الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بحر الثقافة» تناقش «ساعي بريد نيرودا»

«بحر الثقافة» تناقش «ساعي بريد نيرودا»
22 يونيو 2022 01:15

فاطمة عطفة (أبوظبي)

الإبداع الأدبي والفني يبقى حاضراً ويتجدد على مر العصور، هذا ما أكدته أمس الأول الجلسة الافتراضية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» لمناقشة رواية «ساعي بريد نيرودا» تأليف أنطونيو سكارميتا، ترجمة صالح علماني، بحضور الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وأدارت جلسة الحوار مها بوحليقة قائلة: «وصف ماركيز شاعر تشيلي الكبير نيرودا الحائز جائزة نوبل للآداب بأنه أهم شعراء عصره».
وقالت الروائية مريم الغفلي: نجتمع لنناقش رواية جميلة ونتعرف على شخوص معروفة وأخرى مغمورة. والرواية تبدأ بمشهد طريف بين الشاعر الكبير وساعي البريد ماريو الذي يحلم بأن يصبح شاعراً، وهو لا يعرف لغة المجاز في الشعر ولا معنى كلمة الاستعارة، والمشكلة التي وقع فيها ماريو أنه طلب من الشاعر أن يضع توقيعه على ديوان «الأغنيات البرية»، لكنه فوجئ بأن الشاعر لم يكتب اسم ماريو في الإهداء!
وأجمعت المداخلات على أن الرواية اكتسبت أهميتها من مكانة الشاعر العالمية وهي تصور تلك العلاقة الإنسانية الجميلة بين الشاعر وشعبه ممثلاً بالصيادين البسطاء في منطقة إيسلا نيغرا. وفي مداخلة الإعلامية عايدة الأزدي، أشارت إلى أن الرواية جميلة، وساعي البريد ماريو الشاب الذي تمرد على مهنة والده الصياد والعاشق للسينما، لكنه تحول إلى شاعر من خلال تلبسه لشخصية نيرودا، واستلهم من حبه للنادلة بياتريث شاعريته بانتحال أبيات من ديوان الشاعر، ثم تحول إلى مناضل بعد أن نضج شعره من خلال الرمز الذي يمثله نيرودا الشاعر الذي استطاعت قوة كلمته وعذوبة وصفه، رفع اسم بلده تشيلي في ساحة الأدب العالمي بحصوله على جائزة نوبل، موضحة أن هذه الرواية خلدت ذكرى نيرودا، أيقونة تشيلي ورمزها الثقافي الذي أحب وطنه. ولفتت إلى جمال الوصف وجزالة التعبير في الرواية التي تنبض بالشعر إضافة إلى رمزية جهاز التسجيل، وأن ما طلبه نيرودا من ساعي البريد كان من أجمل التجليات في الرواية وأكثرها شاعرية، حيث أبدع في تسجيل تفاصيل الشاطئ والقرية المنسية التي لم تنجح أضواء باريس في محوها من مخيلته.
وأشارت إلى أن قصة حب ماريو لبياتريث، أخذت قسماً كبيراً من أحداث الرواية، إضافة إلى الأحداث السياسية والاجتماعية وترشيح نيرودا لانتخابات الرئاسة ثم انسحابه لمصلحة ألليندي وفوزه بالرئاسة في تشيلي وتعيين الشاعر سفيراً لبلاده في باريس، إضافة إلى العديد من الأحداث التاريخية التي انتهت بانقلاب بينوشيه. وكان هناك أكثر من تساؤل حول نهاية الرواية، مع أن الكاتب استوحاها من وقائع حدثت في تلك البلاد فعلاً.
ومن أجمل عبارات الرواية التي أشارت إليها بعض المداخلات قول الأم لابنتها: «ليس هناك مخدر أسوأ من الكلام. إنه يجعل نادلة حانة ريفية تشعر كأنها أميرة فينيسية. وبعد ذلك تكتشفين أن الكلمات لم تكن إلا شيكاً بلا رصيد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©