الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد شوق وحنين في بيت الشعر بالشارقة

جانب من الأمسية
12 أكتوبر 2022 21:28

الشارقة (الاتحاد)
ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظَّم «بيت الشعر» بدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 أمسية شعرية عابقة برؤى الجمال والإبداع الراقي، احتفت بالشعراء: ياسر عبدالقادر من السودان، ومحمود الرفاعي من سوريا، ومحمد فكري من مصر، وذلك بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي. وقدمها الإعلامي عبدالفتاح صبري، الذي رحب بالمشاركين والحضور، وأشاد بتنظيم الأمسية وجهود القائمين على البيت في إثراء ورفد الساحة الشعرية بالجديد والمختلف دوماً. 

وجذبت أصداء الأمسية جمهوراً محباً للشعر والأدب امتلأت به ساحة البيت. وتناولت مواضيع القصائد أغراضاً شعرية متعددة تنوعت اشتغالاتها الأدبية والفنية بين الشدو للشعر، والتأمل في الحياة وأحوالها، والاحتفاء بالطفولة وبهجتها الباقية في الروح، وحضر أيضاً الرثاء كغرض شعري نبيل. ولم تغب نسائم الشعر الوجداني عن أجواء الأمسية، كما انساب النيل قصائد من شجن وغربة لقيت استحسان الحضور وشنفت أسماعهم.
وافتتح القراءات الشاعر ياسر عبدالقادر الذي أطلق طائر قصيدته ليحلق عكس الريح/ السائد، متجاوزاً العادي نحو الأبدي، يقول:
لِفرْطِ جُرأتِها أرْخَتْ ضَفائرَها.. وأفلَتتْ عَكسَ سَهْمِ الرِّيحِ طَائرَها
قَصِيدةٌ لا يَنِي إحْسَاسُها نَزِقًا.. يَغوِي بمِشيتهِ الخَضراء شَاعرَها
لأنه قَلبُها.. في حُبّهِ طَفِقَتْ.. تَمُدُّ منْ جَرّةِ الألحانِ فَاخِرَها

ثم عرّج على النيل في صور بديعة أنسنت النيل واحتشدت بدلالات جمالية عالية، فحيناً هو الصدر العليل، وهو الرجل الذي يمشي وتعبر السنون والمصائب من خلاله حيناً آخر، يقول:
سُنونُ الحُزنِ مُذْ بدّلنَ حَالَهْ.. يحاولُ كلُّ مَنْ مرُّوا سؤالَهْ
دعوهُ.. إنّهُ صَدرٌ عَليلٌ.. تُهيِّجُ كلُّ عابرةٍ سُعالَهْ

ثم قرأ نصوصاً تشف عن حكمة وتأمل في ثوب لغة قشيب، نالت استحسان الحاضرين. وتلاه الشاعر محمود الرفاعي الذي افتتح قراءاته بقصيدة وجدانية تصف خطى المحبوبة التي تُطْرِق اللغات في حضرتها، وتعشب الأرض تحت أقدامها، يقول:
سكنَ الهدوء مراقبا خطواتها.. خطوات واثقةٍ بها استحياءُ
لمّا دنت بُهت الجمال بحسنها.. واعشوشبت من خطوها البيداءُ
وتلعثمت كلّ اللغات وأطرقت.. خجلا فلا وصف لها وثناءُ

ثم تمنى الرجوع لأيام طفولته التي تحفها البهجة والسعادة والبساطة والكرم، ويظللها الحب الصافي، يقول:
يا للطفولة كم بها من بهجة.. تروى وتملأ بالسعادة راسي
لو تُرجع الأيام قهوة نشوتي.. لملأتُ بالحبّ المعتق كاسي

وختم بقصيدة بعنوان النجاح قابلها الجمهور بالاستحسان والتصفيق.
وتلاه الشاعر محمد فكري الذي افتتح قراءاته بلغز شعري مفتوح على احتمالات تأويل استخدم الشاعر فيها تقنية الحذف في النص الشعري، فاتحاً أفق التأويل للمتلقي ومحفزاً له للبحث عن دلالات النص، يقول:
قالَ: «هل تظنّ؟»، قلتُ: «ربّما» 

«ثم كيف أن..؟»، قلتُ: «عندما»
«ما هو الثمن؟»، قلتُ: «كلُّ ما
قد جَمَعْنَهُ، ثم قُسِّما»
سنَّ لغزَهُ، ثم أسهما
ثم قرأ قصيدة تنوعت قوافيها على أوتار القلق، بعنوان البحر الغريق، والذي لا يخشى الغرق فهو غارق في بحر عينيّ محبوبته، يقول:
وكيفَ البحرُ يُغرِقُنا.. عيونكِ بحرُها أعمقْ
أنا والبحرُ في خجلٍ. نُقِرُّ بأننا.. نغرَقْ

ثم تغنى لمحبوبته/ بلاده التي تنشر نيلها ضفيرة على صدر غربته وأشجانه، يقول:
أنتِ الفتاةُ التي فُكّتْ ضفيرَتُها.. نيلاً تفرّعَ من عينَيّ نحوَ دمي
وفي الختام كرم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©