الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رمضان على مائدة الشعراء.. طاقات روحانية وجمالية

رمضان على مائدة الشعراء.. طاقات روحانية وجمالية
2 ابريل 2022 01:47

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكّد الشعراء والنقّاد أهميّة الشعر وقوته في الحثّ على المعاني الكريمة والأخلاق الحميدة، وفي قراءة النفس البشرية والمراجعة مع الذّات، خصوصاً في شهرٍ كريم، بحجم شهر رمضان المبارك الذي تتنزل فيه الرحمات والمغفرة.
ورأوا أنّ مائدة الشّعر لا يمكن أن تنفد من القصائد والنصوص التي تستلهم الشهر الفضيل، في جوٍّ من الاشتياق والحنين، وفي هذا المعنى، هناك تجليات إبداعيّة تتماشى مع التجليات الإيمانيّة، حيث الشعر يجري على تفريغ الطاقات الإبداعيّة والعنصر الإيجابي النبيل لدى الشعراء، الذين هم ضمير مجتمعهم ولسان حاله.وأهاب الشعراء بالتغني بفضائل الشهر الفضيل والإنشاد له، عبربرامج ثقافيّة وإبداعيّة اعتدناها في الأمسيات الرمضانيّة التي تعزز ثقافة التسامح والعطاء والإيمان والفرح في رحاب الطاعات.

ومضاتٍ مشعّة
تربط الناقدة البحرينية د. رفيقة بن رجب بين الورع الوجداني والوجود الجمالي للإبداع الشعري في شهر رمضان المبارك، فالمذاق مختلفٌ حتماً، واحترام الشهر الفضيل أمرٌ توارثه الشعراء منذ القدم. وتصف د. رفيقة الإبداع الرمضاني الذي يتخلل طيّات الشهر المبارك، بأنه مثل ومضاتٍ مشعّة بالنور الإلهي، يطلقها الأديب الشاعر فَرِحاً ومعتزاً بما يكتبه ويحسّ أنّه يتوجّه به للناس، في شهر له مكانة كبيرة في قلوبنا.

ذكريات
وعن تأثير الشهر الفضيل في الشعراء، يرى الشاعر الإماراتي أحمد الزرعوني أنّ شهر رمضان يجعل إنتاجيّته الشعريّة قليلةً، لكنّه ربما يكتب قصاصاتٍ غير منقّحة تمكث حبيسة الأدراج إلى حين ترتيبها وتهذيبها. أمّا القنان التشكيلي الشاعر الإماراتي علي العبدان فيستذكر الكثير من الأحداث والمناسبات الاجتماعيّة كذكرياتٍ تَرِدُ على ذهنه وذهن كلّ مبدع، فمن خلال الشهر الفضيل يتعرّف إلى تلك التفاعلات الاجتماعيّة، مستعيداً منها تفاعلاته في عمر الطفولة. وفي هذا السياق يقصّ علينا العبدان كيف كان أهالي الفريج يتبادلون الأطعمة الخاصة بالشهر الفضيل، وكيف كانت الأطباق تُحمل في حركةٍ دائبة، ضمن التفاعل الاجتماعيّ الحي، إضافةً إلى «أبو طبيلة» الذي ينادي الناس للسحور قبل أذان الفجر، معرباً عن فرحته الكبيرة لتلك البدائيّة.

صفاء روحي
أمّا الشاعرة الإماراتية صوغة، فترى في رمضان بحلّته الجديدة ضيفاً عزيزاً، تترقبه القلوب وترنو إليه الأنفس، فله قدسيته في نفوسنا مهما تقادم الزمن وتغيّرت المجتمعات واستُحدثت عادات جديدة، فهو شهر الكرم والصفاء الروحي والوجداني والعبادات. وتتخذ صوغة نظاماً حياتياً جديداً، يقوم على العبادة وقراءة القرآن، ومتابعة بعض البرامج الثقافية والتاريخية، وتعوّل على الشهر الفضيل بإنهاء بعض القصائد المعبرة، عن طقوس وسلوك المسلمين.

تأثير الشعراء
وينطلق الشاعر البحريني عبدالله الخالدي من أهميّة الشعراء، كونهم مؤثرين في المجتمع ولا سيّما المشاهير منهم، فهم محط أنظار الجميع، ومصدرٌ لذائقتهم الشعرية، ومع أنّ النتاج الشعري حتماً، سيقلّ في شهر رمضان نظراً لطبيعة هذا الشهر وأجوائه الجميلة.

حكمة وتصوف
ويؤكّد الشاعر اليمني علي الأشول، ما للشعر والشعراء من دور مهم في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية، فهم لسان حال المجتمع، يتكلمون عن قضايا الأمة ومعاناتها، فالطقوس الدينية لها مكانتها الخاصة في حياة الشعراء، كالحكمة والتصوف والتضرع إلى الله تعالى في قصائدهم.
وتنطلق الشاعرة السعودية «الريم» من أنّ الشعراء دائماً يستقبلون شهر رمضان بحفاوة ونسج واضحٍ للتركيب الإبداعي، مع أنّ الخطاب الشعري في رمضان، تختلف أهدافه ليركز فقط على استمالة القلوب للدعاء والاستغفار، وفعل الخير والحث على الصدقة، فعندما نقرأ المشهد الشعري في رمضان، نراه محرّكاً للوجدان والضمير، بانفعالاته المتولدة من الصور الشعرية وتراكيب الألفاظ والجمل.

حالة نورانيّة
وترى الشاعرة الأردنية إسراء عيسى أنّ رمضان لدى الشعراء هو مناسبه دينية، بحيث يحتفى به بأبيات قليلة، أو قد يكون ذلك بطريقة إنشادية، وبأسلوب محبب لحالة المتلقي الإيمانية، بهدف تأكيد معاني العبادة والتوبة، فالشاعر قادر أن يؤكد الحالة النورانيّة للشهر الفضيل بقصيدة تجلو ظلام النفس.
ويؤكّد الشاعر العُماني ناصر الغيلاني أنّ شهر رمضان هو شهر الهدوء الشعري، لذلك يكون الإنتاج الشعري قليلاً، لانشغال الشعراء ومتابعيهم بتكثيف العبادة والأعمال التطوعية الرمضانية، فنجد الأمسيات والبرامج الخاصة به قليلة، مقارنة بباقي شهور السنة.

لسان المجتمع
وينطلق الشاعر الكويتي صالح مصلح الحربي، من أنّ الشاعر هو ابن بيئته، يؤثر ويتأثر بما حوله، وهو مرتبط بالرسالة التي يحملها لسان مجتمعه، المعبّر عن حاله وأحواله ومتغيراته، لأنّ لرمضان قدسيته وروحانيته في النفوس.
ويرى الشاعر الإماراتي أحمد العري السويدي أنّ شهر رمضان يستلزم احتراماً للمشاعر والتلقي الشعري، ولذلك فإن المبدعين هم على معرفة بالفضائل واحترام هيبة الشعر وفضائه الديني، فيذهب الشعراء فيه إلى عتاب النفس والرجوع إلى الذّات، ولهذا فإنّ طاقات الشعراء لا بدّ أن تتفجّر إيجابياً خلال هذا الشهر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©