الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد المر: تشجيع القراءة مسؤولية مشتركة ومتكاملة

محمد المر: تشجيع القراءة مسؤولية مشتركة ومتكاملة
2 فبراير 2023 21:12

نوف الموسى (دبي)
جاءت الآلية التنفيذية لتشجيع القراءة في المجتمع، كأحد المحاور الرئيسية للجلسة النقاشية «قصة مكتبة - ما بين رفوف المعرفة»، بمشاركة معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب لعام 2023، وأدار فيها الإعلامي مروان الحل، مدير الأخبار والبرامج الاقتصادية بمؤسسة دبي للإعلام، أبرز التساؤلات الجوهرية حول التحولات المعرفية لماهية تاريخية المكتبات في مدينة دبي، والبنى العلمية لمنهجية صناعة المحتوى العربي والتحديات الآنية لطرق إيصاله لأبناء الشعوب والبلدان العربية.

والاستراتيجية الوطنية لدعم وإثراء اللغة العربية في دولة الإمارات، والإمكانية المهنية لإعادة النظر في كيفية إدارة مضامين الأرشيف الوطني في البلدان العربية.
وأكد معالي محمد المر، أن القراءة، هي إدراك قائم على وعي مجتمعي متكامل، كونها عملية معقدة وذات أبعاد مختلفة، تستدعي تضافر الجهود من مختلف فئات المجتمع، على مستوى القيادات التربوية والمجتمعية والإعلامية، مواكبة مع وضوح الرؤية الوطنية للقيادة الرشيدة من خلال الخطط السنوية التنموية، إلى جانب التشريعات ومن بينها نص قانون واضح فيما يتعلق بالقراءة وأهميتها في البناء الحضاري والثقافي لدولة الإمارات.

وأوضح محمد المر، أن الإشكالية تكمن بشكل أساسي في غياب خطة تنفيذية واضحة المعالم من قبل المؤسسات التعليمية والهيئات العامة المعنية، لترجمة هذا التوجه إلى جعل القراءة أسلوب حياة، في ثقافة ووعي المجتمع، كونها عملية تراكمية مستدامة، لا يُمكن تحقيقها بشكل مؤسسي فردي، دونما تجربة عملية قائمة على المتابعة والقياس، فيما يتعلق بنتائج تلك المؤسسات وطبيعة الشراكات والتعاونات التي من شأنها أن تعزز من قيمة القراءة، باستخدام كافة الوسائل الإبداعية ذات الاهتمام بالوسائط الجديدة، وفهم كامل للعلاقة الإنسانية والمعرفية للشباب والأطفال والأجيال الحالية بمحيطهم الثقافي والاجتماعي. 

وأشار محمد المر إلى أنه في عام القراءة، ضمن أحد الأنشطة الوطنية لدولة الإمارات، شارك بتقديم محاضرة لنخبة من المسؤولين، للحديث عن أهمية القراءة، مبيناً أنه اختار وقتها أن يتحدث عن الخطوات العملية، لإنجاز تفعيل مشروع القراءة في المجتمع، ولفت فيها إلى أهمية المكتبة المدرسية، بأن يكون لها مبنى خاص، وأن يناسب محتواها الفئات العمرية لكل مرحلة، ويرسل أمناء المكتبة إلى دورات خارجية، لإثراء مهنية العمل المكتبي، حيث يرتبط نشاط المكتبة بالدرجات الفصلية للطالب، لضمان تأسيس العلاقة اليومية للطلاب بالمكتبة، وأن تدعمها وسائل الإعلام بمختلف وسائطها التقليدية والجديدة من خلال برامج وأنشطة، تهتم باستقطاب الشباب، وتقدم اللغة من خلال الأدب العربي المعاصر.
 وتابع محمد المر: «في الحقيقة، رجعت لسؤال عن فاعلية الاقتراحات المقدمة، إذا ما تم العمل عليها، وللأسف الشديد وجدت أن الكثير مما ناقشناه لم يتم العمل عليه، ولذلك نؤكد أننا نحن هنا في مكتبة محمد بن راشد، سنسعى للقيام بدورنا، والتواصل مع مختلف فئات المجتمع، لتعزيز حضور القراءة، ولكن مسألة تأصيل العملية تحتاج إلى جهد جماعي ومتكامل». 
  
وأكد محمد المر أن إمارة دبي تمتلك تاريخاً طويلاً في مجال المكتبة العامة، فبعد وصول المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، للحكم في عام 1958، أُسست المكتبة العامة الأولى في عام 1963، أي بعد 5 سنوات، من توليه الحكم، ما يقدم مؤشراً نوعياً على أن التفكير في المكتبات بدأ في وقت مبكر من تاريخ الإمارة الحديث.

وذكر المر أنه خلال دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، شارك في كتابة مقال في الصحافة المحلية، حول أهمية إنشاء مكتبات في الأحياء، بعد التوسع الذي شهدته المدينة، ووقتها قرأ القائمون على شؤون المجلس البلدي المقالة، ليأتي بعدها أمر من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي كان رئيساً للبلدية حينها، ببناء نحو 5 مكتبات في مختلف أحياء دبي، وصولاً إلى المبادرة الأكبر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإنشاء صرح مكتبة محمد بن راشد، ممثلةً تسلسلاً تاريخياً للاهتمام الشعبي والرسمي بالمكتبات العامة. 

وصف محمد المر مسألة «حماية اللغة العربية»، بأنها مشكلة مركبة، فهي ليست لغة دولة الإمارات فقط، بل هي لغة أمة وشعوب يصل عددها إلى نحو 350 مليون نسمة، تتضمن دولاً حضارية أخرى فيها ملايين البشر من العلماء والمبدعين والمواهب، مثل مصر والعراق والجزائر والمغرب وغيرها، وبالتالي فإن تطوير اللغة العربية في المناهج التي تدرس بها اللغة لأبناء هذه الشعوب، ليست فقط مسؤولية الإمارات، التي سعت خلال السنوات الماضية من خلال إنشاء هيئات عامة ومبادرات استراتيجية، وإصدارات متنوعة لمحتوى عربي وتبادل لمشاريع الترجمة وغيرها، للاهتمام باللغة العربية، وعليه فإن الدولة سعت بكل ما تستطيع من إمكانات وكفاءات لتعزيز مكانة اللغة العربية.

وفي المقابل فإن الدور الرئيسي والقادر على تحقيق أثر كبير في مسألة حماية اللغة العربية وتطويرها، يتعين أن تسهم فيه بعض الدول المليونية، الزاخرة هي أيضاً بالعلماء والمبدعين والكتاب، ممن يستطيعون أن يحدثوا نقلة جوهرية، نحو تبسيط اللغة العربية وتقديمها في المناهج وحفظ التراث، وجعلها لغة ديناميكية وحيّة، بحيث يستخدمها أبناؤنا بطريقة لا تشعرهم بالنقص الحضاري والدونية، مؤكداً أن مسألة اللغة العربية وحمايتها ستبقى مسؤولية مشتركة، تستدعي تضافر جهود جميع القيادات والكفاءات العربية.    

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©