الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان الظفرة للكتاب.. فعاليات مبهجة وإقبال واسع

مهرجان الظفرة للكتاب.. فعاليات مبهجة وإقبال واسع
9 ديسمبر 2022 01:40

سعد عبد الراضي (منطقة الظفرة)

شهد اليوم الرابع من أيام مهرجان الظفرة للكتاب تنوعاً متميزاً في الأنشطة والفعاليات، في مختلف أجنحته، كما عرف إقبالاً كبيراً من طرف الجمهور من مختلف الأعمار، ولقيت الأنشطة الأدبية والفنية تفاعلاً واسعاً، وسط أجواء احتفاء ملهمة مع هذه المناسبة الثقافية الكبيرة في منطقة الظفرة. 

ناشرون: أجواء مثالية وتنظيم دقيق
تشارك في مهرجان الظفرة هذا العام أكثر من 40 دار نشر محلية، «الاتحاد» استطلعت آراء عدد من الناشرين المشاركين للتعرف على رأيهم في المهرجان وما يتميز به عن مهرجانات سابقة. وفي هذا السياق أشاد أحمد محمود، من دار السعادة للنشر والتوزيع، بالجهود التي بذلها المسؤولون عن المهرجان هذا العام والمتمثلة في حسن التنظيم، والدعاية الملائمة التي ساعدت في الحضور الجماهيري الملحوظ خلال الأيام السابقة.
وقال محمد سراج من «المكتبة»: يتميز المهرجان هذا العام عن غيره من المهرجانات السابقة بجودة التنظيم وتنوع الفعاليات والأنشطة خاصة الموجهة للأطفال الأمر الذي زاد الإقبال وعزز كثافة الحضور من الزوار والمهتمين بالكتاب والثقافة والفنون.
وبدوره، أكد زكريا من بيت الكتب، أن المهرجان متميز هذا العام بما يضمه من أنشطة وفعاليات متنوعة، وما عرفه من جودة تنظيمية وإقبال جماهيري كبير.
وتمنى الناشرون لو يمتد المهرجان لأيام أطول نظراً للأجواء المثالية التي يشهـدها هذا العام.

صقل مهارات وهوايات الأطفال
منذ الصباح شهد ركنا الأطفال نشاطاً كبيراً تمثل في مجموعة من الورش الفنية والتعليمية شاركت فيها مجموعة من طلاب مدارس منطقة الظفرة بمختلف أعمارهم.

ومن بين تلك الورش ما قدّمته ياسمين الراوي، باحثة في علوم الذكاء الاصطناعي ومدربة، وحمل عنوان «مستقبل الذكاء الاصطناعي»، وتمحورت مجريات الورشة حول الروبوتات والبرمجة وتعريف النشء بأهمية مواكبة العصر والتطور التكنولوجي من خلال إدراكهم بأن اللغة البرمجية هي لغة العصر.
كما حفل الركنان أيضاً بمجموعة من الأنشطة الفنية التي ترتكز على تعليم الأطفال فنون الرسم والتلوين بمشاركة فريق عمل متخصص هو «مراسمنا». 
كما قدّم فريق عمل شركة (ESI) الذي يضم عدداً من المتخصصين في التعليم والتنمية لمرحلة الطفولة المبكرة، والاحتياجات الخاصة للأطفال الصغار، مجموعة من الأنشطة الفاعلة في تعليم القراءة وغيرها، وعن هذا تقول هلا الجشي من الشركة: يقدم فريقنا مجموعة من الأنشطة التي تنمّي مهارات الأطفال في القراءة، وتقربهم من الكتاب ومختلف الفنون بشكل علمي، وفي أجواء من البهجة والسعادة والعمل المشترك بين المدربين والطلاب.

