عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
في معرض استعادي يحتضنه مركز تطوان للفن الحديث، يمكن للزائر أن يتعرف على أعمال الفنان المغربي الراحل المكي مغارة (1933 - 2009) الذي يعتبر من رواد الفن التشكيلي المغربي الحديث، وينظم هذا المعرض من طرف المعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة تطوان في شمال المغرب بتعاون مع مؤسسة المكي مغارة.
وغالباً ما تصادفنا في أعمال الفنان المكي مغارة جوانب من حارات مدينة تطوان ودروبها الضيقة، كما ينقل الفنان بحسه الشاعري المرهف مناظر من الأسواق الشعبية الموجودة في القرى والمدن المغربية، مبرزاً أصالة وعراقة الملابس المغربية من جلاليب بألوانها المزركشة. كما يشتغل أيضاً في لوحاته على إظهار ملابس المرأة المغربية التي تتجلى في «الحايك» والشربيل المغربي المعروف بنقوشه وألوانه الزاهية.
وقد تمكن الفنان المكي مغارة من ملامسة محيطه ونقل تفاصيل الحياة اليومية في مدن الشمال المغربي التي تلهمه وتمنحه مفردات أعماله.
وخلال افتتاح المعرض، قال المهدي زواق، مدير المعهد الوطني المغربي للفنون الجميلة، إن الحدث معرض استيعادي برؤى متعددة للمسار الفني والتاريخي المتميز للفنان الراحل المكي مغارة، مضيفاً أن المعرض رحلة شيقة في عوالمه الفنية.
وتميز الفنان الراحل المكي مغارة بالبحث في جسد المادة والسند مقدماً بذلك أعمالاً صباغية تتأرجح بين التجريد والتشخيص وتعكس، في الحالتين معا، شغفه بالاشتغال على المادة وتحولات اللون والضوء فوق السند، ولإبراز ذلك، يعمد أحياناً إلى أسلوب التغرية والكولاج لإضفاء النتوءات على السطح ولإعطاء اللوحة أوجهاً متعددة من المشاهدة والقراءة البصرية.. وفضلاً على منحوتاته الواقعية والتجريدية، أنجز المكي مغارة أيضاً، كما يقول الناقد الجمالي إبراهيم الحسين، العديد من القماشات والورقيات التي تؤرخ لمرحلته التشخيصية الواقعية والأكاديمية، حيث الدروب والأزقة العتيقة والأسواق الشعبية والملابس التقليدية وبعض العادات الشعبية الشائعة.. إلى غير ذلك من التيمات التراثية التي اهتم بتجسيدها ونقلها صباغة على السند بإبداعية وبجمالية جديدة، غير مألوفة، تعكس دربته ومرانه المتقدم في الرسم والتلوين والتشكيل.
