السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المتاحف.. مدارس ثقافية ومعرفية للجيل الجديد

المتاحف.. مدارس ثقافية ومعرفية للجيل الجديد
13 أغسطس 2022 01:26

فاطمة عطفة (أبوظبي)

عند زيارة أي متحف نرى آثار التاريخ، ونعاين الحضارات من خلال المعروضات، كما أن جيل الشباب يتعلم قيم التواصل الحضاري والثقافي، ويقول د. عمر عبد العزيز، مدير الدراسات والنشر في دائرة الثقافة بالشارقة: المتاحف في جوهرها مركب انتقال بالرائي إلى معالم الجغرافيا والحكمة التاريخية، التي تمنح زائريها إمكانية الإبحار في تلك الفضاءات المترعة بالدلالات والمعاني. وهكذا تتحول تلك المتاحف إلى مدرسة ثقافية بالمعنى الشامل للكلمة، ذلك أن الثقافة هي الحاضن الأشمل لما كان وما سيكون، وهي إلى ذلك التميمة السحرية التي تسيج العلاقة العضوية بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ويضيف د. عبد العزيز مبينا أن في المتاحف تتبلور فلسفة التاريخ عبر إشاراتها الوامضة ولمعاتها الباهرة، كما أنها مدونة حية للتاريخ في تحولاته وانعطافاته، ولهذا السبب، تأخذ الأمم مكانتها المستحقة من خلال تواريخها الأنتربولوجية والأركيولوجية المتموضعة في كامل اللقى الأثرية والمدونات الحروفية بمختلف أشكالها، وبالأدوات والمجسمات العاكسة للمرحلة التاريخية ومنشآتها وجمالياتها وعقائده، مؤكدا أن الزائر للمتحف يتدثر بعلم العلوم الأكثر تقطيرا وصفاء.
 
متعة وتثقيف
وحول الفوائد المكتسبة من زيارة المتاحف يقول الشاعر د. شهاب غانم: «هناك مقولة مشهورة ظهرت في الغرب قبل أكثر من قرن تقول إن الصورة تساوي ألف كلمة». وإذا كانت هذه المقولة صحيحة فيمكننا أن نقول إن زيارة متحف من المتاحف الراقية يغنيك عن قراءة عشرات الكتب، لأن من قرأ أو سمع ليس كمن عاين، لأن زيارة المتاحف تجمع بين المتعة والثقافة والتعليم.
ويتابع د. غانم موضحا: إذا زرنا متحفا تاريخيا في بلد ما فسنعرف عن تاريخ وتراث ذلك البلد وتشكّل حضارته، وطلبة المدارس عندما يزورون المتاحف الوطنية والتاريخية في بلدهم يفهمون تاريخ أمتهم وهويتها بشكل أفضل، وكذلك يفهمون تاريخ وهويّات الأمم الأخرى عندما يزورون المتاحف الوطنية في تلك البلدان. هناك أيضا المتاحف العلمية التي تزيد من فهم الطلبة وأيضا الناس العاديين بالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وعلوم الأحياء والفلك وعلم الفضاء والطاقة النووية ومختلف العلوم حسب ما يتمتع به المتحف من تجهيزات وإمكانيات، وهناك متاحف للمستقبل كما في دبي تعرفك بآخر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ويضيف د. غانم أن متاحف العلوم الطبيعية تعرض الديناصورات والحيوانات المنقرضة، وحدائق الحيوانات، وحدائق النباتات، والمتاحف البحرية، كما أن هناك متاحف الفنون التي تعرض اللوحات الفنية، والمتاحف المتخصصة (مثل الفترة الأولى من الإسلام كما في متاحف في المدينة المنورة)، مؤكدا أن المتاحف بشكل عام وسيلة لكسب الفهم والثقافة والمعرفة بشكل سريع وممتع.
 
اختزال الزمن
من جانبه يؤكد الشاعر والباحث خالد الظنحاني على أهمية المتاحف لأنها تؤدي إلى نقل قيم المجتمعات ونشر تراثها وعاداتها وربط الأجيال الجديدة بماضيها، وهذا الماضي يشكل الحاضر والمستقبل، وهذا الماضي يشكل الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن المتاحف بأنواعها التراثية أو الأثرية أو الفنية والعلمية والتاريخية والطبيعية كلها عبارة عن اختزال الزمان والمكان في مكان واحد، ومن خلال اطلاع الأجيال على الإرث الحضاري الثقافي للأمم التي سبقت، كما تؤدي رسالة ثقافية، وبنفس الوقت سياحية وترفيهية ووطنية وعالمية من الأجداد إلى الآباء.
وتابع الظنحاني مشيرا إلى أهمية المتاحف الرقمية ليطلع عليها الجمهور العالمي والمحلي ويشاهد ما تمتلك من تقنيات أثرية وتراثية وفنية، موضحا أن المتاحف في الإمارات أصبحت رقمية، وهذا يتيح الفرصة ليطلع عليها كل مهتم في العالم. موضحا أن بعض المتاحف أنشئت من خلال جهود فردية، حيث يخصص بعضهم جزءا من بيته ويقيم فيه متحفا أو يبني مكانا خاصا ليضع فيه هذه التحف لأنهم من محبي اقتناء الأدوات القديمة، وبعضهم لديه شغف لأن يشترى بعض القطع الأثرية القديمة، وهو يدعو إلى دعم هذه المتاحف وزيارتها لأنها تعزز التمسك بالهوية الوطنية، من خلال معرفة طلاب المدارس أشياء عن ماضيهم وماضي أجدادهم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©