الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد بن زايد.. والقيادة الملهمة

محمد بن زايد.. والقيادة الملهمة
19 مايو 2022 01:16

بقلم: أ. د. جمال سند السويدي
إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها المتميزة تصنع التاريخ، بإنجازاتها ونجاحاتها ومبادراتها الرائدة التي يتحدث عنها القاصي والداني وتحوز إعجاب واحترام العالم كله في الشرق والغرب، وتتحوّل إلى أيقونات لقوة الإرادة وإرادة التفوق. وإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تنطبق عليه مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «إن الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط»، حيث يؤمن بأن المواطن الإماراتي هو أساس أي تخطيط للحاضر والمستقبل.

مصدر الإلهام
لقد قال الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مقولة خالدة أخرى: «لا فائدة في المال إن لم يسخّر لخدمة الشعب»، فهذه المقولة تمثل مصدر الإلهام الحقيقي للعمل من أجل إسعاد الإنسان ورقيه وتقدمه في دولة الإمارات منذ نشأتها في عام 1971 وحتى الآن، وهي المقولة التي يسير على نهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، فقد نجح في الجمع بين المبادئ والقيم الأساسية والتوجه الواقعي، فهو يجمع بين التراث والمعاصرة والتطور والتقدم وحب الناس، والمحافظة على القيم الأسرية والترابط الأسري والاجتماعي، وكل ذلك بأساليب وطرق حديثة، فهو من أكبر المؤيدين لثورة المعلومات والاتصالات، ويهتم جداً بنشر المعرفة ويعتبرها ثروة وطنية. 
لقد فرض سموه نفسه كأقوى شخصية في الشرق الأوسط، كصاحب قرار قوي، ورؤية غنية، وإرادة حديدية، فقد ذكر الكاتب الأميركي روبرت إف وورث أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شخصية نادرة في الشرق الأوسط، وقائد يخطط لمستقبل بلاده والمنطقة بشكل ممتاز، كما أنه شخصية رائدة ويعمل مع إخوته قادة الإمارات على تشكيل السياسات الطموحة للدولة في مجالات التعليم، والتمويل، والثقافة، بالإضافة إلى السياسة الخارجية.

بناء الإنسان
ويُعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أفضل مثال للقيادة الحكيمة الواعية، ونموذجاً للقيادة العصرية الملهمة، وهو قائد يتميّز بالاحترام والتقدير، فهو رائد وعنوان التغيير والتحديث والتعليم المعاصر والأصالة والمعاصرة، وسموه من القادة المتميزين الذين اهتموا أولاً ببناء الإنسان في الإمارات، ونشر مبادئ السلام، إقليمياً وعالمياً والتحديث والتنمية، وخاصة في مجال التعليم، فهو جزء أساسي في شخصيته القيادية من الطراز الأول، وهو نموذج فريد من قادة الأمة، ومثال للرجل الذي يعمل بصمت، وفق رؤية واضحة، تؤمن بأن المآثر تبقى وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وأن الإنسان هو رأسمال أي تقدم حقيقي، وأن هذا الإنسان يجب أن يكون قوياً بقيمه وعلمه وفكره متسامحاً متعايشاً مع مقاسميه هذا الفضاء الكوني، يحمل رسالة تعمير وبناء وإخاء ويحارب باستماتة عوامل الهدم ومعاول التخريب والبغضاء.

التنمية الشاملة
إن عملية تنمية الإنسان لا تنحصر في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على التعليم فقط، وإنما تمتد إلى جوانب عدة أخرى تشمل الصحة، والإسكان، والبيئة، والثقافة، وغيرها، في إطار فلسفة سموه الخاصة بعملية التنمية الشاملة والمستدامة، وهذا ما تؤكده بوضوح جولات سموه الميدانية المتواترة في كل الإمارات للإشراف بنفسه على الخدمات التي يهتم بتقديمها إلى المواطنين، ومشروع البنية التحتية الموجهة إليهم، إضافة إلى اهتمام سموه بتعزيز الثقافة الوطنية، وتعميق الوعي بالتراث، وإبقائه حياً في وجدان الأجيال الجديدة.
إن التاريخ يرسم صورة القادة العظماء الذين صنعوا آمال وتطلعات شعوبهم ووضعوها في مقدمة أولوياتهم، وهذا يتم من خلال إنجازاته القيمة والكثيرة فقد سخّر كل جهوده لخدمة شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد كرر ذلك كثيراً أن المواطن هو الثروة الحقيقية للدولة لا النفط ولا الغاز، فمقياس حضارات الدول المتقدمة اليوم هو الشباب المثقف المنتج علمياً والمزدهر فكرياً الذي يتعايش مع العولمة الحقيقية للابتكار والمنافسة في المجالات العلمية حول العالم. 

حب الوطن وروح العمل
إن بُعد النظر يتجلى في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» حول الاستعداد المبكر لمرحلة ما بعد النفط، وهو التوجه الذي عبّر عنه سموه أمام القمة الحكومية، التي عقدت في دبي عام 2015 بقوله: سيأتي وقت بعد خمسين سنة ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير، وسيأتي السؤال: هل سنحزن وقتها؟ إذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحاً فأنا أراهن على أننا سنحتفل بتلك اللحظة.
إن لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إرثاً ومبادئ كريمة من مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وخاصة في الإدارة والحكم، حيث تعلّم سموه من مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حب الوطن وروح العمل من أجل شعب الإمارات ومصالح الوطن والأمة.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قائد لا يعرف كلمة المستحيل، وقد عمل بكل إخلاص وتفانٍ من أجل تحقيق الرخاء والعيش لمواطنيه، والسير بالإمارات على سكة المدنية والحداثة، وذلك من خلال إطلاقه المشاريع الفنية والتنموية والصناعية، وتشجيعه البحث العلمي، وعمله الدؤوب من أجل أن تكون الإمارات في الصدارة في كافة مجالات الرقـي والتطور والتقدم والازدهار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©