الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان الظفرة للكتاب.. فعاليات ثقافية ملهمة وعروض فنية مبهرة

مهرجان الظفرة للكتاب.. فعاليات ثقافية ملهمة وعروض فنية مبهرة
7 ديسمبر 2022 01:49

سعد عبد الراضي وإيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة) 

شهد اليوم الثاني من مهرجان الظفرة للكتاب 2022 مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة، التي لقيت تفاعلاً واستحساناً وحضوراً لافتاً من الجمهور من الأعمار كافة. وعبر مثقفون وزوار استطلعت «الاتحاد» آراءهم عن إعجابهم بما حملته هذه النسخة المتجددة من المهرجان من فعاليات ثقافية ملهمة وعروض فنية مبهرة.

احتفاء بالشاعر أحمد الكندي المرر
شهدت الأمسية الأولى من برنامج «أصوات حبّتها الناس»، الذي خصصه المهرجان للاحتفاء برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغناة الخالدة، حديثاً سردياً وشعرياً وغنائياً حول سيرة وقصائد الشاعر الإماراتي الراحل أحمد الكندي المرر، قدمها الإعلامي حسين العامري بحضور مميز غطى كل ما يرتبط بالشاعر الراحل الذي يعد أحد رموز الشعر النبطي ليس في منطقة الظفرة فحسب بل لقد ذاع صيته أيضاً في فضاءات الشعر في الدولة ومنطقة الخليج. وشارك في الأمسية: علي أحمد الكندي المرر نجل الشاعر الراحل، والشاعر والناقد والباحث في التراث محمد سعيد الرميثي، والناقد والأديب عبدالله بن علي الشامسي، كما كان الغناء حاضراً مع كل من معضد الكعبي، والفنان والشاعر محمد الكندي المرر. 

تفاعل كبير
وقد لقيت الأمسية التي شهدها جمهور كبير من محبي الشعر النبطي تفاعلاً سواء مع السرد الحكائي المتعلق بالشاعر الراحل، أو فيما يتعلق بالجانب الموسيقي الغنائي لقصائده. وقد عبر نجل الشاعر الراحل لـ«الاتحاد» عن شكره لمركز أبوظبي للغة العربية لتنظيم مثل هذه الاحتفاليات التي تهدف إلى إحياء التراث وتفسح المجال للناس للحديث عن موروثهم الشعبي الأصيل في الشعر النبطي وما ارتبط به من مظاهر اجتماعية خالدة. كما أكد أن البرنامج كذلك يفتح الباب للجيل الحالي والأجيال القادمة للتعرف إلى هؤلاء الرموز مما يعده توثيقاً وتأريخاً لسيرتهم الشعرية والإنسانية. 

سيرة مفعمة بالتجارب 
وتناولت الأمسية نشأة وسيرة الشاعر الراحل أحمد الكندي المرر، التي سردها ابنه الشاعر علي أحمد الكندي، إذ أوضح أن اسم والده هو أحمد بن علي بن الكندي بن علي بن سالم بن عبدالله بوملحة المرر، وقد ولد في الظفرة ومعروف لدى الجميع أنه ولد في ليوا التي كانت القبائل ترتحل إليها في فصل الصيف. 
وبيّن أن والده كان يعمل في الغوص، وبدأت رحلته مع الشعر عندما انتقل للعيش مع عمه القاضي والشاعر مصبح الكندي، الذي علمه القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ومن هنا انطلقت موهبته التي أخفاها بدايةً ليكتب قصائده خلف «البوش» ومن خلال عصى على الرمل، ولكن سرعان ما كان يمسحها خوفاً من النقد وهو في العاشرة من عمره، تلك السن التي تتمخض وتتبلور فيها أحياناً الموهبة وتتشكل من خلالها الملامح الأولى لولادة شاعر متميز. 

شاعر الوجد والبُعد
وبين الشاعر محمد سعيد الشامسي، أن القصائد التي كتبها الشاعر الراحل ذات تقاسيم ملحنة أجاد سردها بمرافقة العزف على آلة الربابة. وأضاف أن بعض قصائده يغلب عليها بُعد المعاناة والوجد ومنها مقطع قصيدة «شدو العربان بالكي وأتكوا ذا الروح ولهانه»، وفيها يظهر شكواه.

حيرة المُحب
وأشار الناقد والأديب عبدالله بن علي الشامسي، إلى أن بعض أبيات قصائد الشاعر الراحل سارت بنفس سياق مفردات الشعر الجاهلي، مثل الوقوف على الأطلال التي تحتاج إلى السؤال والجواب في ذات القصيدة من خلال إبراز المكان في المحتوى، كما برزت في قصائد الكندي مكابدات السهر وصياغة الوقت بمقياس مختلف، ومخاطبته للريح التي تهب، إذ ينسج حواراً مع الظروف ونسيم الهواء لتزيد من حيرة المُحب وارتباكه في انتظار إجابات غير معلومة، مضيفاً أن قصائده تنوعت في المواضيع ما يبرهن على موهبته في كتابة أبيات بكل الأوزان والقوافي الشعرية الارتجالية، التي استمدها من رمال البادية وتنقلاته في نشأته التي حفزت إحساسه المرهف ليصبح من أهم الشعراء الإماراتيين بمنطقة الظفرة.
وبين نجل الشاعر الراحل علي الكندي أنه ورث حب العزف على الربابة من والده فأبقى ميراثه حياً ليصل للأجيال الجديدة من متذوقي الشعر النبطي والفن الراقي. كما قدم مجموعة من قصائد والده المغناة بمرافقة العزف على آلة الربابة. وكذلك قدم المطرب الإماراتي معضد الكعبي مجموعة من القصائد المغناة ومنها «ماضية الليالي».

