الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تقرير لـ«ثقافة أبوظبي» و«اليونسكو»: الأثر الاقتصادي للجائحة على القطاع الثقافي

محمد خليفة المبارك وإرنستو راميريز خلال الجلسة الحوارية (تصوير: عادل النعيمي)
28 يونيو 2022 01:02

أبوظبي (الاتحاد)

نشرت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي واليونسكو أمس تقريراً مشتركاً بعنوان «الثقافة في زمن كوفيد-19: الصمود والتجدد والنهضة»، يقدِّم لمحة عالمية عن تأثير الجائحة في قطاع الثقافة منذ مارس 2020، ويحدِّد مسارات لإعادة إحياء هذا القطاع. وبحث التقرير في تأثير جائحة «كوفيد-19» في جميع القطاعات الثقافية، وأشار إلى أنَّ الثقافة كانت من أكثر القطاعات تأثراً بالجائحة على صعيد العالم، إذ فقد القطاع أكثر من 10 ملايين وظيفة في عام 2020 بمفرده، وشهد انخفاضاً بنسبة 20-40 % في الإيرادات. كما انخفض إجمالي القيمة المضافة للقطاع بنسبة 25 % في عام 2020. وعلى رغم معاناة قطاع الثقافة من تراجع كبير، فإنَّ منصات النشر عبر الإنترنت والمنصات السمعية البصرية شهدت نمواً ملحوظاً بسبب زيادة الاعتماد على المحتوى الرقمي في أثناء فترة تفشي الجائحة. ويحدد التقرير أيضاً الاتجاهات العالمية الرئيسية التي تعيد رسم ملامح قطاع الثقافة، ويقترح توجيهات واستراتيجيات متكاملة جديدة للسياسة العامة من أجل دعم نهضة هذا القطاع واستدامته في المستقبل.
وقال مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة، إرنستو أوتوني راميريز: «حددنا الإصلاحات الرئيسية التي تبرز حالياً في جميع أنحاء العالم من باب التصدي للأزمة العالمية. ومن الضروري الاعتراف بقدرة قطاع الثقافة على دعم حدوث التحول المجتمعي وتعافي المجتمع على صعيد شتى أهداف التنمية، ودعم اتباع نُهج متكاملة لإعادة إحياء قطاع الثقافة». 

مرونة واستدامة
وقال معالي رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك: «على الرغم من أنَّ التقرير يسلط الضوء على تداعيات الجائحة على قطاعات الثقافة في العالم، فإننا متفائلون بقدرتنا على المضي قدماً كمجتمع دولي ثقافي. وإنَّ ما يقترحه التقرير من توجيهات واستراتيجيات سيعيد رسم ملامح القطاع ليكون مرناً ومستداماً لأجيال وأجيال يتجاوز في أهميته النتائج التي توصَّل إليها»، وأضاف معاليه قائلاً: «إنَّ شراكتنا مع اليونسكو ودور أبوظبي في إعداد هذا التقرير يوطِّدان التزامنا بالمساهمة في إيجاد الحلول ووضع السياسات التي من شأنها أن تعزز قطاع الثقافة في الإمارات العربية المتحدة والعالم».

تحولات سلسلة القيمة
ويؤكد التقرير الذي استند إلى بيانات مستقاة من أكثر من 100 تقرير في مجال الثقافة ومن مقابلات أجريت مع 40 خبيراً ومحللين اقتصاديين، الحاجة إلى اتباع نهج متكامل من أجل تعافي قطاع الثقافة، ويدعو إلى إعادة صياغة قيمة الثقافة ودعمها بوصفها أساساً مهماً لمجتمع يتسم بقدر أكبر من التنوع والاستدامة. ويسلط التقرير الضوء أيضاً على التحولات الكبيرة التي طرأت على الإنتاج الثقافي ونشره، ولاسيما بسبب تسارع رقمنة المنتجات الثقافية في أثناء تفشي الجائحة، حيث بلغ إجمالي إيرادات الاقتصاد الإبداعي الرقمي في عام 2020 ما يقارب 2.7 مليار دولار أميركي على صعيد العالم، أي أكثر من ربع إجمالي إيرادات القطاع الثقافي ككل.

