الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد بن زايد.. رؤية سديدة لمسيرة تتواصل

محمد بن زايد.. رؤية سديدة لمسيرة تتواصل
19 مايو 2022 01:15

بقلم: محمد خليفة المبارك
ليس غريباً أن نعيش الأمان والاطمئنان في لحظة مصيرية موجعة، شهدنا فيها رحيل قائد مرحلة تمكين اتحاد دولتنا. ففي الإمارات دون سواها ننعم بثبات الحال وديمومة العمل في خدمة الكيان والإنسان. إذ نودع قائداً فذاً، لنبايع قائداً جديراً بحمل الأمانة، عرفناه في الشدة والمصاعب، رجل الإنسانية بلا منازع. 
إنّ من نعم الله علينا أن وهبنا قيادة رشيدة تستلهم من إرث الآباء المؤسسين قيم التسامح والأخوة التي لا يُمكن لمجتمع منفتح أن يكون دونها، فقد شهدت الإمارات منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مروراً بحكم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، الكثير من المشاريع الثقافية النهضوية التي أسهمت إلى جانب المنجزات الرائدة، اقتصادياً وتجارياً وصناعياً وعمرانياً في ترسيخ مكانة الإمارات، عربياً وعالمياً، كواحة أمن وأمان يتم الانتقال السياسي فيها على مستوى رئاسة الدولة بسلاسة، الأمر الذي يؤكد تميز الشخصية الإماراتية بوعيها الوطني الأصيل الذي يضع في أول سلم اهتماماته مصلحة الوطن والإنسان، ويسعى لخير الإنسانية جمعاء. 
وإننا اليوم نشهد بداية مرحلة جديدة تعد بالكثير على المستويات كافة، وفي مجال الثقافة والفنون بشكل خاص، نترقب المزيد من الازدهار والتطور بفضل رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي أرسى دعائم نهضة ثقافية في تحقيق طموحنا الثقافي والمعرفي الخلاّق عبر إنشاء المتاحف الكبرى والمؤسسات والمنشآت الثقافية والفكرية والأدبية والتراثية والنهضة العلمية والجامعات، إضافة إلى توجيهاته المستمرة بحفظ الموروث في مختلف مجالاته تمكيناً للهوية الوطنية والانتماء لدى الأجيال القادمة من خلال مشاريع الحفاظ على التراث المادي وغير المادي، وإحياء العادات والتقاليد الشعبية، والتعريف بالمواقع التراثية العديدة التي تحفل بها إمارة أبوظبي.

جسور التواصل الحضاري 
نتطلع إلى حقبة جديدة من الإنجازات ترجمة لمبادئ الخمسين التي أعلنها صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والتي أكدت أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري واقتصاد المعرفة، تطبيقاً لبشارة سموه في الاحتفال بتصدير آخر برميل نفط، مع ما يعنيه ذلك من استقطاب المهارات الإبداعية واحتضان المواهب، وتوفير أرقى الخدمات التي تتيحها الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومن ضمنها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي التي تحظى بالرعاية الكريمة من سموه عاملة على الارتقاء بالبنية التحتية الثقافية لإمارة أبوظبي مركزاً عالمياً لأهم المتاحف الفنية والتاريخية والمؤسسات والمهرجانات، تعزيزاً لجهود الدبلوماسية الثقافية وبناء جسور التواصل الحضاري والتبادل المعرفي.
في كل إنجاز ثقافي جديد، كانت بصمات سموه ظاهرة، ودعمه سخياً بلا حدود، فلقد اهتم سموه اهتماماً كبيراً بالثقافة والإبداع والتنمية والفنون، لإيمانه بدورها في تحقيق التواصل الإيجابي بين المجتمعات، وفتح المجال أمام الحوار والالتقاء سعياً لتحقيق التقدم والتطور الاقتصادي المتنوع.
وإننا على أعتاب مرحلة واعدة نجني فيها ثمار ما زرعه وخطط له صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، طوال سنوات ماضية، فمسيرة عطائه هي مسيرة وطنية مستمرة قائداً، واضعاً أسس البناء والتطوير نُصب أعينه، مستشرفاً مستقبلاً قائماً على الاستدامة والابتكار بسواعد أبنائه وبناته من شباب الوطن الذين آمن بهم وبقدراتهم، وكان الداعم الأول للاستثمار فيهم وفي تنمية مواهبهم وقدراتهم. 
وعلى خطى ونهج المغفور لهما الوالد المؤسس، وقائد مسيرة التمكين، حرص سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» على سلاسة وشفافية عمل المؤسسات وتطبيقها أرقى وأعلى الممارسات العالمية، في إطار التنافسية العالمية التي، بحسب أبرز استطلاعات الرأي وقياسات الأداء ومؤشراته، أعطت الإمارات المركز الأول عربياً وعالمياً، وجعلتها في مصاف الدول الأولى والمتقدمة ملاذاً آمناً لرأس المال والأعمال من حول العالم. كما وبتوجيهات سموه تمكنت الإمارات من ترسيخ سمعتها الطيبة كدولة أولى في المجال الإنساني، داخلياً وخارجياً، يُشار إليها بالبنان في الحفاظ على حقوق الإنسان وتمكين المرأة.
وآمن سموه بأنّ الإبداع هو العامل المؤثر في نجاح السياسات والدول وخاصة في خدمة رؤيته لمستقبل مُشرق للثقافة التي اعتبرها وعاءً للهوية الوطنية ومرآة للأصالة، وجسر تواصل مع الآخر أيّاً كان مُعتقده وثقافته وجنسيته. وكان نتيجة لذلك أن شهدنا انفتاح الدولة على العالم ببنية سياحية جاذبة ومنظومة ثقافية تُرحب بكل مبدع ومبتكر مُتيحة له أفضل الفرص للإسهام في نجاح وريادة النموذج الإماراتي المبدع.  

حفظ الموروث 
لقد استلهمت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي من سموه حرصه الشديد على الموروث والتراث، مؤتمناً على أمجاد الأجداد وإرث الآباء والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وشهدنا اهتمامه بترميم وإحياء القلب النابض لعاصمتنا أبوظبي في قصر الحصن والمجمّع الثقافي، إضافة إلى المواقع التراثية والتاريخية والآثارية في منطقتي العين والظفرة، إلى جانب العديد من المشاريع والفعاليات التراثية والثقافية التي شكلت وتُشكل صلة وصل بين الحاضر والماضي، سعياً إلى نقل التراث الإماراتي العريق للأجيال القادمة، مؤمنين بمقولة سموه عن التراث «إنّ صون التراث الإماراتي، وتوجيه الجهود لإثراء الساحة المحلية بالأنشطة والأعمال التي تربط الأجيال به، مطلبٌ ضروري، ومن المهم أن يظل أبناء الوطن على علاقة وطيدة وراسخة بتراثهم، فالتقدم والتغير سمة العصر وتحقيق الإنجازات والتطور يجعلنا أكثر تمسكاً بهذا الإرث الكبير».
على العهد نُكمل مسيرة التمكين بالمزيد من الإنجاز في عهد قائدنا ومُعلمنا ورئيس دولتنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مُخلصين النية على بذل أقصى الجهود ترجمة لرؤية سموه في خلق الشخصية الإماراتية الرائدة التي تمتاز بمواطنتها الإيجابية المنفتحة على العالم وأصالتها وهويتها الثقافية العريقة. 
سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مُفكر يتفاعل بحكمة وبصيرة، معه تستقر مراسي الوطن على بر الأمان، برؤية واضحة ومسيرة تتواصل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©