث وتنقلها. كما توقف بوشكير أيضاً عند بناء الشخصيات، مشيراً إلى أن الشخصية ينبغي أن تقدم أثناء تلبسها بالحدث وليس خارجاً عنه، وأن تكون صفاتها الخاصة نابعة من الحدث ومما يتطلبه، كما عرّج على الزمن والمكان في الرواية وطرق بنائهما، وثمن بوشكير كون رواية «نقوش مسوفية» عرفته بمنطقة نائية من مناطق المغرب العربي، ما تزال مجهولة لدى كثيرين، وأثارت فضوله للقراءة عنها.
الكاتب يبّه باب حسن تحدث عن أجواء الرواية مشيراً إلى أنها ترصد مجتمع مدينة ولاتة تلك المدينة التاريخية التي تأسست في حدود القرن الثاني الهجري، ومرت عليها أعراق بشرية وحضارات إنسانية، وتركت كلها آثاراً انصهرت في المدينة لتشكل غناها وتنوع مشاربها وتقاليدها وعاداتها. ويتناول الكاتب ذلك المجتمع في حقبة حرجة هي حقبة الاستعمار الفرنسي لموريتانيا، وجهود المجتمع في مقاومته وما يثيره ذلك من صراعات وتناقضات وتضحيات.
الندوة النقاشية حضرها جمع من الكتاب والأدباء والصحافة، وأثريت بمداخلات وتعليقات ترسخ الثقافة، وتكرس النقد، وتخدم الأدب.
