عدد اليوم
أحمد شعبان (القاهرة)
شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، تحت شعار: «على اسم مصر»، و«معاً نقرأ، نفكر، نبدع»، وبمشاركة 53 دولة، و1047 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية.
وتحل المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتم اختيار الكاتب صلاح جاهين ليكون شخصية المعرض هذا العام، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الدورة من خلال الكثير من دور النشر والمؤسسات الثقافية، منها: دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مُمثلة بمركز أبوظبي للغة العربية، وهيئة الشارقة للكتاب، والأرشيف والمكتبة الوطنية، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالإضافة إلى العديد من دور النشر الإماراتية.
«الاتحاد» قامت بجولة في بعض أبرز الأجنحة الإماراتية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، للوقوف على أنشطة وفاعليات المؤسسات الثقافية المحلية خلال هذه الدورة.
الأرشيف والمكتبة الوطنية
وقالت الدكتورة حسنية العلي، مستشار البرامج التعليمية بالأرشيف والمكتبة الوطنية، إن الأرشيف والمكتبة الوطنية شارك على هامش معرض القاهرة للكتاب بندوة بعنوان «التراث والهوية العربية في عصر الرقمنة.. الفرص والتحديات» بمشاركة من كل من الجانب الإماراتي والجانب المصري، وقد تناولت قضايا الثقافة والتراث وأبرز التحديات والتوصيات القائمة بهذا الشأن.
ولفتت مستشار البرامج التعليمية في تصريح خاص لـ«الاتحاد» إلى مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في المعرض بمجموعة متميزة من الندوات والمحاضرات، موضحةً أن منها مشاركة في المنصات الرئيسية لمعرض الكتاب بثلاث محاضرات هي: «الفكر الاستراتيجي للشيخ زايد»، و«المكتبات الوطنية ودورها في بناء اقتصاد معرفي»، و«لطائف العمران».
ويقدم الأرشيف والمكتبة الوطنية خلال جناحه فعاليات عن تاريخ دولة الإمارات وفكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأتاح في المعرض ركناً تعليمياً من خلال برنامج تدريبي مهني مستمر. وأكثر من 8 ورشات يومية للأطفال تتنوع ما بين «صورة ومعلومة»، و«ورش قرائية»، و«العب معنا»، وورش تعزز العلاقات الثقافية بين الإمارات ومصر، وورش تتعلق بالخط العربي. وأشارت العلي إلى أن الهدف من تنوع المحاضرات وجود عناصر جذب لفئات عمرية متنوعة وتحفيزهم بالجوائز، وتقديم ندوات للمفكرين والباحثين والمهتمين بالموضوعات الثقافية المشتركة. ونوهت إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يقدم خلال هذه الدورة مجموعة كبيرة من الإصدارات التي تم إطلاقها قبل افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن أهمها التعريف بمبادرات «كتاب الخمسين» وهي أداة من الأدوات التعليمية التي تم إطلاقها من خلال الأرشيف والمكتبة الوطنية مع طلبة مدارس الدولة، لإعداد كوكبة من الكتاب الموهوبين في الكتابة ومنحهم الأدوات التي تدعمهم للكتابة عن تاريخ دولة الإمارات.
وأضافت: يأتي ذلك مع التركيز على الموضوعات المتعلقة بالاستدامة باعتبار 2023 عام الاستدامة. وبالتالي فمن الأهمية أن تكون الاستدامة في فكر الطلبة وإبداعاتهم الكتابية، مشيرة إلى أنه يتم التعريف بهذا المشروع في معرض الكتاب باعتبار أن المشروع تجربة فريدة من نوعها من خلال تقديم باقة من الطلبة المبدعين في الإمارات وتأهيلهم للكتابة والإبداع حتى تتاح لدينا منتجات قصصية تظل في ذاكرة الوطن، وتشتمل في محتواها على الوثائق والصور والأرشيف المتاح لدينا.
«أبوظبي للغة العربية»
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ينطلق تحت شعار «على اسم مصر» معرض ريادي ومؤثر، ومعظم دور النشر والمؤسسات المعنية بالكتاب تحرص على المشاركة في هذا المعرض الذي يعد منصة مهمة لصناعة الكتاب وللصناعات الإبداعية بشكل عام.
وأضاف بن تميم، في تصريح خاص لـ«الاتحاد» على هامش المعرض، أن مركز أبوظبي للغة العربية يحرص على أن تكون مشاركته في الدورة الـ54 بفاعليات مرتبطة بالكتاب، سواء كانت ندوات أو حفلات غنائية أو عرضاً لبعض المنتجات الإبداعية، مشيراً إلى أن المركز يتعاون مع معظم المؤسسات الثقافية في مصر ومنها مجمع اللغة العربية والمؤسسات المنظمة لمعرض الكتاب. وأكد بن تميم أن مشاركات المركز مع المؤسسات الثقافية المصرية متصلة بتعزيز الشراكات الثقافية الإماراتية والمصرية، وللاحتفاء بمرور 50 عاماً على العلاقات بين البلدين، منوهاً إلى إعداد برنامج متكامل لحفل غنائي من مختارات أغاني «كوكب الشرق» أم كلثوم، يطلق من خلاله الكتاب الذي صدر من المركز، بالإضافة إلى اختيار مجموعة من أشعار أبي الطيب المتنبي، في حفل بعنوان: «بين أبي الطيب وأحمد شوقي، أشعار أحبها الشيخ زايد»، بقصر قبة الغوري.
