السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

استراتيجيات التطوير الثقافي في عهد قائد التمكين

استراتيجيات التطوير الثقافي في عهد قائد التمكين
16 مايو 2022 03:00

إبراهيم الملا (الشارقة)

حمل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» على عاتقه مسؤوليات جليلة فيما يتعلق بتطوير العمل الثقافي بالدولة خلال فترة حكمه كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل الحفاظ على هويتها وتراثها وعراقتها الضاربة في جذور الأرض والمكان، عبر رؤية سديدة ونظرة عميقة تمتع بهما الراحل الكبير أثناء رسمه لخريطة الاهتمام بالمبدعين الإماراتيين وتكريمهم، وتثمين عطاءاتهم في مجالات متعددة مثل الفنون التشكيلية والأدب والشعر والمسرح وغيرها، وفي ذات الوقت أكمل ما بدأه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من احتضان كبير ولافت للمبدعين العرب والعالميين، المقيمين منهم والزائرين، الذين رأوا ما تقدمه مؤسسات الدولة من إسهامات ملموسة تستقي أهدافها وخططها وتوجهاتها من فكر القيادة الرشيدة التي كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» قائداً لمسيرتها المظفّرة.

غايات نبيلة
وطالما اجتمعت في مجلس المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» النخب الثقافية والفكرية والدينية من الدولة وخارجها، وطالما استأنس الشعراء والمفكرون والعلماء في ضيافته من خلال الأحاديث المتبادلة معه، والتشاور معه في شؤون القضايا الإنسانية وكيفية خلق الاتزان المطلوب بين الأفكار والوقائع، وكيفية تحويل الغايات النبيلة إلى بنى مشيّدة وهيئات رسمية تخدم الثقافة والمثقفين، وتجعل من فضاء الدولة الثقافي مناخاً متجدداً يواكب تطورات المعرفة، ويزخر بكل ما من شأنه خدمة المواطنين والمقيمين والزائرين، وتحقيق أقصى درجات السلم الاجتماعي دون تمييز أو إقصاء أو تعصّب.
ومن إنجازات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» الثقافية محلياً ودولياً تحقيق القيمة العالمية الاستثنائية في كل ما يخص حفظ التراث والآثار والتاريخ، وذلك عبر إدراج المواقع الثقافية في مدينة العين على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في يونيو 2011، وكذلك إدراج الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في نوفمبر 2010 بفضل قيادة دولة الإمارات لجهود 12 دولة عربية وأجنبية، حيث يعتبر التراث الثقافي غير المادي بوتقة للتنوع الثقافي وعاملاً يضمن التنمية المستدامة.

استراتيجيات التطوير
أشرف المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» على الاستراتيجيات الخاصة بتطوير واحتي القطارة والجيمي، ضمن هدف كبير يحقق للإمارات موقعاً متميزاً على خريطة الثقافة والسياحة، وكذلك الصناعة الثقافية، وخصوصاً أن الثقافة باتت تكتسي أهمية كبيرة وحضوراً نوعياً أخرجها من نطاقها المفاهيمي أو الرمزي، إلى نطاق تفاعلي حديث أوسع وأشمل، وأكثر اتصالاً بالتقنية المعاصرة وما أفرزته من قيم جديدة ومبهرة مقارنة بالقيم الماضية الثابتة والمتراوحة في مكانها.
وكانت البصمات الثقافية للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» واضحة في التجديدات التاريخية المذهلة التي حفظت لقصر الحصن بهاءه وحضوره التاريخي باعتباره القلب النابض لإمارة أبوظبي تاريخياً واجتماعياً وإنسانياً، فهو الصرح الشاهد على تراثها الحيّ وقلبها النابض الذي يتنفس عبق الماضي ويصنع من الحنين ومن أصداء الهوية إرادة قوية لمواجهة تحديات المستقبل.
وقد ارتبط اسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» بجائزة الإمارات التقديرية المعنيّة بتكريم الفائزين في مجالات العلوم والفنون والآداب، التي خصصت للمبدعين من أبناء الإمارات. 
وقد برزت أبوظبي في عهده «طيب الله ثراه» كقوة ثقافية كبيرة وهو ما شكل أحد روافد القوة الناعمة وقد تمت ترجمة ذلك في العديد من الفعاليات والمنصات الثقافية المحلية والدولية الكبرى مثل مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف غوغنهايم، ومنارة السعديات، وكذلك من خلال مؤتمرات الثقافة الداعمة لحقوق النشر ومكافحة القرصنة الفكرية ومواجهة تحديات النشر في العصر الرقمي والتوجهات العالمية في مجال النشر والاستراتيجيات الثقافية المستقبلية. 
وفي مجال ترجمة الثقافات ظهرت في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» مبادرة مشروع «كلمة» الطموح والمعني بتفعيل حوار الثقافات والحضارات، وذلك من خلال ترجمة ونشر وتوزيع أهم الأعمال من المؤلفات الكلاسيكية والمعاصرة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، حيث يركز مشروع «كلمة» عمله على أربعة مجالات رئيسة هي تمويل ترجمة العناوين المميزة إلى اللغة العربية، وتعزيز مبادرات التسويق والتوزيع من خلال مساندة قنوات توزيع جديدة وتقوية القنوات القائمة حالياً، ومساندة صناعة الكتاب في العالم العربي وترويجها في الساحة الدولية، والقيام بدور العامل المنشط لتوحيد جهود ترجمة الكتب وصناعة النشر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©