احتفاء بالشاعر محمد بن سعيد الرقراقي
احتفت الأمسية الثالثة من برنامج «أصوات حبّتها الناس»، الذي يحتفي برموز الشعر النبطي ونجوم الطرب الإماراتي وإرثهم من الأعمال الفنية والأدبية والشعرية، بالشاعر الإماراتي محمد بن سعيد بالرقراقي. وقدم الأمسية الإعلامي حسين العامري، بمشاركة الشاعر والباحث التراثي الإعلامي عبيد بن قذلان المزروعي، والشاعر الفنان بخيت المرر، والمطرب محمد الماس بمشاركة الفنان الإيقاعي عبدالله البلوشي. 

رمز القصيد 
وتحدث الشاعر والباحث التراثي عبيد بن قذلان المزروعي عن سيرة ونشأة الشاعر محمد بن سعيد بن جاسم الرقراقي المزروعي، ووصفه بأنه غني عن التعريف، فلديه الكثير من المشاركات والعديد من الإنجازات الأدبية. 
وأضاف أن الشاعر ولد في عام 1935 في «ليوا» وحظي بالنشأة في بيئة شعرية بحتة في منطقة «حمرور» بالقرب من خنور وسمع قصائد شعراء المناطق التي تنقل فيها منذ نشأته، وقد تأثر بشكل كبير بوالده الراحل سعيد بن جاسم الرقراقي الملقب بـ«راعي الملحة» وهو شاعر كريم من كبار شعراء منطقة الظفرة. 

مجاراة خفية
وبين عبيد بن قذلان أن الشاعر بدأ في كتابة القصائد وهو في الـ14 من العمر، وكانت أول بداياته مع قصيدة جاءت من شخص إلى والده سعيد الرقراقي، شوقته كطفل وحركت مشاعره عندما سمعها وقام بمجاراتها في الخفاء عن والده.  وانطلق في سماء الشعر والإبداع بعد هذه الواقعة وأصبح معروفاً لكونه يملك مفردات عميقة المعاني، وحنكة وسرعة في ارتجال الكلمات الشعرية المعبرة.

ابن البادية 
وقد تميزت رحلة محمد بن سعيد الرقراقي الشعرية كونه ابن بيئة صحراوية بحتة، فكان يرافق والده في السفر من منطقة إلى أخرى للبحث عن مرعى للإبل والمعيشة، ويسمع كل الأحاديث والقصائد التي يقولها والده مع أصدقائه، وكل هذه العوامل التي كانت تدور في محيطه أثرت في شخصيته ونشأته الشعرية. وكانت كل التفاصيل الموجودة في الصحراء تؤثر فيه مثل الإبل التي أخذت الكثير من الحب والوصف والثناء في قصائده، وكان للصقور والصقارة والقنص حيز كبير أيضاً في نشأته الشعرية. وكذلك الجلسات الوجدانية التي نتجت عن سفره مع والده ساهمت في كتابته لقصائد الوجد، لينتج عنها كم كبير من القصائد طوال مسيرته في كتابة الشعر النبطي، التي تنوعت في بحورها الشعرية وثراء كتاباته بشكل عام. 

«العيون النجلية»
وقدم المطرب الإماراتي محمد الماسي قصيدة مغناة: «يا راعي العيون النعس النجلية..
 صوبتني صبتني بسهوم نظرة عينك الذباحة،
 كن عندك للقلوب العاشقة جذبية».

ألحان الربابة 
وتابع الشاعر وباحث التراث الإماراتي عبيد بن قذلان المزروعي سرد سيرة حياة الشاعر الرقراقي، الذي كان في بداياته يكتب القصائد ويقدمها لشعراء يتغنون بالشعر النبطي، بمرافقة العزف على آلة البادية الموسيقية «الربابة»، التي وجد أنها وسيلة عذبة تعطي القصيدة نكهة مميزة، وهذه الوسيلة التي ساهمت في انتشار قصائده في الدولة، وقد عمد إلى تعلم العزف على الربابة من خلال مراقبة الشعراء أثناء العزف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©