ولفت إلى أن التعاون بين المثقفين والمؤلفين الإماراتيين والمصريين حاضر وبارز في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ويعطي زخماً كبيراً من خلال إطلاق الكتب والمؤلفات بين دور النشر في كلا البلدين.
وعن الجديد الذي سيقدمه المركز في هذه الدورة قال بن تميم: سيقدم العشرات من الإصدارات المترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وإطلاق الكتب الصوتية، ومؤلفات وإصدارات جديدة من خلال مشروع «كلمة»، بالإضافة إلى استقطاب المزيد من الناشرين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقبل.
«الإمارات للدراسات والبحوث»
وحول مشاركة جناح مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في معرض الكتاب يقول عبدالله الساعدي، المسؤول عن جناح المركز، إن المركز يحرص على المشاركة في المحافل الثقافية وخاصة معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ تأسيسه، والذي يعد من أكبر المعارض في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المركز لديه أكثر من 1300 إصدار في شتى المواضيع التي تتعلق بالسياسة والطاقة والاقتصاد، وكذلك فيما يخص دولة الإمارات والدول العربية بشكل خاص وما يتعلق بالعالم بشكل عام. وأوضح الساعدي، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن المركز يتميز بعرض منتجات ومؤلفات تدعم الباحثين، بالإضافة إلى عرض مشروع «مفكرو الإمارات» وبصمة معرفة وهو محتوى مرئي يقدم بعقول إماراتية، وإضاءات فكرية وهي عبارة عن مقالات متنوعة في مجال المركز يقدمها بعض من المفكرين الإماراتيين.
ولفت الساعدي إلى أن قطاع الدراسات في المركز يتميز بإصدار قراءات تحليلية متاحة للجمهور على الموقع الإلكتروني، بالإضافة إلى منتجات ثقافية أخرى تهدف لدعم الباحثين. وكذلك مكتبة الاتحاد التي تشتمل على عدد كبير من المصادر الإلكترونية والورقية التي تهم الباحثين ويمكن الاستفادة منها في أي مكان من خلال الموقع الإلكتروني، مشيراً إلى برنامج التوثيق الخاص بالمركز وهو أول برنامج عربي لتوثيق الهوامش لدى أصحاب البحث العلمي.
وبدوره قال عبدالله الكعبي، ممثل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بمعرض الكتاب، إن المركز يشتمل على قطاع قواعد البيانات والتحليل، وهو مهتم بالرصد الإعلامي على مستوى العالم، وتحليل جميع الأحداث الجارية، ونقل وجهات النظر وتوفيرها للجمهور ولأصحاب القرار. وأشار الكعبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن المركز يقدم بعض الخدمات للجمهور مثل الأخبار المجتمعية والأخبار التي يتم رصدها على مدار الـ24 ساعة والتي تتاح للجمهور عن طريق خدمات التواصل الاجتماعي وتطبيق الواتساب، وكذلك توفير القراءات التحليلية للأحداث مثل الانتخابات الأميركية.
هيئة الشارقة للكتاب
ومن جانبه قال فاضل حسين أحمد، مدير مكتب هيئة الشارقة للكتاب والمسؤول عن جناح الهيئة بالمعرض، إن مشاركة هيئة الشارقة للكتاب مستمرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب باعتباره من أهم المعارض في الوطن العربي وغنياً بتراثه ومفكريه وأدبائه، وكذلك بتنوع دور النشر المشاركة فيه، مؤكداً أن مصر لها دور كبير في صناعة الثقافة في الوطن العربي.
وأكد مدير مكتب هيئة الشارقة للكتاب لـ«الاتحاد» حرص الهيئة على التواجد بين هذه النخبة الثقافية وفي هذا العرس الثقافي، وذلك لنقل صورة متميزة عن الثقافة الإماراتية والإنتاج الفكري والأدبي للأشقاء في مصر، لافتاً إلى أهمية الالتقاء بالمفكرين والناشرين والترويج للدورة المقبلة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن جناح الهيئة يعرض الأجزاء الـ36 للمعجم التاريخي للغة العربية، الذي يلقى رعاية وعناية خاصة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ونوه فاضل إلى أن جناح الهيئة يعرض بعض الإصدارات لدور النشر الإماراتية وأهمها منشورات القاسمي الخاصة بالإصدارات والإنتاجات الأدبية والفكرية لصاحب السمو حاكم الشارقة، بالإضافة إلى بعض الكتب المختلفة والمتنوعة في المجالات الثقافية والمسرحية لدور نشر أخرى، وكتب الأطفال، وبعض الكتب التي تعكس ازدهار المشهد الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