المهرجان ملتقى للمعرفة والثقافة 
أجمع عدد كبير من رواد وزوار مهرجان الظفرة للكتاب على أنه تحول إلى ملتقى لأصحاب الفكر والمعرفة والثقافة، وكرنفال ثقافي أدبي وفكري يجمع المهتمين بمختلف الثقافات والفنون، بفضل ما يضمه من فعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة ومختلفة تلامس اهتمام أغلب شرائح المجتمع.
ويؤكد علي الهاملي من سكان منطقة الظفرة، أن المهرجان هذا العام ضم نخبة من أشهر الشعراء الذين حققوا نجاحات بارزة ليس في الشعر النبطي فقط، ولكن أيضاً في مجالات الفكر والأدب بكل ما يرتبط به من مظاهر اجتماعية، كما نجح على وجه الخصوص في تسليط الضوء على قامات شعرية وأدبية كبيرة من أهالي الظفرة، مما أتاح الفرصة لعدد كبير من أهالي المنطقة للاطلاع على إبداع هؤلاء الشعراء والأدباء، والوقوف على ما قدموه من أعمال أدبية متميزة ظلت خالدة حتى بعد رحيلهم.
ويشير محمد المرر إلى أن المهرجان نجح كذلك في جذب أعداد كبيرة من الجمهور في اليوم الأول من انطلاق فعالياته، وأنه شخصياً لم يتوقع حجم هذا الإقبال الكبير من الجمهور المحب والذواق للأدب والثقافة والمعرفة.
وأعرب المرر عن سعادته بالحضور الكبير للمهرجان من سكان الظفرة خلال ندوة الشاعر الكبير أحمد الكندي المرر، الذي ترك بصمات أدبية خالدة. وأكد أن الأمسية التي خصصت للاحتفاء بهذا الشاعر الكبير كشفت عن جوانب كثيرة من شخصيته لم يكن كثيرون يعلمونها، وهذه فائدة الملتقيات الأدبية التي نجح المهرجان في تنظيمها، متمنياً أن يرى الجميع في موقع المهرجان بحديقة مدينة زايد للاستفادة من الفعاليات والبرامج العديدة التي يقدمها القائمون عليه للجمهور.
ومن جانبها، أكدت الزائرة عبير محمود أنها فوجئت بالإقبال الجماهيري والأنشطة الكثيرة التي يضمها المهرجان والتي تلبي اهتمامات الكثير من سكان المنطقة، وهو ما لمسته من وجود أعداد كبيرة من الأسر والعائلات في الحديقة العامة للاستمتاع بما يقدمه من فعاليات متنوعة، مما جعله مهرجاناً عائلياً شاملاً يضم مختلف الفنون والآداب، إلى جانب الأنشطة الترفيهية الماتعة التي تقدم بشكل جذاب ومتميز، الأمر الذي نال إعجاب زوار للمهرجان.
وبدوره، أكد محمد الحمادي أن إدارة مهرجان الظفرة للكتاب وفقت في اختيار موقع حديقة مدينة زايد مكاناً له، حيث الأجواء الرائعة التي تصاحب الفقرات والبرامج المختلفة التي يقدمها للزوار، مضيفاً أنه حرص على متابعة الفعاليات منذ اليوم الأول، وسعيد جداً بهذا التنوع الذي يجعل المهرجان مناسباً للجميع وليس للباحثين عن الأدب والفن والفكر فقط.

بين ركن الفن وركني الأطفال
منذ الصباح يتوافد الجمهور من الصغار والكبار إلى ركن الفن وركني الأطفال، حيث يستعرض ركن الفن مهارات ومواهب مجموعة من التشكيليين والنحاتين والخطاطين ورسامي الكاركاتير أمام الجمهور. 
أما ركنا الأطفال فقد استقبلا مجموعة كبيرة من طلاب المدارس حيث خصص أحدهما للأطفال الصغار والآخر للأكبر سناً، ليتم تقديم ورش في الرسم والفن عموماً بالإضافة إلى برامج وأنشطة تعليمية وإدراكية متنوعة يسعى المركز من خلالها إلى تلبية كل الاحتياجات الفكرية والفنية للطفل. 

الأطفال سعداء 
ويؤكد الطفل يحيى حسن أنه سعيد بمشاركته في أنشطة ركن الأطفال، حيث يتعلم أساسيات الرسم، ونفذ لوحة رسم جيدة، وأنه سيحرص على الحضور بشكل يومي طيلة أيام المعرض للاستمتاع بهذا الركن الشيق.
وأشار الطفل عبدالله المنصوري إلى أن الركن متميز ويقدم أنشطه تنمّي الإبداع والابتكار لدى المشاركين، ويسعى المشرفون إلى تدريب الأطفال بشكل جيد ومتميز، وأنه سعيد بتواجده في هذا الركن، حيث يمنحه مزيداً من المعرفة واكتساب مهارات متعددة.
وتؤكد حمدة المنصوري أنها حرصت على التواجد في مهرجان الظفرة للكتاب، الذي تحول إلى مهرجان عائلي يقدم أنشطه متنوعة منها ركن الإبداع الذي نال إعجاب أبنائها واستمتعوا به. ونصحت حمدة المنصوري الجميع بالحضور إلى المهرجان للاستمتاع بما يقدمه من فعاليات كثيرة وشائقة تنال اهتمام وإعجاب كل الفئات العمرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©