الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي العَبْدان: الموسيقى.. صدى الصوت الخفيّ في الوجود

علي العَبْدان خلال الجلسة (من المصدر)
12 أكتوبر 2022 01:02

نوف الموسى (دبي)

ما يميز الشاعر والباحث والناقد علي العَبْدان، استمرارية قراءة السردية الموسيقية، وتفعيل حضورها مجتمعياً، فهو ينتقل بالمعلومة البحثية من الرصد الشخصي إلى الجمهور، من خلال الإيمان الكامل بأهمية التوثيق، لإثراء المكامن الحسية والجمالية لثقافة فنون أهل الخليج. ويذهب إلى أهمية تأسيس «مكتبة موسيقية»، تحتفي بها كُبرى المكتبات العربية العامة، مثل «مكتبة محمد بن راشد»، بالتوازي مع مشروع «البيوت الموسيقية»، التي تهدي قراءاتها مجالاً جديداً من الاكتشافات لروابط البنى الاجتماعية والثقافية لأثر الفنون الشعبية والتراثية وأبعادها المختلفة بمنطقة الخليج. 

فن الصوت
وفي مناقشة لتاريخ التسجيلات الموسيقية في الإمارات، التي نظمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء أول من أمس، استعرض الباحث علي العَبْدان أهم ما تناوله في مسيرته البحثية، في كتب متخصصة، عن الطرب الشعبي في الإمارات، أبرزها: «حرفٌ وعَزف مقالات عن الطرب الشعبي في الإمارات.. التاريخ والرواد والأغاني» و«فن الصوت الخليجي في الإمارات.. البدايات والنهايات». وبينما كان الحضور يُعقب على عزفه لآلة العود وسط الشروحات الموسيقية، ومطالبتهم باستمراره في العزف قال علي العبدان: «لستُ عازفاً محترفاً، إنه عزف شخص باحث لا غير، أعلم أنها الموسيقى، وتأثيرها مهما بدت رهيفة فإنها تصل إلينا بشكل ما، فهي صدى الصوت الخفيّ في الوجود» وجاء بالقصيدة حلاً بديلاً أمام رغبة الجمهور، وكأنه يسرد حسّ الأغنية والكلام، الذي لطالما حضر بقوة أمام مسألة ابتكارنا للقوالب الموسيقية في الفنون الشعبية، ومنه «فن الصوت» في الخليج، وصولاً إلى تكوين الأغنية الإماراتية وملامحها، من خلال استقراء مجموعة من أعمال الفنان الإماراتي حارب حسن، الذي يرجح بأنه أول من قام بتسجيل أسطوانة لصالح شركة «كرجي فون» في البحرين أوائل عام 1950. 

احتفاء استثنائي  
ويقدم الباحث والناقد علي العَبْدان، التفصيلات الجزئية للحياة الموسيقية وتاريخها، أيّ الرحلة التي تتحرك فيها تلك الحناجر الصوتية الخليجية، والبنية الاجتماعية في العلاقات الإنسانية المُشكلة بالضرورة، لاحتفاء استثنائي بالأغنية المحلية، مثل توثيقه لقيام يوسف أحراري الخاجة وابن عمّه زينل أحراري الخاجة بافتتاح محل لبيع الأسطوانات التجارية، أول محل لاستيراد وبيع وتوزيع الأسطوانات الفنية في دبي والإمارات عموماً، والتي عرفت بشركة «دبي فون» بعد أن أصبحت تُنتج الأسطوانات. وبحكم أن المؤسسين هما من المثقفين وطالبي المعرفة، وتلقيا تعليمهما في المدرسة الأحمدية بدبي، أصبحا تلميذين للشاعر مبارك بن حمد العقيلي، وخاصةً يوسف الخاجة الذي لازمه طويلاً. 
وبذلك نستشف البعد الاجتماعي الذي قامت عليه التشكلات الإبداعية في تاريخية بناء الأغنية، وهي في العمق رحلة من التناغم والتجسيد اللحظي لمفاهيم التفاعلات الإنسانية من جهة، والتمازج بين مختلف البيئات الثقافية المتجاورة من جهة أخرى، والذي ألقى بظلاله على شكل القوالب الموسيقية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©