الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قلعة ضاية.. معلم تراثي وحضاري في رأس الخيمة

قلعة ضاية.. معلم تراثي وحضاري في رأس الخيمة
5 يناير 2023 00:35

رأس الخيمة (وام)

تعد قلعة ضاية التي تم بناؤها في القرن السادس عشر، واحدة من أهم القلاع التاريخية والمعالم التراثية والحضارية البارزة في إمارة رأس الخيمة خاصة، ودولة الإمارات عامة، حيث تتربع قلعة ضاية على هضبة جبلية، وتحيط بها بساتين النخيل في منظر خلاب يجمع بين الماضي والحاضر، حين تعانق السحب قمم الجبال الشاهقة في المنطقة، مشكّلة لوحة تراثية.
وتتألف قلعة ضاية التي تعتبر القلعة الوحيدة التي لا تزال قائمة على قمة هضبة، من غرفة صغيرة تتضمن مجموعة فتحات محفورة في جدرانها بقصد التهوية وبداخلها سلّم للمراقبة، وقد بنيت من المكونات ذاتها المتوافرة في البيئة المحلية، أي من الصخور الجبلية، بينما بني السقف من سعف النخيل وخشب الجندل، ويحيط بها سور يمتاز بسطحٍ مستوٍ من الصخور والحصى، وفي داخله برجان من الطوب والطين، ولعل ما يستدعي الانتباه في وسط السور، رؤية كميات من الصخور تدل بشكلٍ واضح على وجود مبانٍ مكملة للأبراج.

شامة فخر
وقال أحمد عبيد الطنيجي، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، إن الدائرة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ومتابعة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، قامت بترميم عدد من القلاع والحصون والمواقع الأثرية لتفتح المجال أمام السياح والمهتمين للاطلاع على هذا الإرث الحضاري المتنوع مثل قلعة ضاية التاريخية وغيرها. وأضاف أنه مع تعاقب الأزمنة وتعرض أجزاء القلعة للانهيار، قامت دائرة الآثار والمتاحف، بالتعاون مع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، بمشروع لترميم وتطوير هذا المعلم التاريخي الذي تم افتتاحه للجمهور العام الماضي باعتباره واحداً من أهم المواقع السياحية والتراثية والتاريخية في الدولة.
وأشار إلى أن الكثير من السائحين من داخل الدولة وخارجها يزورون القلعة للتعرف على تاريخها والتجول في أرجائها والتمتع بالمشاهد الطبيعية التي تحيط بها، وإطلالتها المميزة على السهول الخصبة، وبساتين النخيل، والعناق الساحر بين السماء وقمم الجبال الشاهقة هي قصة صمود بقيت فيها القلعة على مر العصور شامة فخر على الوجوه، حارسة للأرض وبساتين النخيل تطل برفعة على مياه الخليج العربي.
وأكد مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة أن «حملة أجمل شتاء في العالم» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في دورتها الثالثة تحت شعار «موروثنا»، تأتي لتبرز هذا العام مقومات الموروث والهوية الوطنية، ومنظومة القيم الإماراتية الأصيلة المتوارثة، والضاربة بجذورها في تكوين المجتمع المحلي، والتي حملها الآباء عن الأجداد، ويتوارثها الأبناء والأجيال اللاحقة، في نسق تلقائي يتسم بالاستدامة، ودعم كامل من مختلف مؤسسات الدولة.

نقطة التقاء الحضارات
أوضح أحمد الطنيجي أن الحملة تسلط الضوء على عدد من المواقع التاريخية والأثرية والسياحية في إمارة رأس الخيمة لتروي للسياح مسيرة تاريخية عريقة، مثنياً على الجهود والتعاون القائم بين الجهات في الدولة التي تهدف إلى تعزيز سمعة الدولة العالمية وجهةً متنوعةً وغنيةً بالمعالم السياحية.
جدير بالذكر أن الإمارات أعلنت عام 2020 إدراج أربعة مواقع أثرية في رأس الخيمة هي: جلفار المدينة التجارية، ومدينة تجارة اللؤلؤ في الجزيرة الحمراء، وشمل، والمشهد الثقافي لمنطقة «ضاية»، على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لـ«اليونيسكو»، حيث يعكس هذا الإنجاز القيمة الحضارية والثقافية للمواقع الأثرية في رأس الخيمة، لما تمثله من نقطة التقاء للحضارات الإنسانية عبر العصور المتعاقبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©