الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي الحميري بين «فطرة» المسحراتي وضوء «التريك»

علي الحميري بين «فطرة» المسحراتي وضوء «التريك»
3 ابريل 2022 01:48

فاطمة عطفة (أبوظبي)

شهر رمضان المبارك يأتي ومعه الفرح والخير والبركة، وهو يختلف عن بقية شهور السنة لما يحمل من أجواء الألفة ومشاعر الحب والتراحم والعطاء. 
وفي لقاء «الاتحاد» مع الكاتب والروائي الإماراتي علي أحمد الحميري، يقول إنه يجد في شهر رمضان متسعاً من الوقت للجلوس مع أفراد العائلة، والاستمتاع بالكتاب والقراءة موضحاً «ذكريات رمضان تشعرني بالحنين الشديد إلى تلك الأيام التي مضت، والزاخرة بالكثير من العادات الجميلة»، متمثلاً بقول الشاعر: «رب يوم بكيت منه فلما... صرت في غيره بكيت عليه».
والحميري صدرت له مجموعات قصصية عديدة هي «قزم وعملاق» 1999، و«الداسيات» 2000، و«ذرة فوق شفة» 2001، و«شيء من هذا القبيل» 2001، و«عيون السمك الباردة»، 2002 و«شفافية الثلج» 2003، و«خربشات على أديم الجدران» 2008، ورواية «النبراس» 2006، وأخيرا مجموعته القصصية «تيجان البونسيانا» عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
ويؤكد الحميري أن أيام الماضي جزء مهم من الذاكرة، مستحضراً ذكريات البيئة البسيطة التي نشأ فيها والناس التي تعيش في لحمة ومحبة وتواصل مع بعضهم البعض، فقد كان رمضان علامة مختلفة عن باقي الشهور، ونحن أطفال كان المسحراتي يمشي في الشارع ونحن نتبعه فرحين بصوت الطبول إلى أن ينتهي، لنعود بعد ذلك إلى بيوتنا بالفرح والأهازيج. 
وفي آخر رمضان كان المسحراتي يمر على البيوت ليجمع «الفطرة»، في نفس الوقت تشرع المساجد في ختم القرآن، في مشهد يشبه الكرنفال، في ظل حياة بسيطة، تسودها الألفة والمودة والمحبة، كما كانوا يشعلون «التريك»، وهو إضاءة أكبر من الفنر، ونلتف حوله ونحن نتناول الحلوى ونلعب الورق، وكان الشعراء ينظمون قصائد جميلة في رحاب رمضان ومحبة الوطن، أما اليوم فنرى أولادنا قد افتقدوا أفراح تلك الأيام الرمضانية والتي لها بصمتها الخاصة.
وتابع الحميري: من بين الصور التي لا تغيب عن ذاكرتي كرم الناس في رمضان، فكان هناك رجل كريم معطاء يجلس بالشارع، حاملاً أطعمة يأكل منها كل من يمر عليه، كما كان يرسل أطباق الإفطار للبسطاء في بيوتهم، وقد كتبت فيه قصة بعنوان «يد أدمنت العطاء».
وأكد الحميري أن طقوس رمضان تتشابه في جميع الإمارات وبلدان الخليج، وقد لمس ذلك عندما عاش في السعودية لفترة طويلة، موضحاً أن الثقافة العربية بشكل عام متشابهة، والتقاليد والعادات في دول الخليج متشابهة أيضاً خاصة في رمضان، ولم تكن هناك تلفزيونات في الماضي، حيث كنا نستمع للراديو وننصت إلى أحاديث الناس وحكاياتهم، وللشعراء الذين يلقون القصائد في الشارع، ولتلاوة القرآن عبر الراديو أو المساجد.. كان عالماً بسيطاً وجميلاً يفتقده أولادنا وأحفادنا الآن.
وعن طقوس رمضان وعاداته بالنسبة للروائي الحميري، يقول: أحرص على النوم من بعد صلاة الصبح لوقت الظهر، ثم أجلس لقراءة القرآن، ومن العادات الجميلة تبادل الزيارات مع الأقارب، أما عن طقوس الكتابة فيبين أنها لا تأتي في أي وقت، فعندما تأتي الأفكار تفرض نفسها على الكاتب، فالإبداع يحتاج للقراءة والتأمل، مؤكداً أن الكتابة والقراءة عنده لا تنتهي، ومكتبته غنية بجميع أنواع الكتب: أدبية وفنية وسياسية وأبحاث. 
وكشف الحميري أنه انتهى من كتابة ثلاث روايات وهي معدة للنشر، واحدة بعنوان «كوكب الخوف» تتضمن ملامح من الخوف الذي حدث للناس في أيام جائحة «كورونا»، والثانية بعنوان «صبي على حجر سارة»، وتدور أحداثها في شارع «القرم بأبوظبي»، والثالثة بعنوان «أحزان سعدون»، إضافة إلى مجموعة قصص قصيرة، وهكذا تظل جعبة الأديب الإماراتي الحميري مليئة بالإبداع والقدرة على قراءة ووصف الواقع من خلال الأدب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©