تهديد للتنوع الثقافي
ثبت أنَّ الجائحة تمثل تهديداً للتنوع الثقافي، فتراجع استقرار سبل عيش العاملين المستقلين والمهنيين العاملين في المجال الثقافي، إلى جانب تفاقم أوجه عدم المساواة المتجذرة أصلاً والمتعلقة بالجنس والفئات المحرومة في المجتمع، دفع العديد من الفنانين والعاملين في القطاع الثقافي إلى ترك هذا المجال، مما قوَّض تنوع أشكال التعبير الثقافي. وقد أدت أوجه عدم المساواة هذه جنباً إلى جنب مع التفاوت الإقليمي إلى إلحاق ضرر كبير بإنتاج السلع والخدمات الثقافية وتوزيعها، حيث فَقَد على سبيل المثال 64% من العاملين المستقلين في قطاع الثقافة في أميركا اللاتينية أكثر من 80% من دخلهم، بسبب تفشي جائحة «كوفيد-19».

إعادة تحديد مكانة القطاع
ويقول التقرير إنَّ نهاية الجائحة تمثِّل فرصة مهمة لإعادة تحديد مكانة الثقافة في الخطة العامة، ولتعزيز قيمتها كمنفعة عامة. ويشير إلى أنَّ الجائحة أدت إلى تعزيز الاعتراف بالقيمة الاجتماعية لقطاع الثقافة وبإسهامه في تحقيق الرفاه الجماعي والفردي وإنجاز التنمية المستدامة. فقد أُدرجت الثقافة بالفعل لأول مرة في مناقشات السياسات لمجموعة العشرين في عام 2020. ويذهب التقرير إلى أنه من الضروري اغتنام هذا الزخم العالمي.
ونشر إرنستو أوتوني راميريز ومحمد خليفة المبارك هذا التقرير المشترك خلال فعالية خاصة أقيمت أمس بمنارة السعديات في أبوظبي، بعد عام من إعلان اليونسكو ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن عملهما المشترك على الدراسة العالمية. واستعرضا كيف أنَّ قطاع الثقافة لم يكتفِ بالتعافي بل بادر بالتحول مستفيداً من الدروس التي تعلمها من أزمة الجائحة. ويساهم نشر التقرير وإقامة هذه الفعالية أيضاً في التحضير لمؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة، الذي سيعقد في المكسيك في أواخر شهر سبتمبر 2022.
ويمثل التقرير بالنسبة إلى اليونسكو ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي استمراراً للتعاون في سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تدعم الالتزام المشترك للنهوض بالثقافة كمنفعة عامة، وحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

المبارك وراميريز في جلسة حوارية 
فاطمة عطفة (أبوظبي)

بمناسة إصدار التقرير المشترك بين دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي واليونسكو بعنوان «الثقافة في زمن كوفيد-19: الصمود والتجدد والنهضة»، شهدت منارة السعديات في أبوظبي أمس جلسة حوارية بين كل من معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وإرنستو أوتون راميريز، مساعد المدير العام لليونسكو للثقافة، وأدارت الحوار ريما عاصي، شريك في شركة ماكينزي.
وتحدث معالي المبارك قائلاً: القرارات التي تتخذ وتظهر في التقرير توضح أن الثقافة خير للعالم، وأضاف معاليه أن: وقت الجائحة، وعلى الرغم من معاناة قطاع الثقافة من تراجع كبير، فإن منصات النشر عبر الإنترنت والمنصات السمعية البصرية شهدت نمواً ملحوظاً بسبب زيادة الاعتماد على المحتوى الرقمي في أثناء فترة تفشي الجائحة.
بدوره، ركز راميريز من خلال البحث في التقرير عن تأثير جائحة «كوفيد-19» في جميع القطاعات الثقافية، وأشار إلى أن الثقافة كانت من أكثر القطاعات تأثراً بالجائحة على صعيد العالم، مبيناً أن التقرير يحدد أيضاً الاتجاهات العالمية الرئيسية التي تعيد رسم ملامح قطاع الثقافة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©