عدد اليوم
سعد عبد الراضي (الاتحاد)
نظم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، مساء أمس الأول، في مجلسه الرمضاني محاضرة تحدث فيها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، عن «انتقاء اللفظ في البيان القرآني.. وقفات تدبرية»، قدمه فيها الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، حيث رحب بالمحاضر والحضور، ثم أشار إلى أهمية عنوان المحاضرة الذي يسلط الضوء على (انتقاء اللفظ) والذي يعد منهجًا لقريش، حيث كانت تلتقي بالوفود والقبائل العربية في المواسم فتنتقي أطيب الألفاظ وأفصحها من الشعراء والفصحاء، كانتقائنا أطيب الثمار من الشجر، لذا فقد تحداهم الله تعالى بلسانهم وبما اشتهروا به وعرفوا وهي الفصاحة والبلاغة، وقد تحدى الله تعالى كل قوم بما اشتهروا به، فتحدى قوم عيسى عليه السلام، الذين اشتهروا بالطب، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، وقوم موسى عليه السلام تحداهم بالمعجزات كالعصا، حيث اشتهروا بالسحر، لذا فإن منهج انتقاء اللفظ منهج رباني في القرآن الكريم، تحدى الله به العرب الذين كان انتقاء اللفظ منهجًا لفصاحتهم وبلاغتهم.
ثم بعد ذلك قدم الحمادي الشكر للضيف المحاضر وأشار إلى بعضٍ من سيرته الذاتية، وإلى أهم إنجازاته العلمية والعملية، بالإضافة إلى أهم مؤلفاته العديدة من الكتب والمؤلفات العلمية.
وقد بدأ الدكتور أمحمد صافي المستغانمي بالحديث عن أهمية وفضائل الشهر الكريم، وعظمة القرآن الكريم وألفاظها، وقدم نماذج عديدة وأمثلة بيانية لألفاظ القرآن الكريم ومنها: المقارنة بين ألفاظ سورة الواقعة التي يعبر سياقها في الآيات عن التهديد والوعيد وكيف أن ألفاظها وحروفها يغلب عليها الشدة، ومن تلك الألفاظ: (دُسر ومُحتضر وقُدِر ومُستمر وانتَصِر ومُدَّكِر وغيرها)، وبين سورة الرحمن التي يعبر سياقها العام عن الرحمة والمغفرة وكيف أن ألفاظها وحروفها يغلب عليها اللين والرفق وهو ما يتناغم مع سياق الرحمة واسم السورة، ومن تلك الألفاظ: (الرحمن، والبيان، والريحان، والفخار، والمرجان، والإكرام، وأفنان، والإحسان)، بالإضافة إلى ما أشار إليه المحاضر من نماذج عديدة لانتقاء اللفظ في البيان القرآني الذي يستدعي ويحث القارئ على أن تكون له وقفات تدبرية في هذه الألفاظ القرآنية.
وفي ختام المحاضرة، قدم الدكتور عيسى الحمادي الشكر للجمهور والحضور والدكتور المستغانمي على المحاضرة القيمة الغنية بالوقفات التدبرية لانتقاء اللفظ القرآني، كما قدم درعًا تذكارية للمحاضر في ختام اللقاء الرمضاني.
